د. عبد الإله بن صالح المحمود
الجميع يعرف سعي إيران الحثيث لامتلاك سلاح نووي، وها نحن نرى العجائب منها في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية المجاورة، وآخرها ما قامت به في مصر من محاولة تخريبية ظاهرها مساعدة أهالي غزة لوجستيا وحقيقتها شيء آخر مختلف.
لقد استعجل الكتاب والإعلاميون انتقاد ردة الفعل للحكومة المصرية، لكنهم لم يعرفوا الحقيقة كاملة وبعضهم عمد إلى هجوم إعلامي مبرمج وهو يعرف الحقيقة كاملة.
إن الأعراف والقوانين الدولية لا تجيز لأي دولة التدخل في شؤون دولة أخرى، فما بالك أن يتدخل في شؤون دولة عربية حزب موال لدولة أخرى غير عربية والجميع يعرف أن هذا الحزب إنما هو إصبع لهذه الدولة غير العربية تحركه متى شاءت.
أما علاقة هذه الدولة غير العربية بحركة حماس فإنها علاقة مؤقتة ومرحلية، ونستطيع أن نقول بأنها تكتيك، فإيران تريد أن تهيمن على دول المنطقة، ولكنها لا تملك مقومات تمكنها من هذه الهيمنة، لذلك نجدها تسخر أصحابها مثل هذا الحزب الموالي لها بالتحرك لإثارة القلاقل داخل جمهورية مصر العربية.
إن المصريين اكتشفوا قبل سنتين مشروعا تقوم به هذه الدولة الإسلامية غير العربية والذي كلفها تقريبا ملياري دولار من مقدرات شعبها الذي يتضور جوعا، والبطالة تعم شوارعها، هذا المشروع يرمي إلى تغيير النظام الحاكم في مصر واستبداله بآخر شبيه بنظامها؛ إنه مخطط يتم تنفيذه على مراحل؛ هذا العبث السياسي والمخابراتي لن يخدمها، بقدر ما سيزيد من عرقلتها.
إن جمهورية مصر العربية حاليا تدرس الرابط بين هذا المخطط وبين هذه المجموعة من هذا الحزب المرتبط بهذه الدولة الإسلامية، التي يريد شعبها أن يعيش بسلام وهدوء ويتفرغ لبناء وطنه صحيا واجتماعيا.
المشكلة أن مرشد الثورة في هذه الدولة الإسلامية يعتقد أن بلاده هي خليفة الله في الأرض وأنه ولي أمر المسلمين!! ويبدو أن الزمن قد توقف عند هؤلاء القوم. وإذا استمروا في نهجهم وسياستهم فإنهم سيجلبون الدمار لبلادهم، والعراق أكبر دليل..