لتأكيدهم الاستمرار في مواصلة الاعتصام حتى يتم الاستجابة لمطالبهم والمتمثلة برحيل السلطة يواصل الشباب في ساحة الحرية بمحافظة تعز نصب خيامهم بشكل يومي.
وقد أضحت ساحة الحرية أشبه بمدينة سكنية يعود تاريخها إلى عقود خلت حيث انتشار عشرات الخيام في ذات المكان باستثناء الأطباق اللاقطة للقنوات الفضائية التي وضعت على أسقف الخيام بما يوحي بحداثة العصر إضافة إلى الحمامات العربية التي تم بناؤها وكذا الإنارة الكهربائية .
أمس السبت ولليوم السادس عشر على التوالي واصل آلاف الشباب كالمعتاد اعتصامهم السلمي في ساحة الحرية , المطالب ذاتها وإن اختلفت الشعارات وتنوعت اللافتات واستحدثت العبارات الجديدة المطالبة برحيل السلطة والمنددة باستخدام القوة المفرطة في قمع الاعتصامات السلمية واللجوء إلى القوات العسكرية والمرتزقة من البلاطجة .
وفي خطوة فريدة تستعد حركة شباب نحو التغيير " إرحل " بمحافظة تعز لتسيير قافلة شبابية إلى محافظة عدن للتضامن مع أبناء المحافظة وأسر الشهداء الذين سقطوا أثناء مطالبتهم برحيل السلطة والمطالبة بعدة إصلاحات سياسية في البلد. وقال المسؤول الإعلامي للقافلة إن الحركة تعتزم تنظيم قافلة مكونة من ( 1000 – 2000 ) شخص من شباب المحافظة والعديد من البرلمانيين والمثقفين ونشطاء حقوقيين وإعلاميين وأطباء إضافة إلى شخصيات اجتماعية وممثلي المنظمات والمؤسسات والجمعيات المختلفة للمشاركة في الاعتصامات السلمية التي ينظمها أبناء عدن والمحافظات الجنوبية بشكل عام .
منسق عام القافلة بشرى المقطري أكدت من جانبها أن القافلة للتضامن مع شهداء عدن وإيصال رسالة باعتزام " حركة شباب نحو التغير " بملاحقة المستبدين أمام القضاء الدولي الجنائي , منوهة إلى "أن الجرائم لا تسقط بالتقادم وقد انتهى زمن عدم محاسبة الجناة ".
 وقالت المقطري إن القافلة سوف يتم تسيرها يوم غد الاثنين من تعز إلى عدن وفي حالة السماح لهم بمواصلة السير نحو هدفهم فإن نقطة توقفهم ستكون هي ساحة اعتصامهم .
إلى ذلك لا تزال جمعة التلاحم التي أحياها مئات الآلاف من المصلين بمحافظة تعز أمس الأول هي حديث الساعة من حيث ضخامتها والأعداد التي توافدت إلى ساحة الحرية لأداء صلاة الجمعة والصلاة على روح الشهيد مازن البذيجي أول شهداء الاعتصامات السلمية بالمحافظة.
وفي ذات الشأن أصدر أبناء منطقة البذيجة بمديرية الشمايتين بمحافظة تعز والتي ينتمي إليها الشهيد البذيجي بيان نعي في تشييع جثمان شهيد الحرية والتغيير السلمي مازن سعيد البذيجي.
وجاء في البيان :"بمشاعر الفخر والاعتزاز وبكل معاني الشرف والإكبار ، يزف أبناء البذيجة شهيدهم الفدائي البطل مازن سعيد البذيجي الذي تصدى لقنبلة الغدر وجعل من جسده الطاهر درعاً مقدساً لحماية زملائه الشباب ، ويؤكدون موقفهم الثابت والمبدئي ، أن دم شهيدهم لن يذهب هدراً, وأنهم ومعهم كل أبناء اليمن لن يتقاعسوا أو يتساهلوا لحظة واحدة في ملاحقة المجرمين، ومن تواطئ معهم أو وقف خلفهم والاقتصاص منهم جميعاً.. ولن يسعف تلك الأيادي الملوثة بدم الشهيد أي من محاولات التمييع والتستر .ملتزمين بالنظام والقانون في أخذ حقهم الجنائي ،وتمسكهم بشرعية القضاء للاقتصاص من القتلة وضمان محاكمة عاجلة وشفافة للمجرمين ومن خلفهم بعيداً عن التأثير والمماطلة ، فأبناء البذيجة لن يسلموا في قضيتهم لأحد سوى شرع الله وحكمه العادل".
وأضاف البيان:"إننا في منطقة البذيجة لا نجد اليوم إلا أن نحيي بطلنا العظيم - الشهيد مازن البذيجي - وفدائيته الباسلة ، سائلين الله تعالى أن يتقبله في عداد الشهداء والصالحين ، معربين عن خالص تقديرنا وجزيل شكرنا لكل المواقف الوطنية الشريفة التي تبنت قضية الشهيد العادلة ، وفي مقدمة الجميع شباب ساحة الحرية بتعز وكل من تواصل معنا وتضامن مع أسرة الشهيد وأبناء المنطقة ، ونجدها مناسبة سانحة كي ننوه للجميع أن ما قام به الشهيد يمثل وساماً على صدر أهله وأبناء منطقته ووطنه ، ولهذا نعتذر عن قبول العزاء فيه ونتقبل التهاني بدلاً عن ذلك" .
ونفى البيان استلامهم جثة الشهيد كما جاء في بعض الصحف التي وصفها البيان بالكهنوتية الصفراء وقال :"إننا في منطقة البذيجة نستنكر وندين بشدة بالغة تلك الإشاعات المغرضة التي صدرت عن بعض الصحف الكهنوتية الصفراء ، بهدف التأثير على موقفنا الثابت والمبدئي من القضية والإساءة إلي أولياء دم الشهيد ، من خلال الإدعاء الكاذب والترويج الرخيص بأن أبناء البذيجة تسلموا جثة شهيدهم ، وسارعوا بدفنه بعيداً في الخفاء في نفس يوم جمعة البداية ".
ورد البيان على الخبر :"لهؤلاء الرعاع المأجورين نقول: لقد كان أبناء البذيجة كغيرهم من أبناء الوطن الحبيب ، جزءاً لا يتجزأ من حركات النضال والتحرر ضد الإمامة والاستعمار ، ولعب العديد منهم دور الجندي المجهول في كثير من القضايا والأحداث على مستوى اليمن ومنطقة القرن الأفريقي ، خلال عقود ما قبل الثورة اليمنية المباركة وبعدها . وهم اليوم يقدمون أول شهداء التغيير السلمي ووقود الثورة الشبابية ضد الظلم والفساد والفقر والبطالة . فارفعوا عنا أقذاءكم و ابحثوا لبضاعتكم عن سوق أخرى غير البذيجة وأبنائها ولا نامت أعين الجبناء".