أكد رئيس الجمهورية الرئيس/ علي عبدالله صالح ـ أن هناك أجندة خارجية ومؤامرة ضد اليمن وأمنه واستقراره.
وقال في كلمته أمام المؤتمر التأسيسي لمنظمات المجتمع المدني ـ الذي عقد أمس السبت بالعاصمة صنعاء بمشاركة قيادات عدد من منظمات المجتمع المدني:" لقد بنينا الوطن طوبة طوبة, والآن هناك معاول للهدم يريدون أن يدمروا ما بنيناه, حقداً وحسداً على ما أنجز على أيدي هؤلاء الكفاءات والشباب وعلى أيدي العمال والفلاحين وكل الشرفاء في اليمن ".
وأضاف رئيس الجمهورية:" من حق أي مواطن أن يعبر عن رأيه سلمياً ويعبر عن رأيه عن طريق الصحافة فهناك وسائل ديمقراطية متعددة للتعبير السلمي عن الرأي, ويستطيع أن يتحدث ويعبر عن رأيه من خلالها دون أن يقطع الطريق ولا يقتل النفس المحرمة".
وأشار إلى ما حدث خلال اليومين الماضيين في مديرية المنصورة محافظة عدن من أعمال تخريبية واعتداءات "غاشمة", وقال "تم إحراق "9" سيارات وهي ملك للمواطنين, بجانب إحراق قسم للشرطة والاعتداء على المعهد الوطني وكلية المجتمع ومكتب البريد بقصد الاستيلاء على الأموال التي داخله".. متسائلاً "هل هذا عمل ديمقراطي؟!..وأجاب نفسه " .. لا.. وأن هذا بالطبع عمل تخريبي وراءه أجندة خفية ومتآمرون فشلت مشاريعهم, فقد فشل مشروعهم في العام 1994 م وبقيت آثاره ناراً تحت الرماد, الآن جاءت حمى الفوضى والضنك عبر القنوات الفضائية و بدأوا يتحركون ويتبنوا أعمال التخريب ويدفعون بعناصرهم التخريبية المأجورة لقطع الطريق في عدة مناطق ويحركون مسلحين إلى المنصورة وإلى الشيخ عثمان وبدأوا يكسرون داخل مدينة عدن لصالح من يسعون الوصول إلى السلطة عن طريق العنف والتخريب".
وكرر مطالبته بأن من يريد السلطة, فعليه أن يتجه معنا نحو صناديق الاقتراع.
وقال "نحن لدينا سعة صدر, وديمقراطية, لكن كلام البلاطجة لن يمشي في الشارع, فهناك بلاطجة مستأجرون ومعروف من هم الذين يستأجرونهم".
وخاطب الرئيس قيادات منظمات المجتمع المدني, قائلا بأنها قيادات فاعلة ومثقفة وقيادات سياسية نخبوية ونحن نعلق الأمل على مؤتمركم وعلى القرارات التي سيخرج بها والتوصيات التي ستتوصلون إليها".
وطالبهم بالاضطلاع بدورهم وأن يتسموا بالشجاعة وقول الحقيقة وألا يخشون أحداً ولا يخافون إلا الله سبحانه وتعالى ,وقال :"لا تنافقوا فيها الخارجين على النظام والقانون ودعاة الفوضى ولا تنافقوا السلطة إذا لم تكن في جادة الصواب, فنحن لا نريد النفاق بل نريد كلمة الحق".
وعبر رئيس الجمهورية عن تطلعه في أن يخرج المؤتمر بقرارات وتوصيات فاعلة تخدم الوطن والمواطن في ظل هذا الجو المكهرب في ضوء العدوى المنقولة عبر القنوات الفضائية إلى اليمن .
وكانت قد ألقيت في المؤتمر عدد من الكلمات من قبل قيادات منظمات المجتمع المدني أشارت جميعها إلى التحديات والمخاطر المحدقة بالوطن والتي تتطلب من الجميع العمل على تقييمها ووضع الآليات المناسبة لحلها .
وفي هذا السياق طالبت منظمة "فكر" للحوار والدفاع عن الحقوق والحريات على لسان أمينها العام الشيخ/ عبدالعزيز العقاب ـ طالبت بضرورة الانتقال إلى الحوار وتوسيع قاعدته .
وشدد في كلمته التي ألقاها في اللقاء ـ باعتماد مراقب وطني على الحوار بناء على مقررات الملتقى الفكري الأول للحوار الذي عقد مؤخراً بتعز وأوصى بإقامة كيان وطني ضاغط باتجاه الحوار وشاهد صدق على مجرياته , كما طالب بكيان مدني وطني لمراقبة الأداء الإداري والخدمي ومحاربة الفساد، ودعا لإيجاد نافذة وطنية لإيصال نبض الشارع ومطالب الشباب ومعالجة كافة الأوضاع والاهتمام بالقضايا الاقتصادية والمعيشية ومحاربة البطالة.
من جانبه أكد الشيخ/ يحيى حسين مسوع ـ على أن الشعب يريد إصلاحات حقيقية وأن الشعب يكن لفخامة الرئيس كل التقدير والاحترام ولكنه ينتظر من رئيس الجمهورية إصلاحات حقيقية ومعالجة كافة المشاكل والأوضاع المعيشية والاقتصادية وإقالة ومحاكمة الفاسدين.  
وأكدت كلمات المجتمع المدني أن الوقت مازال متاحا وبإمكاننا معالجة الأوضاع وتعزيز مسيرة الإصلاحات الشاملة وتصويب أية جوانب قصور ومحاربة الفاسدين والعابثين بمقدرات الوطن .
وأكدت أيضا حرص منظمات المجتمع وكافة منتسبيها على مساندة جهود إنجاح الحوار, والاصطفاف مع كافة أبناء الوطن في سبيل حماية منجزات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية .. مشيرة إلى رفض منظمات المجتمع المدني المطلق لثقافة الكراهية والفوضى وإثارة الشارع والعبث بالأمن والسكينة العامة أو أية محاولات للمساس بالمنجزات الوحدوية والديمقراطية كونها ملك للشعب وليست ملك لفئة أو حزب, مطالبة الأحزاب والتنظيمات السياسية بسرعة التجاوب مع مبادرة رئيس الجمهورية والعودة إلى الحوار بما يوفر الحلول المناسبة لتعزيز مسيرة التنمية الشاملة في الوطن وبلورة الرؤى الصائبة للإصلاحات السياسية والديمقراطية في إطار الوفاق الوطني وتحت سقف الثوابت الوطنية بما يجنب اليمن الانزلاق إلى مخاطر العنف والصراعات والفتن, باعتبار الحوار الوسيلة المثلى لتحقيق الوفاق وتعزيز الاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات الراهنة .