أدى إلى مقتل شخص واصابة «2» من حراسة الصحيفة تبعه زيارة الملحقية الأميركية والقنصل البريطاني لمقرها.. مسلحو «الأيام »يتبادلون إطلاق النار مع أمن عدن ونائب الرئيس يعلق القبض القهري على الزميل هشام

2009-05-14 03:52:55



أخبار اليوم/ متابعات

لقي المواطن احمد محمد مثنى السارطي حتفه يوم أمس وأصيب اثنان آخران من حراسة مبنى صحيفة "الأيام" بمحافظة عدن وهما احمد ناصر وجلال الزنكي خلال اشتباكات مسلحة شهدتها المنطقة المجاورة لمقر الزميلة الأيام الكائن بمدينة كريتر في محافظة عدن.

من جانبه صرح مصدر أمني مسئول بمحافظة عدن بأنه وفي تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس الأربعاء قام أفراد الشرطة بتنفيذ أمر الضبط القهري الصادر من نيابة استئناف محافظة عدن برقم 2086 وبتاريخ 10 مايو 2009م لإحضار المتهمين هشام باشراحيل وهاني هشام باشراحيل ومحمد عبدالله عوض وذلك للمثول أمام محكمة جنوب غرب الأمانة في القضية الجنائية الخاصة بمقتل المواطن صلاح طارق المصري.

وقال المصدر: انه وبدلاً من ان يمتثل المطلوبون لأمر النيابة لحضور جلسة المحكمة إلا انه وعند وصول رجال الشرطة إلى جانب المقر الذي يسكن فيه المطلوبون قاموا ومعهم مجموعة من العناصر المسلحة كانت تتواجد إلى جانبهم داخل المقر وخارجه- قاموا بمباشرة إطلاق النار عشوائياً في أكثر من اتجاه على أفراد الشرطة وبعض المواطنين الذين كانوا يتواجدون بالقرب من موقع الحادث مما ترتب عليه مقتل شخص وإصابة ثلاثة أشخاص باصابات خفيفة وخلق حالة من الرعب والفزع لدى المواطنين.

وأضاف المصدر إن الأجهزة المختصة قامت بإتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة لإسعاف المصابين وباشرت التحقيقات في هذا الحادث المؤسف ومتابعة ضبط العناصر المسلحة المشتبهين بإرتكاب هذا العمل الإجرامي تمهيداً لاستكمال التحقيقات معهم وتقديمهم إلى القضاء.

وفي هذا السياق أوضح موقع "نيوز يمن" أن صحيفة الأيام وإدارة الأمن بمحافظة تبادلا الاتهامات بشأن تبادل إطلاق الرصاص الذي حدث أمام مبنى المقر الرئيسي للصحيفة ظهر يوم أمس وأسفر عن مقتل مواطن وإصابة اثنين من حراس الصحيفة.

ونقل الموقع عن تمام باشراحيل مدير تحرير الصحيفة إن الحارسين قتلا بعد إطلاق النار عليهما من قبل قوات أمنية حاولت اقتحام المقر.

ووفقا للمحرر السياسي لصحيفة الأيام فتحي بن الأزرق حسب موقع "نيوز يمن" فإن القتيل مواطن من الشارع يدعى أحمد محمد السارطي ، فيما أصيب أحمد ناصر وجلال الزنكي، من حراس المقر.

غير أن إدارة الأمن وعبر مكتب مدير أمن عدن "عبدالله قيران" ونائبه "نجيب المغلس" اتهمت الصحيفة بإثارة المشكلة.

وقالت في تصريح ل"نيوزيمن" إن عدداً من مسئولي الأمن بعدن حاولوا على مدى ثلاثة أيام إقناع هشام باشراحيل رئيس تحرير الصحيفة بالاستجابة لدعوة من نيابة استئناف عدن للمثول أمام محكمة في صنعاء تنظر في قضية لا علاقة لها بحرية الرأي والتعبير وإنما بخلاف بين مالك الصحيفة وأطراف أخرى بشأن ملكية منزل باشراحيل في صنعاء والذي قتل فيه شخص ويحاكم آخرون".

وأضافت إدارة الأمن: "وبدلا من أن يمتثل باشراحيل للدعوة وينتقل برفقة المطلوبين وهما ولده هاني ومحمد عبدالله عوض إلى صنعاء بطريقتهم الشخصية دون تدخل أمني لحضور جلسة المحكمة، فقد اعتقد إمكانية استغلال الظروف العامة التي تمر بها اليمن وتصوير قضيته انها حرية رأي ودعا مثيري شغب ونصب لهم المتاريس والخيم حول مقر الصحيفة".

وتابعت إدارة الأمن قائلة: "أجلنا تنفيذ الأمر النيابي ثلاثة أيام وطلب النائب العام من باشراحيل الوصول إلى النيابة بحريته وأرسلنا فرقة من مكافحة الشغب في محاولة لتجنب أي صدامات مع مسلحين أمام مقر الصحيفة، واعتقال باشراحيل تنفيذا لأمر قضائي لحضور جلسة محكمة، غير أن الحراسات أطلقت النار على الأمن الذي تبادل معهم الإطلاق قبل أن ينسحب تجنبا لمزيد من إراقة الدماء".

