حيا ثورتي مصر وتونس..

الشيخ الزنداني يجرم قمع المتظاهرين ويعتبرها جريمة لا تسقط بالتقادم

2011-02-18 18:00:56 أخبار اليوم/ متابعات


توقع فضيلة الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني ـ رئيس جامعة الإيمان ـ أن يعم الهدوء الشارع اليمني في حال قام الرئيس علي عبدالله صالح بعزل أقاربه من المناصب العليا في السلطة.
وندد الشيخ الزنداني بقمع المتظاهرين المناهضين للحكومة والاعتداء عليهم من قبل بعض البلطجية ورجال الأمن في كل من صنعاء وعدن وتعز وغيرها من محافظات الجمهورية، مشيراً إلى أن تلك الأعمال لا تسقط بالتقادم.
 ودعا الشيخ/ الزنداني في مؤتمر صحفي عقده الخميس الماضي بصنعاء القوى السياسية إلى سرعة تحكيم العقل وتشكيل حكومة وحدة وطنية متكافئة الحقائب السيادية، تمهد خلال 6 أشهر من بقائها في السلطة لانتخابات نيابية ديمقراطية ونزيهة، بحيث يسبق ذلك حوار جاد بين مختلف الأطراف حول تقديم ضمانات حقيقية لنزاهة الانتخابات، وإصدار وثيقة بذلك.
وقال:"نحن في اليمن أمام خيارين للتغيير، الأول أن نسير على خطى الثورتين التونسية والمصرية ثم نتصارع ونتقاتل وتستباح الدماء والأعراض وتفتح المعتقلات والسجون، أو نتحاور بالعقل لنصل في النهاية إلى توافق وطني بشأن الدخول في انتخابات نزيهة تشرف عليها حكومة وحدة وطنية، لنضمن عند ذلك الوصول إلى نتائج ثورتي تونس ومصر دون المرور بالمعاناة التي واجهتهما".
 وأشاد الشيخ الزنداني بالثورتين المصرية والتونسية قائلاً بأنهما شرف للأمة، لكنه في الوقت ذاته حذر من أن "تكرار السيناريو في اليمن سيكون أكثر فداحة، وستكون عواقبه وخيمة بسبب ما وصفها بالأزمات في شمال الوطن وجنوبه، وانتشار السلاح في أيدي المواطنين".
وأشار الزنداني إلى أن ثورتي مصر وتونس أثبتتا بأن التغيير قادم في الشعوب العربية والإسلامية بما يعمل على تلبية تطلع أبناء العرب والمسلمين لمستقبل تستقر فيه الشعوب والأوضاع وتتقدم فيه البلدان مع زوال الظلم والحرمان، موضحاً أن عقلاء اليمن من العلماء في اجتماعهم رأوا أن التغيير يأتي من نفوس الناس، باعتبار الدرس الذي استخلصوه من الأحداث في مصر وتونس، وأن الظلم و الحرمان مهما طال فإن الله لا يضيعه، معتبراً ما تشهده الساحة بياناً واضحاً للتعبير عن الظلم وأنها لن تستقر بدون إصلاح المظالم وإعادتها لأهلها وعدم تكرارها.
كما أكد أن ما يراه علماء اليمن اليوم بني على ما شهدته ثورتا تونس ومصر من أعمال عنف، أدت إلى إزهاق الأنفس وانتشار الخوف واندلاع المواجهات نتيجة خروج الشعوب لإسقاط الأنظمة وتشبت السلطة بمواقعها، مشيراً إلى أن السلطة ملك الشعب وأنه صاحب الحق فيها وفقاً للشريعة السماوية والدساتير والتشريعات المحلية، مؤكداً على ضرورة نقل السلطة للشعب طالما وذلك مقرر شرعاً ودستوراً وعقلاً.
منوها إلى أنه في حال لم يستجب الحزب الحاكم لتشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على الضمانات، فإن من حق الشعب بل واجب عليه الخروج للتظاهر سلمياً والضغط على الحاكم من أجل تحقيق تلك المطالب، وتكون الدولة في هذه الحالة-حد قوله- هي المسؤولة كلياً عن تأمين هذه الاحتجاجات وضمان استمرارها، داعياً الرئيس صالح إلى الوفاء بوعوده الأخيرة التي أكد من خلالها عدم التوريث أو ترشيح نفسه لولاية جديدة في عام 2013.
وبالرغم من أن الشارع لم يعد يصدق ما يقوله الحزب الحاكم-حسب قوله- إلا أن فرصة إعادة الثقة ما تزال مواتية إذا قام هذا الحزب بإصلاحات حقيقية بشكل سريع.
 وأشار إلى أن السلطة هي ملك للشعب وأن الشعب هو من يحكم "ولابد أن يعود الحكم له عبر صناديق الاقتراع بانتخابات حرة ونزيهة تضمن له اختيار ممثليه في مجلس النواب والوزراء والرئاسة."
وقال الشيخ/ عبدالمجيد: "إن من حق اليمنيين الخروج للشارع للتعبير عن آرائهم بمظاهرات سلمية بدون عنف، ويجب على الأمن حماية هؤلاء المتظاهرين وعدم قمعهم ماداموا خرجوا لنصح الحاكم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
واستدرك قائلاً "يجب أن يكون التعبير بعيداً عن الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة وعلى أرواح الناس، وفي حال وجود تظاهرتين مؤيدة ومعارضة وحددت إحداهما مكاناً لا يجوز للأخرى أن تذهب إلى نفس المكان وتعتدي على المتظاهرين هناك ومن يقوم بذلك فهو يدعو إلى الفتنة والاقتتال بين الشعب الواحد".
وتابع مندداً بقمع التظاهرات:"إن القتل حرام على الجميع، ولا يجوز للحكومة أن تقتل الشعب أو تستبده ، كما لا يجوز للمتظاهرين أن يقتلوا الجنود وينهبوا الممتلكات الخاصة والعامة أو يكسروا ويخربوا".
كما أدان الزنداني الاعتداء الذي تعرض له بعض الصحفيين أثناء تغطيتهم للمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام والمناوئة له، مؤكداً أن على قوات الأمن حماية الصحفيين لا الاعتداء عليهم، كما أثنى على قناة الجزيرة التي قال إنها كانت تجعل الناس في قلب الحدث بتونس ومصر.
ونفى الشيخ/ عبد المجيدالزنداني أن يكون خروجه هذا ليقول رأيه فيما يحدث على الساحة اليمنية قد جاء بطلب من أحد، مبرراً سبب تأخر علماء اليمن في إبداء موقفهم من هذه الأحداث بالمتغيرات السريعة لهذه الأحداث منذ اندلاع الثورة التونسية وحتى الآن.
وكشف عن اجتماع لعلماء اليمن لإعداد بيان يتم التوقيع عليه من كافة العلماء في المحافظات اليمنية، وسيتم الإعلان عنه في لقاء للعلماء بصنعاء الاثنين القادم..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد