لمن تقرع الأجراس في دبي ؟!

2009-11-30 04:37:50

كتب/
المحرر السياسي


المتابع للإعلام الإيرا- أميركي بما يخص أزمة شركة
دبي المالية التي طلبت تأجيل تسديدها للديون لمدة ست أشهر يجد أنه أمام تآمر يستهدف
دولة الإمارات العربية المتحدة التي طالما أوقفت المشروع الفارسي في زعزعة أمن
وإستقرار المنطقة، كانت مواقفها المنافحة عن هوية الأمة من التدخل الفارسي، ووقوفها
بجرأة في إفشال المخطط المعادي للأمة، وقدراتها وإمكانياتها تعبر عن الذات العروبية
في معنى هذه المواجهة وأهميتها للخروج من شراك التآمر الفارسي - الصهيو-
أميركي.

ولعل هذه المواقف التي
كان يحسب لها ألف حساب قد دفعت بالمحور المعادي للأمة لإيجاد منافس تستطيع أن تنال
من دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد تمثل ذلك في التهويل السياسي والإعلامي
الكبير الذي يشترك فيه بعض الإعلام العربي، وعلى وجه الخصوص قناة الجزيرة التي برزت
في اهتمامها بالسلبي عن شركة دبي لدرجة أن كل شيء في دبي والإمارات قابل للإنهيار
أو هو قاب قوسين أو أدنى من ذلك وليس بغريب هذا الدعم الإعلامي والسياسي من قناة
الجزيرة التي كان ولا يزال لها الدور الأكبر في الإنحياز للتمرد الحوثي .
ولعل
هذا الإستهداف اليوم ينتقل من اليمن إلى الإمارات العربية المتحدة بذات الأضلاع
الثلاثة - قطر، فارس، أميركا، حيث يرى محللون سياسيون أن وقوف قناة الجزيرة في ذات
الخندق المعادي لتطلعات الأمة والبحث عن إثارة الشكوك والفوضى واختلاق الأزمات لا
يقل خطورة عن التوجيه الفارسي بل أنه يستمد قوته من خلخلة الصف العروبي ووجود دول
للخليجية في ذات المسار التآمرية.
ويبدوا أن هذا التجنيد السيء ضد الإقتصاد
والإمارات الذي حاز على الثقة العالمية، ونافس كبريات الشركات العالمية العابرة
للقارات، قد وجد من يعمل على المساس به والتشكيك فيه، وفي إمكانية خروجه من الأزمة
التي كان الدور الكبير الإيرا- أمريكي الأثر الفاعل في احداثها إذ أن أي تعثر في
إقتصاد وفي دولة الإمارات يفسح المجال لتهاوي القلاع الإقتصادية الخليجية برمتها،
ويترك الباب مفتوحاً لسياسة الإملاءات الخليجية.
وضرب السيادة والإستقلال لدول
الجزيرة والخليج سيما وأن التمرد الحوثي في اليمن يحتاج إلى سند ودعم مادي ومعنوي
يخفف من حجم الضغوطات علىه وذلك بجر دول الخليج إلى مواجهة أخرى سياسة
واقتصادية.
من هنا نفهم..
المخطط الفارسي- الأميركي ومن سار في فلكه بأنه
يأتي في إطار خلخة البنية الإقتصادية - السياسية في دول الخليج وإحداث شرخ في جدار
العلاقات العربية وإدخال هذه الدول في أزمات تجعلها عاجزة عن القيام بواجبها القومي
في مواجهة أعداء الأمة وذلك بالإنكفاء على ذاتها.
ومعالجة جراحاتها
الداخلية.
وما ينبغي فهمه جيداً أن هذا المخطط الإستعماري الذي يريد استلاب
الأمة وجودها وقوتها الإقتصادية يحتاج إلى وقفة جادة وسند قوي يدعم الإقتصاد
الإماراتي متمثلاً في ترمز إليه شركات دبي العالمية، وهو رغم تحتاجه هذه الشركة
لكونه ذات دلالة مهمة على صعيد الإقتصاد الخيلجي برمته بل والعربي، وأي تقاعس عن
الدور المطلوب لإخراج هذه الشركة من عثرتها المالية إنما يفسح المجال لأعداء الأمة
أن يصلها بإهدافهم إلى مستوى الضربة القاضية للإقتصاد الخليجي لتبرز من فئاته
المناطقية والطائفية التي يروج لها اليوم بالتزامن مع الأزمة التي تمر بها شركة
دبي.
والواقع إنما يحدث في دبي في أزمة إقتصادية يفتح نافذة أكبر لأزمات بلا
حدود لا يمكن الإستهانة بها.
وبمن يروج لذلك أكان إعلام فارسياً أو قناة الجزيرة
أو إعلام اميركي فجميع هذه القنوات تشتغل على مخطط واحد يكشف التآمر على اليمن
والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حيث نجد المحاور هي
ذاتها المعادية لتطلعات شعوب المنطقة الرامي إلى تفكيك البنى الاقتصادية وزرع
الشكوك لإفساح مجال للمتآمرين من بعض الجيوتات المالية بالخليج ذات الإنتماء
الفارسي، لأن تتوجه بأموالها خارج منطقة دول الخليج العربي وتأمين طرق الإنتقال
لهذه الأموال بحماية فارسية- أميركية، وهو نجده واقعاً يشير ببوصلة إلى ضآلة التآمر
على طبيلة استطاعت أن تصل إلى ذروة التحدي للإقتصاد العالمي والذي اشعل في نفوس
الحاقدين نار تستطلى أمام عدو شرس يريد هزيمة هذه الأمة إقتصادياً ليسهل السيطرة
عليها سياسياً رأينا هذا في ضرب العراق بيد أن كان قوة علمية لا يستهان بها،
ورأيناه في استهداف المملكة من خلال البوابة الجنوبية " اليمن" ونراه حالياً في
الإمارات العربية المتحدة إذاً فإن الأجراس تقرع الآن على خطر يستهدف هذه الأمة في
خلق نكسات إقتصادية يسهل عليها بعد إذاً التجزئة والتشرذم والفوضى..
هذا وحده
يدعو دول المنطقة وبالذات الخليجية إلى التعاضد وتقديم الدعم المادي والمعنوي لشركة
دبي بما ترمز إليه من ثقل اقتصادي سياسي، ومواجهة الأعلام الرامي إلى التشكيك في
الإقتصاد الإماراتي والتأكيد عبر الفعل، فإن الأمة تقبل التحدي وتفشل مخططات
الأعداء، وأن الأجراس التي تقرع في دبي يراد لها أن تكون خطراً في البحرين
والسعودية واليمن وفي كل دول المنطقة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد