أخبار اليوم/ خاص
أعلن تنظيم القاعدة رسمياً أمس الأربعاء دعمه للحراك في المحافظات الجنوبية اليمنية؛ وذلك عبر تسجيل صوتي لأمير "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" أبو بصير ناصر الوحيشي تحت عنوان: "إلى أهلنا في الجنوب"، مؤكداً خلاله أنه مع مطالب أبناء الجنوب باشتراط عدم إيذائهم لمواطني المحافظات الأخرى.
وقال أبو بصير: "إن ما يحدث في (لحج والضالع وأبين وحضرموت) وغيرها من المدن من ظلم وقهر للعزّل من المواطنين لا يقره عقل، ولا يرضاه إنسان، ويتحتم علينا نحوهم المناصرة والتأييد والمناصحة، والأخذ على أيديهم".
وخاطب أبو بصير، في التسجيل الذي بثته إحدى المواقع الإلكترونية المحسوبة على تنظيم القاعدة اليمنيين في الجنوب بالقول: "أيها الأحرار الصامدون المقاومون لهذا الظلم والقهر الذي دهى اليمن والجزيرة العربية ككل، إن ما تطالبون به هو حقكم كفله لكم دينكم، ودفعتكم إليه فطرتكم التي لا ترضى الظلم، ولا تعطي الدنية، وقد عرف عنكم ذلك إبان الاحتلال البريطاني الذي خرج من اليمن بصمودكم".
وحاول أمير القاعدة في اليمن تبرير تحرك الجنوبيين بأنه حقوقي وليس له علاقة بالانفصال حين قال: "إنكم مارستم حقكم السلمي فمنعتم من هذا الحق الذي أعطاكموه الظالم، وعندما خالفتموه أنزل بكم أشد أنواع القمع وجميع وسائل القهر؛ ليثنيكم عن مطالبكم العادلة، وليست دعوتكم إلى رفع الظلم من الانفصال في شيء".
ويتحدث عن الوحدة بالقول: "والوحدة والجماعة على الدين والعدل والأمان واجبٌ شرعي وحق لكل مسلم؛ فلا يمارس باسم الحفاظ على الوحدة الظلم والقهر والاستبداد، ومن قام بأمر هذه الوحدة هم الشعب كافة، ولم تكن يوماً ما من صنع أحد بعينه ولا هي حكر عليه".
وأضاف: "إننا في تنظيم القاعدة نؤيد ما تقومون به من رفض الظلم عليكم وعلى غيركم، ومن مناهضة النظام، ومن دفاعٍ عن أنفسكم، وندعوكم أن تحرصوا أن لا تعتدوا على إخوانكم المسلمين في الولايات الأخرى؛ "فلا ذنب لهم وهم مظلومون مثلكم"
وحول الإشارة إلى نقاط الالتقاء بين القاعدة والحراك في الجنوب قال: "إننا نقاتل منذ سنين هذا النظام الذي عطل الشريعة؛ لأن الله أمرنا بذلك، وإن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرماً، وإذا أقمنا الشريعة وأزلنا الظلم سعد الناس بالأمن والعدل والحرية، ونحن أعلم الناس بما يمارسه النظام من ظلم وقهر وتبديد للثروة، ومصادرة حقوق الناس، وإثارة العنصرية التي يمارسها ويرمي بها غيره".
وأضاف: "كنا نود أن يلتحم الناس بنا ويلتفوا حول رايتنا لندفع عنا وعنهم ظلم هذا النظام العميل وعن بقية إخواننا في العراق وفلسطين فهم أيضاً لم يسلموا منه فقد زود البارجات الأمريكية لقتل أطفالهم ونسائهم". .
ودعا للحذر من الأحزاب حيث قال: "احذروا أن تخدعوا مرة أخرى، أو أن تجير جهودكم في مقارعة الظلم والعدوان لصالح من لا خلاق لهم من سدنة الأحزاب بكل أشكالها والتي لم تجن منها أمتنا إلا التفرق والتبعية والخضوع للأعداء، "والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين". . من جانبه استغرب الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية الأستاذ سعيد عبيد من إعلان تنظيم القاعدة "تنظيم الجهاد في جزيرة العرب" على لسان زعيمه "ابوبصير" ناصر الوحيشي، لكنه في الوقت ذاته اعتبر هذا الإعلان نعمة من نعم الله على اليمن ويعد بمثابة جرس إنذار للحراك نفسه لتكون مطالبته مشروعة بعيداً عن الدعوة للانفصال.
وقال عبيد في تصرح ل"أخبار اليوم": القاعدة استهواها في موضوع الحراك هو دعوة الحراك للانفصال بمعنى أن القاعدة بمشروعها الذي وضع بعد أحداث سبتمبر عبر كتاب سمي "إدارة التوحش" وهو يمثل إطاراً فكرياً وسياسياً لكيفية التوسع والتمدد واستغلال الفوضى في مناطق التوتر والاضطرابات وإشعال الحروب والفرقة بين شرائح المجتمع وهذا هو برنامج القاعدة الآن. . مشيرا إلى أن الحراك قد جاء بجزء من هذا المنهج من خلال تبنيه الدعوة للانفصال والتمزق وهذا الوضع ما تستهويه القاعدة كونه إذا ما فرض التمزق فالقاعدة ستفرض نفسها كخيار.
وأوضح عبيد بان "ابوبصير" من خلال هذا الإعلان أراد للتنظيم التمدد بترابط نفسي يقوم على العنف أكثر من التواصل التنظيمي الذي أصبح مهدداً بعدد من العوامل إلا انه وجد عوامل للتمدد النفسي. . مؤكدا بان هذا التنظيم يريد أن يستغل الوضع القائم والتفتت بين شرائح المجتمع. . مستدركاً بالقول: رغم أن طرح الانفصال يتناقض مع المنهج الإسلامي الذي يدعو إلى الوحدة وذلك واضح من خلال القران والسنة إلا أن هذه الدعوات استهوت القاعدة كونها ستوجد لها مناخ الفوضى الذي يضمن بقاء واستمرارية وتمدد هذا التنظيم.
وذكر عبيد في تصريحه للصحيفة بان هذا الإعلان يوضح بان القاعدة تريد أن تدخل اللعبة السياسية- ليس اللعبة السياسية النظيفة التي تتم عبر الاقتراع والانتخابات كونها تعتبر هذا كفر- وإنما تسعى لطرح فكر العنف من بوابة المظالم الاجتماعية واختلاف الأعداء كون النظام والحراك وما ليس من القاعدة يمثل عدواً لها. . موضحاً بأنه بعد هذا تريد القاعدة أن تضع نفسها كخيار عندما يسقط النظام- بحسب ما تراه القاعدة- وهذا من الأحلام.
وأكد عبيد بان الحراك قد سقط منذ الوهلة الأولى من خلال تبنيه دعوة الانفصال والقاعدة تدرك هذا ولذلك سيكون دعمها لهذا الحراك مجرد تأييد صوتي ليتسنى لها بعد ذلك ان تضع نفسها بديلاً عنه.
