قال إن الشعب ومؤسسته العسكرية لن يقبلوا بالعودة إلى الماضي وسيحبطون أية مؤامرات..

الرئيس: التآمر مازال قائماً على الوطن وهناك ردة ثانية للعودة إلى السيف والخمس نجمات

2011-02-27 17:13:43 أخبار اليوم/ خاص

أكد رئيس الجمهورية أن هناك تآمر مازال قائماً على وحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية, معرباً عن ثقته بالشعب اليمني ومؤسسته الوطنية الكبرى بأنهم سيحبطون أية مؤامرات ولن يقبلوا بالعودة إلى الماضي..
جاء ذلك في اجتماع لقادة القوات المسلحة ترأسه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح- القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس؛ حيث أشار فخامته إلى أهمية هذا الاجتماع لقادة القوات المسلحة والذي يأتي في ظروف معقدة وصعبة يمر بها الوطن العربي ووطننا اليمني على وجه الخصوص.
وقال:" وطننا يمر بصعوبات جمة منذ 4 سنوات, من الفر والكر بين مختلف أطياف العمل السياسي, ونحن نحاول بشتى الوسائل معالجة وتجاوز تلك الصعوبات بطرق ديمقراطية, والتواصل مع كل قادة العمل السياسي ولكن دون جدوى، رغم أن القيادة السياسية قدمت حزمة من الإصلاحات التي كانت تطالب بها القوى السياسية في المعارضة".
وأضاف:" وهذه الحزمة من الإصلاحات الغرض منها تهدئة الأوضاع ورأب الصدع بين كل القوى السياسية والحفاظ على أمن واستقرار الوطن ووحدته وسلامة أراضيه, لأننا نعرف أن هناك أجندة خفية وظاهرة منذ نهاية حرب صيف 94م وهي نار تحت الرماد ".
ولفت الرئيس إلى أن منتسبي القوات المسلحة والأمن أقسموا بالحفاظ على النظام الجمهوري ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية حتى آخر قطرة من دمائهم.. وقال: هذا القسم الذي أقسمناه هو قائم وسيستمر، وهناك محطتان برزتا بوضوح وجلاء وليس حولها أدنى شك وهي السعي نحو فصل الجنوب عن شماله وإظهار العلم الشطري، وقد ظهر العلم الشطري منذ سنوات في أكثر من مديرية، وفي أكثر من مناسبة وبوضوح وبجلاء، والمحطة الأخرى هي علم الإمامة الكهنوتية "السيف والخمسة نجوم" وهو جاهز لإبرازه في المحافظات الشمالية".
وأستطرد بالقول:" هذا دليل على حجم المؤامرة على أمن وسلامة الجمهورية اليمنية ووحدة الشعب اليمني، أما ما يرفعه البعض من شعارات عن رأب الصدع بين كل القوى السياسية والحفاظ على أمن واستقرار الوطن ووحدته وسلامة أراضية ما هي إلا كذب ودجل وضحك على الدقون".
ومضى قائلا:" هناك خلاف سياسي بيننا وبين القوى السياسية المعارضة، هؤلاء راكبين موجة.. ولا يعرفون إلى أين سيذهب الوطن ومجرد مكايدة.. ومجرد كبرياء.. ومجرد عناد.. ولو كانت لديهم مطالب حقيقية فقد لبيناها.. وقدمنا تنازلات تلو التنازلات عن طريق مجلس النواب ومجلس الشورى.. ولكنهم لا يعرفون إلى أين سيذهب الوطن، فالوطن أمانة في أعناقنا كمؤسسة عسكرية، وكما أدينا القسم سنحافظ على هذا القسم".
ونبه فخامة الرئيس من تلك المؤامرات التي تسعى إلى إعادة وطننا اليمني الواحد إلى عهود الظلام الإمامية والتشطير البغيض، مضيفاً أن الشعب والقوات المسلحة لن يقبلوا بالعودة إلى الماضي, أو أن يظهر العلم الملكي الإمامي، مجدداً في شمال الوطن "السيف وخمس نجمات" الذي دُسنا عليه في صبيحة فجر ثورة الـ 26 من سبتمبر عام 1962م، وكذا العلم الآخر الذي بدأ يظهر من وقت لآخر في بعض مناطق جنوب الوطن بعد أن أنزلناه مع علم ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية وطوينا معهما عهد التشطير في الـ 22 من مايو 1990 لنرفع بدلا عنهما علم اليمن الموحد علم الجمهورية اليمنية في قصر الـ 22 من مايو بعدن".
وتابع الرئيس:" إذاً هذه ردة, والردة الأولى تستهدف العودة بوطننا إلى الشطرية وعودة الاستعمار، والردة الثانية تسعى للعودة إلى عهد الإمامة ورفع علم السيف والخمس نجمات، ومن يقف وراء ذلك يسعون لتقليد ما يحصل الآن في ليبيا، منوهاً إلى ان التآمر يزداد يوما بعد يوم ضد وطننا الغالي، أما مسألة الاعتصامات في العاصمة صنعاء والمسيرات، فهي كفلها الدستور والقانون, ولو كان هناك منطق لاستجابت المعارضة لحزمة الإصلاحات التي أعلناها في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى".
وقال:" المؤسسة العسكرية تتحمل كامل المسؤولية لحمل الأمانة الملقاة على عاتقها, وكما تحملناها في ظروف صعبة وقياسية وقاهرة وإمكانياتنا كانت محدودة في ملحمة السبعين يوماً وتحملناها في حرب صيف 94 أيام فتنة الردة ومحاولة الانفصال, سنتحملها في هذه المرحلة بكل ما أوتينا من قوة للحفاظ على أمن وسلامة الجمهورية اليمنية والوحدة والحرية والديمقراطية ".
وأضاف:" المؤسسة العسكرية ملكاً لهذه الأمة.. ملكاً للشعب.. وهي القوة الصلبة التي تتحطم على صخرتها كل المؤامرات والأجندات الخارجية".
وتابع فخامته قائلا:" أولئك لا يعرفون مصلحة اليمن.. ولا يعرف مصلحة اليمن ومصلحة الأمة إلا من قدموا نهراً من الدماء، أما أولئك فلا يعرفون اليمن ولا مصلحتها، لأنهم لم يخسروا كما خسرنا أبناءنا وزملاءنا ورفاق دربنا في ملحمة السبعين.. وحرب المناطق الوسطى، وكذلك حرب صيف 94م ".
ومضى قائلا:" الشعب اليمني العظيم يعبر كل يوم، وكل ساعة عن إرادة هذه الأمة ونبضها، حيث تخرج هذه الجحافل من تعز، من حجة، من صنعاء، من أمانة العاصمة، من إب، من ذمار، من شبوة، من حضرموت، من أبين، من عمران، ومن كل مكان من مناطق الجمهورية، ليعبروا عن حبهم لهذا الوطن، واستعدادهم التام للوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية والأمنية جنباً إلى جنب بكل ما أوتوا من قوة, فأبناء شعبنا هم القوة الإستراتيجية للدفاع عن الوطن ومكتسباته وهذا ما تعودنا عليه في مختلف المراحل, ففي السبعين يوماً كان عدد المقاتلين المدافعين عن العاصمة صنعاء لايزيد عن ثلاثة آلاف مقاتل".
وأضاف فخامة الرئيس: " نقول لشعبنا اليمني ..الوطن في أمان طالما هو في أيدي أبنائكم الأبطال الشجعان الذين سيدافعون عن وحدتكم وسلامة أراضيكم، فليطمئن الشعب اليمني أن معه مؤسسة عسكرية قوية، وليطمئن أبناء القوات المسلحة أن وراءهم شعب عظيم، فشعبنا اليمني العظيم يتحرك كل يوم ويرفع شعارات، نعم للأمن والاستقرار.. نعم للوحدة للحرية والديمقراطية ..لا للفوضى، لا لسفك الدماء، لا لتخريب الوطن، كما يحدث الآن في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، فعدن الجميلة، جعلنا منها عروساً للبحر العربي، خاصة خلال احتضانها بطولة خليجي 20 ".
وتابع قائلا:" وهم والآن يدمروا كل شيء جميل في عدن، لا لشيء إلا الأنانية وعُقد من مخلفات الاستعمار، فمهما تلونوا وتقمصوا، فالعقدة موجودة، ولكن لدينا جيل في المحافظات الجنوبية والشرقية، جيل الـ 22 من مايو، وجيل ممن دافعوا عن ثورة 14 أكتوبر والـ 26 من سبتمبر هؤلاء وحدويون، شرفاء، مخلصون، قدموا أرواحهم في صعدة وقدموا أرواحهم أثناء الدفاع عن الوحدة في حرب صيف 94، كما أن هناك رفاق وزملاء لأبناء القوات المسلحة من عامة الشعب في المحافظات الجنوبية والشرقية يقفون إلى جانبهم".
وقال فخامة الرئيس:" إن من يقومون بأعمال التخريب هم قلة مأجورة وكما شاهدناهم عبر شاشات التلفزيون ..من المتآمرين ومهندسي الانفصال وكيف كشفوا من خلال ذلك عن تنسيقهم المسبق، واحد مع تنظيم القاعدة، وآخر مع الحوثيين وثالث للترويج للفيدرالية، والفيدرالية هي الانفصال ولسان حالهم يقول لنغتنمها فرصة لإسقاط النظام في اليمن، من اجل تحقيق الانفصال، في الوقت الذي نحن حاورنا قيادة أحزاب المعارضة وتحدثنا معهم وأكدنا مرارا أن من يريد كرسي السلطة فيأتي معنا في حوار وطني ديمقراطي والحجة بالحجة، ولنجري انتخابات نيابية، لكنهم رفضوا ذلك، وراحوا يرددوا الاسطوانة المشروخة أن الرئيس يريد أن يمدد ويريد أن يورث في حين أننا طالما أكدنا أننا لسنا إلا خداما لهذا الشعب لا حكاما عليه".
واستطرد:" وإذا كان لديهم شجاعة أدبية فليأتوا معنا إلى صناديق الاقتراع.. ونتبادل السلطة سلميا".

وأشار إلى أن من ينادون اليوم ويرفعون الشعارات هم من بياعي الكلام، وقال:" نحن من عام 1962م نستمع إلى بياعي الكلام والنظريات, ونسمع هذه الأيام طابور من المقترحات والمشاريع ولدي ملف كبير من المقترحات".
وأضاف: "نحن لدينا وجه واحد وهدف واحد لا غير، هو الحفاظ على مكتسبات الثورة والجمهورية، الوحدة، الحرية، الديمقراطية، الأمن والاستقرار لهذا الوطن، ونرحب بمن يقف معنا من سياسيين أو غير سياسيين، أما الجبان فيظل جباناً والمرتشي يظل مرتشياً والعميل سيظل عميلاً لا احد يستطيع أن يثنيه عن ذلك. فالحياة كلها مواقف وهناك من الهامات الرفيعة التي يموت أصحابها وهم واقفون على أقدامهم, أما أصحاب الهامات المنكسرة والوجوه الملونة فشعبنا يعرفهم".
وتابع:" مرة أخرى أحيي هذا الاجتماع وأتمنى لكم الثبات والتوفيق والنجاح ومن ورائكم شعبنا اليمني العظيم، شعبنا الذي تسمعون هديره في ميدان التحرير والسبعين وفي حجة وفي ميدان الشهداء في تعز وفي ذمار وفي صنعاء تسمعون هذا الشعب.. الشعب معكم، بينما قلة قليلة تعارض في حين أنهم يعرفون أن ما يرفع من علم في شمال الوطن هو علم الإمامة المتوكلية وما يرفع من علم في جنوب الوطن هو علم شطري".
وخاطبهم:" أين انتم من الوطن..أين وطنيتكم .. فتعالوا للحوار ولماذا انتم هاربون منه؟.. إلا أنهم دائما ما يقولوا نريد ضمانات... قلنا يضمنكم الشعب والذي لا يقول كلمة الحق فهو شيطان اخرس وجبان... قل كلمة الحق ولو على نفسك".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد