كشفت وثائق رسمية حصلت عليها "أخبار اليوم" تناقض سفيرنا في سوريا بشأن تعامله مع اعتصامات الطلاب المطالبة بالحقوق وتحسين الأوضاع.
وأكدت الوثائق أن السفير اليمني بدمشق أرسل تقريرين متناقضين إلى وزارة التعليم العالي بشأن احتجاجات الطلاب في سوريا.. حيث أكد في التقرير الأول أن الطلاب اليمنيين في الخارج بحاجة إلى إعادة النظر في مستحقاتهم وخاصة في سوريا نظراً لغلاء المعيشة وحتى لا ينعكس وضع الطلاب المعيشي على تحصيلهم العلمي.. مطالبا وزارة التعليم العالي بسرعة إيجاد الحلول لمشاكل الطلاب.
 وفي الوقت نفسه بعث بتقرير سري إلى الوزارة وإلى جهات رسمية أخرى في اليمن ـ عدد منها غير معنية بشؤون الطلاب ـ قال فيها: إن اعتصام الطلاب أمام سفارة دمشق لم يكن حقوقياً وإنما مدفوعاً من جهات وأطراف معينة بغرض إثارة الفوضى.
واعترف السفير في تقريره الأول لوزارة التعليم العالي بتاريخ 10 / 2 / 2011 ـ ونشرتها "أخبار اليوم" كاملة في حينها ـ بأن اعتصام الطلاب أمام السفارة في دمشق حقوقي وللمطالبة بحقوقهم وقال :"إن طلابنا اعتصموا من يوم الأربعاء وحتى الخميس مطالبين برفع الرواتب وإرسالها بداية كل ربع وعدم تأخيرها".
وطالب السفير في الرسالة ذاتها الوزارة بإعادة النظر في مرتبات الطلاب بسوريا ورفعها إلى 500 دولار شهرياً بما يتناسب مع الوضع المعيشي , وكذلك سرعة صرف "150" دولار قيمة الكتب.. مطالباً وبشدة بالرعاية والاهتمام بطلابنا في الخارج لأن أوضاعهم المعيشية تؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي , وطالب أيضا بحل مشاكل الطلاب في الخارج بأسرع وقت ممكن".
وعلى الرغم أنه تحدث في الرسالة السابقة بأن جميع طلابنا في سوريا اعتصموا إلا أنه تناقض مع نفسه في تقاريره السرية حيث قال في تقرير سري بعثه إلى وزارة الخارجية اليمنية وصورة منه إلى مدير مكتب رئيس الجمهورية وأخرى إلى جهاز الأمن القومي:" أن حوالي "40" من طلابنا في جامعة حلب اعتصموا للمطالبة برفع الرواتب وتسليم قيمة الكتب وإعادة رواتب الطلاب المقطوعة رواتبهم ".
واعترف بمعاناة الطلاب المادية وقال :"هناك من يدفع بالطلاب للاعتصام وخلق بلبلة في السفارة , واستغلال معاناة الطلاب المادية وإقناعهم بأن اعتصامهم سيجعل المسؤولين في صنعاء يرفعون رواتبهم, وأن الـ "150" دولار قيمة الكتب لدى السفارة وأن وزارة التعليم العالي قد أرسلتها العام الماضي".
وأضاف :" هناك من أقنعهم بأن تأخر مرتباتهم حتى الأسبوع الماضي كان بسبب السفارة وأن ذلك بقصد تشويه صورة بلادنا في سوريا".
واتهم السفير بشكل صريح المعارضة اليمنية بالوقوف وتحريض الطلاب في سوريا للاعتصام.
وأشار إلى أن السفارة قد حلت مشاكل الطلاب على الرغم أن الطلاب منحو السفير "10" أيام بعد التزامه بتحقيق مطالبهم.. مهددين باستئناف الاعتصام في حالة لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
واتهم السفير طلاباً قال إنهم تخرجوا العام الماضي وأن لهم علاقات برموز المعارضة في دمشق وصنعاء ويحاول السفير التشويش على الرغم أن اعتصام الطلاب كان واضحاً وحقوقيا وطالبوا فيه بحقوقهم القانونية وأكبر دليل على ذلك أنهم علقوا الاعتصام مباشرة بعد وعد السفير لهم بتحقيق مطالبهم .
وقال أيضاً: إن هناك اجتماعات لنائف القانص -القيادي في المعارضة اليمنية- برئيس اتحاد طلاب اليمن بسوريا وكذلك الملحق العسكري بالسفارة على الرغم أن الملحق العسكري ليس معارضاً وأما القانص.. فليس مقيماً في سوريا.. متهماً المعارضة بدفع راتب لهؤلاء الطلاب للبقاء في سوريا والعمل بين الطلاب ضد الوطن.
وتحتفظ الصحيفة بجميع الوثائق الرسمية المتعلقة بالموضوع وخطابات وبرقيات السفير.