بينما "غيتس" اعتبر تعزيز القدرات المحلية اليمنية أفضل وسيلة لمكافحة الإرهاب.. أميركا تسعى لتجنيد شيوخ القبائل في اليمن لمحاربة القاعدة

2010-11-20 07:11:13 أخبار اليوم/ خاص


يبدو أن الإدارة الأميركية وأجهزتها ومؤسساتها المعنية بمحاربة ما يسمى بالإرهاب في العالم واليمن بشكل خاص - قد اقتنعت بأن خياراتها في هذا المجال لا أن تتجاوز تقديم المزيد من المساعدات العسكرية وأن توسع نشاط دوائرها ومصادرها الاستخباراتية في اليمن، بحيث يتجاوز هذا النشاط العملاء وكذا ما تحصل عليه من معلومات من الجهات الرسمية والسعودية في إطار التنسيق المشترك للحرب على ما يسمى بالإرهاب .. حيث يرى مراقبون سياسيون أن عدداً من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين قد وصلوا إلى قناعة بضرورة استقطاب المشائخ والوجاهات القبلية في اليمن، سيما من لهم نفوذ في المناطق التي يتنقل فيها عناصر ما يسمى القاعدة والمناطق التي توجد فيها منشآت نفطية.
واعتبر المراقبون في حديثهم لـ"أخبار اليوم" قول وزير الدفاع الأميركي " روبرت غيتس" بأن النظام اليمني يواجه تحدياً ولا بد من النهوض به في إطار العلاقة مع القبائل – مؤشراً واضحاً على رغبة الإدارة الأميركية في التدخل أو الاستفادة من النفوذ القبلي في اليمن في مجال محاربة الإرهاب- ، مشيرين إلى أن واشنطن قد نجحت في فترات سابقة في تجنيد عدد من رجال القبائل للعمل كعملاء سريين في اليمن – حد قول المراقبين.
وذهب المراقبون إلى التأكيد بوجود صعوبة في عملية استقطاب المشائخ والوجاهات القبلية في اليمن، خاصة بعد سقوط ضحايا كبيرة في صفوف المدنيين جراء عمليات القصف الجوي التي سعت لضرب أهداف إرهابية، كما زعمت السلطة في حينها في كل من مأرب وأبين وشبوة، إلا أن سقوط عدد كبير من المدنيين مقابل تحقيق أشياء لا تكاد تذكر ضد عناصر ما يسمى القاعدة سيجعل المهمة صعبة أمام السلطات اليمنية أو العملاء السريين للمخابرات الأميركية مباشرة، سيما وأن هؤلاء المشائخ يشعرون بأنهم يستمدون نفوذهم من قبائلهم ومسألة الإضرار بأي من أبناء القبيلة أو التسبب في إلحاق الضرر به سيعمل على تراجع شعبية الشيخ وسط قبيلته، خاصة وأن التركيبة القبلية اليمنية مترابطة ومتداخلة جداً – حسب وصف المراقبين – الذين لم يستبعدوا محاولة إغراء المشائخ بطرق عدة منها على سبيل المثال تقديم مساعدة تنموية للمناطق القبلية مقابل تعاون قبائل المنطقة، حيث يتم تقديم المساعدات على شكل بناء مدارس ومراكز صحية وتعبيد الطرقات وغيرها من الخدمات الأساسية التي تفتقر لها مناطقهم.
وستظل مسألة قدرة المخابرات الأميركية على اختراق المجتمعات القبلية اليمنية بالصورة التي تهدف إليها الإدارة الأميركية - محل ترقب ومتابعة المعنيين والمهتمين بقضية الحرب على ما يسمى الإرهاب.
هذا وكان وزير الدفاع الأميركي/ روبرت جيتس قد قال يوم الثلاثاء الماضي إنه يعتقد أن أفضل وسيلة لمحاربة القاعدة في بلدان كاليمن هي تعزيز القدرات المحلية مضيفا "لسنا بحاجة لخوض حرب أخرى".
وأضاف جيتس "الحقيقة هي أن ما شاهدناه ونحن نضغط على القاعدة في وزيرستان الشمالية (في باكستان)- هو أن الحركة الإرهابية انتشرت بوسائل كثيرة.. لذا نحن نراهم الآن في الصومال واليمن وشمال أفريقيا وفي المغرب العربي."
وزادت الولايات المتحدة بالفعل المساعدات لليمن من أجل مكافحة الإرهاب في السنة المالية 2010 إلى 155 مليون دولار من 4.6 مليون دولار في عام 2006، ويدرس المسؤولون الأمريكيون سبلاً إضافية لممارسة الضغط على المتشددين من بينها تعزيز تدريب القوات اليمنية.
وتابع غيتس لمجلس إدارة وول ستريت جورنال: "أكبر وسائلنا فيما يتعلق باليمن على وجه الخصوص هي قدرة اليمنيين أنفسهم كشريك وتمكينهم من ملاحقة أولئك الأشخاص... وقد أبدى اليمنيون استعداداً لملاحقة القاعدة في جزيرة العرب."
وأقر غيتس بأن الرئيس اليمني /علي عبد الله - صالح يواجه "تحدياً لا بد من النهوض له في إدارة العلاقة مع القبائل".
وأضاف "ولكنني أقول إنه فيما يتعلق بملاحقة الإرهابيين.. نعم إنهم يتخذون الموقف الصحيح.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد