سياسيون : تقرير «هيومن رايتس» يأتي في إطار تحركات إقليمية لتدويل القضية الجنوبية

2009-12-16 04:06:14 أخبار اليوم/ خاص


بالتزامن مع الدعوة الرئاسية للقوى السياسية
الفاعلة على الساحة اليمنية لبدء الحوار الوطني أطل تقرير "باسم الوحدة " الصادرعن
منظمة هيومن رايتس ووتش مخلفا وراءه العديد من الاستفسارات عن الدوافع الكامنة وراء
صدور التقرير الذي تمكنت المنظمة من تنظيم مؤتمر صحفي للإعلان عنه أمس في العاصمة
صنعاء حضرته مختلف وسائل الإعلام الدولية والمحلية والعديد من
السياسيين اليمنيين في الوقت الذي أدعت فيه
المنظمة أنها وخلال فترة إعداد التقرير التي استمرت لأشهر لم تتح لها الفرصة
للالتقاء بالمسئولين في الحكومة اليمنية للاستماع إلى شهاداتهم بخصوص ما يجري في
المحافظات الجنوبية من أعمال عنف .
تقرير "باسم الوحدة " الذي حاولت من خلاله
منظمة هيومن رايتس ووتش التأكيد على أن ما يرصده التقرير يجري في اليمن بحجة الحفاظ
على الوحدة اليمنية وصفه العديد من رجال السياسية والإعلام الذين دعتهم المنظمة
لحضور المؤتمر بأنه رواية مختلة لبعض أحداث جرت في المحافظات الجنوبية وأنه ليس من
الممكن الاعتماد على شهادات وأحاديث هاتفية وأخرى مباشرة لأشخاص قدموا أنفسهم لفريق
المنظمة على أنهم قياديون في ما يسمى بالحراك الجنوبي أو مشاركين في المسيرات
والاحتجاجات التي شهدت مواجهات مسلحة بين المتظاهرين وقوى الأمن في بعض المحافظات
الجنوبية .
ويأخذ عدد من السياسيين الذين حضروا مؤتمر المنظمة لإشهار التقرير
على هذا التقرير عددا من الملاحظات تتعلق أولها على كون الإعداد لهذا التقرير تم
بطريقة غير معلنة حيث لم تشعر المنظمة السلطات الرسمية رسميا بأنها ستقوم بإعداد
تقرير عما يجري فضلا عن كون التقرير قد جاء ليكشف عن تحركات مرسومة مسبقا لدى
المنظمة ومن هم الأشخاص الذين ستستمع إليهم في مناطق الحراك الجنوبي في المحافظات
الجنوبية ومن هم الأشخاص الذين سوف يزودونها بالوثائق والأدلة التي ستدعم بها
تقريرها,الأمر الذي معه يجد السياسيون أن التقرير كان مبيتا وموجها لخدمة أغراض
وأشخاص وأطراف خارجية , بعضها يسعى من خلال التقريرإلى تحقيق أهداف سياسية في
خصومته مع الحكومة اليمنية على حساب الشعب اليمني,والبعض الآخر يسعى من وراء
التقرير إلى ابتزاز الحكومة اليمنية من أجل الحصول على تنازلات سياسية وسيادية عبر
التلويح بتدويل القضية اليمنية الجنوبية ,وهو القول الذي جاء ليؤكد ما كانت "أخبار اليوم " قد تناولته في عدد سابق أواخر نوفمبر الماضي نقلا عن مصادر دبلوماسية
أروبية كشفت النقاب عن مساعي قيادات انفصالية تدعمها طهران ودولة خليجية ومسئول
كبير في الخارجية الإسرائيلية وأن هذه التحركات القوية تأتي من أجل الدفع بالأمم
المتحدة إلى اتخاذ قرار دولي يقضي بمنح المحافظات اليمنية الجنوبية حق الاستفتاء
على تقرير المصير .
وأوضح السياسيون أمس على هامش المؤتمر أن التقرير قد احتوى
على العديد من القرائن والشواهد التي تؤكد ما كشفت عنه المصادر الدبلوماسية
الأوروبية في السابق والتي منها حد قولهم تركيز التقرير على محاولة إظهار الشيخ
طارق الفضلي كرجل ليس له علاقة بالتنظيمات الجهادية وأنه شخصية ترحب بالتعاون مع
الغرب حسب ما ينقله التقرير,كما يجدون أن المنظمة في تقريرها قد حاولت أن تظهر
الشيخ طارق الفضلي على إنه شخص يدعو إلى العنف المبرر في مواجهة العنف الأمني
الوحيد الجانب من قبل القوات الأمنية اليمنية حسب التقرير الذي أغفل الإشارة نهائيا
إلى دعوات العنف المسلح التي أطلقها العديد من القيادات في الحراك ممن التقت بهم
المنظمة وأوردتهم في تقريرها لكنها لم تتحدث عن أنهم قد دعوا إلى العنف والتحريض
على قتال رجال الأمن , بل ونفت على لسان الفضلي نفسه أن يكون قد أمر أتباعه بالتحرك
إلى السجن المركزي في محافظة أبين واقتحامه وإطلاق السجناء من داخله وقالت المنظمة
أنها استمعت وشاهدت شريط فيديو يظهر الفضلي في ذلك اليوم وليس فيه تحريضا من طرف
الفضلي على اقتحام السجن وهو التحريض الذي أعقبه أعمال عنف كبيرة فيما بات يعرف
محليا "بخميس زنجبار " .
من جهتهم قال عدد من الإعلاميين إن تقرير "باسم الوحدة
" الصادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش " ليس بأكثر من تدوين إعلامي موجه تعمد رصد
حقائق وتجاهل حقائق وحرف حقائق أخرى تحقيقا لأغراض ومصالح جهات تقف خلف التقرير
الذي يضع مصداقية المنظمة الدولية في المحك ,مؤكدين أن هناك العديد من الملاحظات
على التقرير من خلال القراءة الأولية لمضمونه الذي جاء في نحو 73 صفحة والتي منها
محاولة التقرير تزييف حقائق تاريخية منها أن الشمال انتصر على الجنوب في عام 94
وقالوا إن العالم برمته يعرف أنه ما من شيء من هذا القبيل وأن الشمال لم ينتصر على
الجنوب في حرب صيف 1994م وأن تلك الحرب لم تكن بين شمال وجنوب ,وإنما حرب بين أطراف
السلطة حينها انتهت بوقوف المواطنين في المحافظات الجنوبية قبل المحافظات الشمالية
ضد الانفصال والعودة باليمن إلى ما قبل 22مايو 1990م , مضيفين بأن من يقف وراء هذا
التقرير أرادوا أيضا أن هناك فروق اجتماعية وثقافية بين أبناء المحافظات الجنوبية
وأبناء المحافظات الشمالية ,وأن الجنوبيين حسب التقرير متمايزون ثقافياً فيما
الشماليين متخلفين وأن هذا التمييز قد ساعد على زيادة التوترات بينهما.
وفي ما
أكد التقرير أن انطباع المنظمة الذي توصلت إليه من خلال من تم مقابلتهم من قيادات
الحراك هو أن الحراك مهلهل إلى حد ما ويتسم بالقليل من التماسك الداخلي وأنها لم
تتمكن من تقييم فعالية مجلس القيادة أو قدرته في الوقت الحالي فقد اعتبر السياسيون
ذلك إشارة إلى أن واحدة من الأهداف الخفية خلف التقرير هو سعي جهات خارجية إلى
معرفة قوة الحراك وأن كان من الممكن الاعتماد عليه في تقويض الوحدة اليمنية من خلال
تقديم الدعم له أم أنه من الأفضل تجنب مواصلة التورط في دعم هذا الحراك حتى لا
تتكرر فضيحة دعم المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة وكان التقرير قد وجه العديد من
التوصيات إلى الحراك الجنوبي والسلطات اليمنية والجهات المانحة لليمن ودول الجوار
وأوصى هذه الأخيرة بأنه يجب أن توضح للسلطات اليمنية أن المساعدات الدولية -
المالية منها والعسكرية والدعم الدبلوماسي - هي رهن تحسين حالة حقوق الإنسان في
اليمن، وإعداد معايير واضحة يمكن مراقبة سجل حقوق الإنسان في اليمن
بمقتضاها.
وأنه يجب ضمان أن جميع أشكال المساعدات المقدمة لليمن تخضع للمراجعة
المدققة لضمان ألا تُسهم في انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات
الأمن.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد