"احتجاجات مطالبة بالتغيير، بلاطجة يعتدون على المحتجين، تسابق على الشارع بعشوائية، سلطة يبدو أنها لا تلتفت لإصلاحات حقيقية،استمرار سيطرة الحاكم على ميدان التحرير، واعتداءات تطال الصحفيين والناشطين والمشاركين في التظاهرات على حد سواء".. مشاهد تلف أمانة العاصمة صنعاء بالفوضى؛ حيث بات المشهد المخيف جزءاً من حياة المواطنين بالعاصمة وسط ترقبات ترى من قمع الاعتداءات واستعانة بالبلاطجة تنذر بالتصعيد والنتيجة ستؤدي لزيادة عدد المتظاهرين المطالبة بالتغيير خلال المقبلات من الأيام .
ظهر أمس الجمعة جرح أكثر من 8 أشخاص عندما هاجم مسلحون بالهراوات والعصي والسلاح الأبيض يتبعون الحزب الحاكم مظاهرة خرج فيها أكثر من 20 ألف متظاهر يطالبون بالتغيير وإسقاط السلطة.
وانطلقت التظاهرة بعد صلاة الجمعة من جوار جامعة صنعاء باتجاه شارع الزبيري، عندما قطعت قوات مكافحة الشغب التي لم تستطع محاصرة المتظاهرين الذين توجهوا بعدها إلى جسر كنتاكي، وتم اعتراض المسيرة من قبل موالين للسلطة؛ حيث وقع الاشتباك بالأيدي والعصي والحجارة، ما أسفر عن إصابة عدد منهم.
الاشتباكات بين المعسكرين المطالب بالتغيير والمؤيد للحاكم بدأت عندما قامت قوات الأمن بمحاصرة المتظاهرين من جميع الجهات، لكنها سرعان ما انسحبت لتفسح المجال لما يطلق عليهم بـ"البلاطجة" الذين قاموا بالاعتداء على المتظاهرين بالحجارة والهراوات والرصاص الحي والزجاجات الحارقة، واعتدوا على مراسل العربية حمود منصر ومصورها، كما أصيب مصور قناة الجزيرة، و 6 متظاهرين بإصابات بليغة نقلوا على إثرها للمستشفى.
وحسب شهود عيان فإن المعتدين من أنصار السلطة قدموا أمس على تحطيم كاميرا التصوير وحاصرواً عدداً من الصحفيين المحليين والأجانب في جولة كنتاكي.
واستمرت الاشتباكات مع أنصار السلطة الذين هاجموا المسيرة، حوالي ساعة كاملة بين الطرفين، بينما كان الأمن يراقب الاشتباكات دون أن يتدخل، كما لوحظ نقل أحد جرحى أنصار الحاكم إلى طقم عسكري.
وحسب مصادر إعلامية فإن سيارات نوع جيب "حبة وربع" تقوم بتوزيع العصي والهراوات للبلاطجة, بهدف الاعتداء على المتظاهرين واستخدام العنف المفرط ضدهم .
في شارع الزبيري أمس الجمعة كان الأمن المركزي يفرض حواجز بشرية من الجند لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ميدان السبعين ـ أكبر الساحات في العاصمة صنعاء .
يذكر أن التظاهرات المطالبة بالتغيير مستمرة منذ الأسبوع الماضي بصنعاء وعدد من المحافظات تأثراً بما حدث في مصر.