أبدت مصادر محلية بمحافظة الحديدة استغرابها الشديد من صدور توجيهات محافظ المحافظة "محمد سالم الجبلي" بإجراء تحقيقات سريعة بشأن سفينة "جون بوي" السورية القابعة في سواحل منطقة "الفازة" التابعة لمديرية التحيتا ـ في هذا التوقيت، رغم أن السفينة متواجدة في المنطقة منذ أكثر من أسبوعين بعد أن تعرضت لحريق وجرتها الأمواج إلى المنطقة سالفة الذكر، مع العلم بأنه لم يعد على متنها أي شخص ولم يظهر حتى ساعة كتابة الخبر أي أحد يدعي ملكيتها أو تبعيتها له، مما يزيد من الشك والريبة حول ماهية الحمولة التي تقلها سفينة "جون بوي" السورية.

المصادر ذاتها أوضحت للصحيفة أن بقاء الطوق الأمني الذي شكلته قوات خفر السواحل والقوات البحرية وأمن ميناء الحديدة حول السفينة دون أن يتم تفتيشها طوال هذه المدة ـ يضع أكثر من علامة استفهام، سيما وأن المصادر لم تستبعد المعلومات التي نشرتها الصحيفة مطلع الشهر الجاري والتي توقعت حينها أن تكون الحمولة التي تقلها السفينة تابعة لتجار الأسلحة والمخدرات وبداخلها كمية منها.
وأشارت المصادر إلى أن هناك مخاوف من أن يكون قد تم إفراغ حمولتها بتواطؤ أو بدون علم الجهات المعنية، خاصة وأن الحملة الأمنية مطوقة للسفينة من الجهة الشرقية ، في حين ظلت الجهة الغربية للسفينة مفتوحة دون فرض أي حماية أو رقابة عليها، الأمر الذي يزيد من المخاوف حول تمكن مهربي الأسلحة والمخدرات من إفراغها في ينشات وقوارب صيد صغيرة.
ودعت المصادر الجهات المختصة إلى كشف كافة التفاصيل حول هذه السفينة وحمولتها منذ أن رصدت في سواحل "موشج" بمديرية الخوخة في الـ30 من أكتوبر الماضي وتعرضها للحريق في غرة نوفمبر الجاري ووصولها إلى منطقة "الفازة" القريبة من مناطق "المتينة وغويرق والسقف" التي تنشط في سواحلها عملية التهريب.. وحتى يومنا هذا.
وطالبت المصادر ذاتها أعضاء مجلس النواب بجعل حادثة حريق سفينة "جون بوي" السوري وبقائها مدة أكثر من أسبوعين دون ظهور مالكها وأيضاً عدم وجود أي قاطم عليها ـ جعلها أبرز القضايا المدرجة في جدول أعماله بعد إجازة عيد الأضحى المبارك والتحقيق في هذه القضية واطلاع الرأي العام على نتائج التحقيقات.
ها وكان الجبلي قد وجه الجهات ذات العلاقة بإجراء التحقيقات اللازمة والسريعة للتعرف على أسباب الحريق والنتائج التي توصل إليه فريق التحقيق والرفع بذلك إلى الجهات ذات العلاقة.. في الوقت الذي لازالت المعلومات شحيحة جداً عن الباخرة ومن أين قدمت وما هو خط سيرها والحمولة التي تنقلها.
الجدير ذكره أن الدوريات المكثفة في القطاع البحري بمنطقة الخوخة كانت قد رصدت الباخرة التي تحمل اسم "جون بوي" وهويتها سورية مساء الجمعة الماضية بالقرب من سواحل منطقة "موشج" التابعة لمديرية الخوخة، وذكرت المعلومات أن النيران ظلت تشتعل في باخرة "جون بوي " وأمواج البحر تجرها بعد أن تركها طاقمها وحيدة لتواصل طريقها دون قبطان يقودها سوى قوة الموج التي أوصلتها إلى سواحل "الفازة" القريبة من منطقة "المتينة" في مديرية "التحيتاء".