الأيام انتقدت من جانبها، تفرغ أجهزة الأمن في عدن لملاحقتها ومسئوليها، وقالت إنها تتعرض للحصار منذ أسبوع في البداية لمنع الطباعة بحجة استهداف الوحدة الوطنية والآن لاستضعافها واعتقال رئيس تحريرها المريض، وقالت: "نحن لا نرفض المثول للقضاء وقد كلفنا محامٍ يحضر جلسات في صنعاء"، منتقدة استغلال الخلافات بالقول: "يحاصر هشام باشراحيل مع أن بعض المتهمين في ذات القضية من خصومه لم يحضروا إلى المحكمة طيلة 14 جلسة عقدتها".

نافية أن يكون حول مقرها أي "مسلحين" وقالت: "هم حراس المقر منذ عشرات السنين ولم يحدث لهم من قبل مثل هذا الإجراء".

وفي محاولة من نقابة الصحفيين لاحتواء التصعيد ضد الصحيفة، فقد قال شهود عيان ل"نيوزيمن" إن الأمن قد انسحب من أمام مقر الأيام الذي كان يحرسه قرابة 20 شخصاً يقولون إنهم "تطوعوا لحماية باشراحيل وعائلته بعد أن اعتصموا في مقر الأيام منذ ثلاثة أيام". . من جانبها ذكرت مصادر مطلعة ل"أحبار اليوم" أن عشرات الأشخاص توافدوا من محافظات أبين ولحج والضالع لمساندة باشراحيل حيث شوهدت مجاميع مسلحة انتشرت على أسطح المنازل المجاورة ل "الأيام" ومبنى الصحيفة أيضاً.

المصادر ذاتها كشفت عن وصول الدكتور يحيى الشعيبي وزير الخدمة المدنية والتأمينات إلى مبنى الصحيفة يوم أمس في محاولة منه لإقناع رئيس تحرير الصحيفة بالاستجابة لأوامر القضاء ولم تكشف المصادر عن النتيجة التي خرج بها الدكتور الشعيبي. . مؤكدة في الوقت ذاته بان القنصل البريطاني ومسؤولية الملحقية الإعلامية في السفارة الأميركية قد زارا أيضاً يوم أمس صحيفة "الأيام".

وعلى الصعيد ذاته عقدت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن مساء أمس اجتماعاً استثنائياً برئاسة الدكتور عدنان الجفري محافظ المحافظة لمناقشة قيام مجموعة مسلحة بإطلاق النار على افراد الشرطة وما أسفر عنه من مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين وملابسات الحادثة، وقد أقرت اللجنة في اجتماعها استكمال الإجراءات القانونية بالتنسيق مع السلطات القضائية لتتبع وضبط المتهمين.

وثمنت اللجنة جهود المواطنين وأبناء عدن الذين استنكروا ما اعتبرته اللجنة أعمال طائشة وخارجة عن القانون.

وإزاء هذه الأحداث تؤكد مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام عبر صحيفة "أخبار اليوم" انه في الوقت الذي تؤكد وقوفها ضد أي إجراءات غير قانونية من شأنها المساس بحرية الصحافة والتعبير لصحيفة الأيام أو أي وسيلة إعلامية التي كفلها القانون والدستور، فإنها تؤكد في الوقت ذاته رفضها لأي أعمال تتعارض وتنفيذ أوامر السلطات القضائية وتحول دون تنفيذ القانون.

من جانبها شكرت نقابة الصحفيين اليمنيين كلاً من نائب رئيس الجمهورية ووزير الإدارة المحلية السابق رئيس اللجنة الرئاسية عبدالقادر هلال على جهودهما لوقف إطلاق النار بين الأمن وحراس صحيفة الأيام الذي اندلع ظهر امس وأسفر عن مقتل أحد حراس الأيام.

وقال رئيس لجنة الخدمات في النقابة احمد الجبر ل"نيوزيمن": إنه التقى مع زملائه وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت وأمين عام النقابة مروان دماج ظهر امس مع هلال والذي تواصل مع نائب رئيس الجمهورية، الذي وجه بوقف إطلاق النار وتعليق أمر القبض القهري، وسحب المجاميع المسلحة التابعة للصحيفة، مشيراً أنه تم الاتفاق على طرح المشكلة للحوار بحيث تكون النقابة طرفاً فيها، معبراً عن أمله في أن يتم خلال الساعات القادمة تسوية الموقف وتنفيذ ماتم الاتفاق عليه.

إلى ذلك عبر المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك عن تضامنه مع هشام باشراحيل ناشر ورئيس تحرير صحيفة الأيام فيما يتعرض له وإصدار السلطات أمر القبض القهري بحقه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد