في تطور خطير وسافر يكشف حجم التدخل الأميركي في شؤون اليمن الداخلية، حيث وجد بعض رجال الأعمال اليمنيين في الندوة التي نظمها المكتب التجاري الأميركي التابع لسفارة واشنطن بصنعاء ـ فرصة لمطالبة السفير الأميركي "جيرلز فيرستاين" بممارسة الضغط على الحكومة اليمنية لإزالة ما وصفوها بالمعوقات التي تقف دون بلوغهم أهدافهم التجارية.. الأمر الذي استغرب منه أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء الدكتور/ حسن فرحان وأكد أنه لا يجد تفسيراً لتصرف هؤلاء التجار، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي لأي تاجر هو الربح.

وفي هذا السياق قال الدكتور فرحان في تصريح لـ"أخبار اليوم" المتلقي لهذا الطلب تتشكل لديه عدد من الاستفسارات والاستنتاجات، منها لماذا يلجأ التاجر اليمني أو الحزب السياسي أو المواطن اليمني للسفير الأميركي؟ وهل السفير الأميركي أصبح وصياً على الحكومة اليمنية؟ فهذا سؤال لا بد من طرحه.. الاستنتاج الثاني هو أنه يكشف أنني كتاجر أو كسياسي قد فقدت موازين علاقتي مع الحكومة ولجأت لطرف خارجي لإصلاح هذه العلاقة، موضحاً بأن هذا أمراً يثير الاستغراب حيث أن هذا التصرف يعني أن العلاقة والثقة المتبادلة بين التاجر والحكومة قد فقدت تماماً وذلك واضح من خلال الاستعانة على الحكومة بقوى خارجية، كما أن هذا التصرف يشير إلى أن العلاقة بين المواطن والحكومة لم تعد سليمة.
واعتبر الدكتور/ فرحان طلب بعض التجار اليمنيين من السفير والملحق التجاري الأميركي الضغط على الحكومة اليمنية ـ يجسد مسألة التبعية للخارج وأننا أصبحنا كشعب وحكومة تابعين لإدارة الخارج ونسلم لها مقالد إدارة الأمور بطريقة غير مباشرة من خلال اللجوء إليها عند حدوث مشاكل بين الدولة والمجتمع ـ حسب تعبيره
وأفاد أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء أن هذا الطلب يؤكد أن الخارج أصبح يتدخل في شؤوننا الداخلية بدرجة كبيرة، حيث وصل الأمر إلى أن مجموعة من التجار أو مجموعة من المواطنين يستنجدون بالحكومة الأميركية لنصرتهم على الحكومة اليمنية كما يكشف أيضاً أن ثمة صراعاً بين المجتمع والدولة وهذا لا يمكن أن يحدث في دولة مدنية حديثة، لأن من سمات الدولة المدنية الحديثة تحقيق مطالب أفراد مجتمعها كي لا تترك فرصة للجوء إلى الخارج وتعطي ذريعة للتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية..
وأشار في ختام حديثه إلى أن علاقة المواطن بالدولة شؤون داخلية.. متسائلاً: هل وصل الظلم الواقع على هؤلاء حتى يطلبوا من السفير الأميركي الضغط على الحكومة؟!
هذا وكان المكتب التجاري التابع للسفارة الأميركية قد نظم يوم أمس بالتعاون مع الغرفة التجارية بصنعاء ندوة عن دور القطاع الخاص في تهيئة بيئة الأعمال وأثرها على التنمية الاقتصادية، حضرها عدد من التجار والسفير والملحق التجاري بسفارة واشنطن بصنعاء.