في شبوة وصفهم المحافظ بالجهلة والمتآمرين وفي البيضاء سقوط "4" جرحى ..

مئات الآلاف يحيون جمعة التلاحم بالحديدة ولحج وحجة.. والحراك يكشف توزيع قيادات عسكرية أعلام الانفصال

2011-03-05 17:12:48 أخبار اليوم / لحج ـ هشام محمد / الحديدة ـ غمدان أبوعلي / البيضاء ـ صالح العوذلي / حجة ـ عبدالواسع ر



اليوم كان الجمعة .. المناسبة كالعادة تظاهرات مطالبة بإسقاط السلطة .. المكان ساحات التغيير في عدد من محافظات الجمهورية .. أمس الجمعة لم يكن يوماً عادياً حيث احتشد مئات الآلاف من أغلب مديريات محافظات لحج والحديدة وشبوة والبيضاء وحجة لأداء الصلاة في الهواء الطلق الذي يشعرهم بالحرية ، مرددين بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط السلطة".
ففي مدينة الحوطة ـ عاصمة محافظة لحج ـ تظاهر الآلاف أمس عقب صلاة الجمعة للمطالبة برحيل السلطة، حيث تجمع المتظاهرون قبل انطلاق التظاهرة وسط سوق المدينة من مختلف المساجد لإقامة صلاة الغائب على أرواح الشهداء الأبرياء الذين سقطوا في مختلف المحافظات أثناء الاحتجاجات السلمية المطالبة برحيل السلطة ومحاكمة من تسبب بقتل الأبرياء، وطافت التظاهرة مختلف شوارع المدينة، رافعين الشعارات المطالبة برحيل السلطة.
أجهزة الأمن كانت غائبة بشكل ملفت في تظاهرة الحوطة في حين كان تواجدهم ضرورياً لحماية المتظاهرين من أي مندسين، خاصة وأنهم قد تلقوا تهديدات بالملاحقة والاعتداء في كل تظاهرة ينظمونها.
وفي محافظة لحج أيضاً لكن في مديرية كرش كشفت قيادات فيما يسمى بالحراك الجنوبي عن قيام قائد عسكري وقيادات أمنية عبر وسطاء وشخصيات اجتماعية بالتواصل معهم لاستئناف نشاطهم في الحراك ورفع أعلام الانفصال ونصب براميل التشطير وذلك في تظاهرتهم التي كان من المقرر أن تنطلق عقب صلاة الجمعة أمس للتضامن مع شهداء عدن.
ونقل مراسل "أخبار اليوم" عن رئيس ما يسمى بـ"مجلس الحراك في كرش" العميد/ ناشر محمد علي :"أنهم عرفوا ما يدور من خلط للأوراق وتشويش على ثورة التغيير", مشيراً إلى أن سيارة عسكرية أحضرت له كمية من أعلام دولة الجنوب وأخبره من كان عليها بأن هذه الأعلام من الشيخ/ عبدالله عبدالجليل ـ احد قيادات الإصلاح ".
وأضاف ناشر :"عند التواصل مع الشيخ/ عبدالله عبدالجليل اتضح كذب وبهتان هؤلاء وأن الهدف واضح وعلى السياسيين والمهتمين أن يستوعبوه جيداً".
وقال :"نحن اليوم صفاً واحداً ضد الحاكم نهتف بإسقاط السلطة".
وانطلقت مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة أمس من مناطق كرش والصبيحة، في تظاهرة شارك فيها قيادات ما يسمى بالحراك وقيادات أحزاب اللقاء المشترك وجمع من المواطنين، رافعين علم الجمهورية اليمنية، ومطالبين بإسقاط السلطة وسط تشديدات أمنية وعسكرية، وأثناء التظاهرة أعلن عدد من الشباب استقالتهم من المؤتمر الشعبي العام.
ومن محافظة لحج إلى محافظة الحديدة، حيث خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين عقب صلاة الجمعة أمس في ساحة حديقة الشعب مطالبين برحيل السلطة التي اتهموها ( بالفاسدة) .
وحث الشيخ / محمد سعد الحطامي ـ خطيب جامع الزهراء ـ المحتجين بالاستمرار في الاعتصامات السلمية للتحرر من الظلم والثبات في مواقفهم حتى تحقيق مطالبهم بإسقاط السلطة دون أي تخريب واعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة ونقل الوجه الحضاري والمشرق لهذه الثورة الحقوقية العظيمة .
كما دعا جميع أفراد الشعب من الشباب والأطفال والمشائخ والأعيان وكل المخلصين في المحافظة إلى النزول إلى ساحة حديقة الشعب للمشاركة في الثورة السلمية لإسقاط السلطة.
وصلى المتظاهرون عقب صلاة الجمعة صلاة الغائب على الشهداء الذين سقطوا في تظاهرات عدن وتعز وصنعاء وبقية المحافظات.
الجديد الذي شهدته ساحة التغير بالحديدة هو زفاف العريس ماهر عبدالملك العامري ـ أحد المشاركين في الاحتجاجات ـ والذي أصر على أن يكون زفافه وسط آلاف المتظاهرين الذين هتفوا مرددين " الشعب يريد إسقاط السلطة ".
محافظة شبوة هي الأخرى لم تكن بمنأى عما يحدث في بقية محافظات الجمهورية اليمنية، حيث خرج أمس عقب صلاة الجمعة حشد من المواطنين والشباب في مسيرة سلمية، انطلقت من أمام جامع ذيبان بمدينة عتق وجابت شوارع المدينة، رفعوا خلالها شعارات منددة بالفساد والمفسدين داخل محافظة شبوة ورددوا هتافات تطالب باسقاط السلطة.
وتوقف المتظاهرون أمام منزل محافظ المحافظة ، هاتفين ومرددين "لا محافظ بعد اليوم ..لا مفسد بعد اليوم .. ارحل ..ارحل يا محافظ يا فاشل",ثم اتجهت المسيرة إلى سوق الوحدة، حيث أقيم هناك مهرجان أكدوا فيه الاستمرار في المسيرات اليومية والإعلان عن إقامة اعتصامات مفتوحة في عتق حتى تسقط السلطة.
وكان مئات الطلاب بمدينة عتق قد نفذوا أمس الأول الخميس مسيرة جماهيرية جابت شوارع المدينة طالبت برحيل السلطة, واستبق المسيرة ناشطون سياسيون وشباب الثورة بشبوة وحزب الرابطة بإقامة مخيم اعتصامي أمام المعهد الصحي لذات المطالب.
وبالتزامن مع استمرار التظاهرات والاعتصامات انتشرت قوات من الأمن العام والأمن المركزي والجيش على متن مدرعات عسكرية تحسباً لاندلاع أي أعمال عنف.
وفي مديرية ميفعة خرج المئات من أنصار ما يسمى بالحراك الجنوبي إلى الشوارع، مطالبين بإسقاط السلطة .
وفي سياق متصل أكد مراسل "أخبار اليوم" في محافظة شبوة أن عشرات الشباب انسحبوا مساء أمس الأول من اللقاء الذي دعا إليه الدكتور/ علي حسن الأحمدي ـ محافظ المحافظة ـ في منزله وذلك بعد محاولة المحافظ الالتفاف على القضايا التي طرحها الشباب في اللقاء والتي تطرقت لمشاكل البطالة وتفشي الفساد والتوريث في المكاتب والإدارات الحكومية بالمحافظة.
وأضاف أن محافظ المحافظة شن هجوماً لاذعاً على الشباب الذين يتواجدون في ساحات الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات المطالبة بالتغيير وإسقاط السلطة ووصفهم بـ( الجهلة ) وأنهم ينفذون أجندة ومخططات صهيونية وغربية تهدف إلى إضعاف الشعوب العربية –حد تعبيره.
وكانت مدينة عتق قد شهدت انفجاراً عنيفاً مساء أمس الأول ناتج عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون على مقربة من موقع مخيم اعتصامي يقيمه حزب الرابطة في الضاحية الشرقية من المدينة.
وبالتزامن مع مظاهرات الحديدة ولحج وشبوة واصل عشرات الآلاف من شباب محافظة حجة أمس اعتصامهم أمام مجمع المحافظة لليوم السادس على التوالي للمطالبة بإسقاط النظام ، وأدى شباب التغيير من أبناء حجة أمس صلاة الجمعة وسط ميدان الحرية "حورة".
وطالب المعتصمون السلطة بأن تسمع لصوت الشباب ونداء التغيير وألا تسمح لدعاة الفتنة والبلاطجة بأن يعبثوا بأمن الوطن واستقراره ، خاصة وأن فعالياتهم سلمية لا تمت إلى العنف بأي صلة أو تسعى إليه.
هذا وقد أعلنت الجمعية الطبية الخيرية اليمنية بالمحافظة انضمامها إلى الشباب المعتصمين ومساندتها لهم ولمطالبهم العادلة التي اعتبرها رئيس الجمعية الدكتور فضل نصار مطالب كل اليمنيين وكل أبناء الشعب الرامية إلى تغيير وضع حياة اليمنيين إلى الأفضل .
وفي محافظة البيضاء قال مراسل "أخبار اليوم" إن صدامات عنيفة اندلعت أمس الأول الخميس بين متظاهرين مؤيدين وآخرين معارضين للسلطة.
وأوضح أن المظاهرتين تحولتا إلى حالة من العنف والفوضى، نتج عنها عدد من الإصابات بعضها خطيرة، إضافة إلى إحداث الضرر ببعض المطاعم الشعبية بالبيضاء القريبة من احتدام المصادمات .
وأشار إلى أن متظاهري السلطة وعدد منهم مسلحين تعمدوا المرور بجانب مخيمات المتظاهرين المطالبين برحيل السلطة وأطلق المسلحون النار بشكل العشوائي بحجة إثارة المعتصمين المعارضين، مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص من المعتصمين والمارة إصابة أحدهم خطيرة وهم "فيصل عبدالقادر وعبدالله المنذري (12) عاماً وعلي سعد سالم علي "50" عاماً وعبدالله احمد بلسن الحميقاني (32) عاما, وسادت حالة من الارتباك رافقها اقتحام مطعم السوادي الشعبي والعبث بمحتوياته بحجة إطلاق الرصاص من ساحته .
وفي بيان حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه حمل المعتصمون محافظ المحافظة ومدير الأمن مسؤولية ما حصل من دخول العشرات من المسلحين من أنصار الحزب الحاكم إلى المدينة عبر النقاط الأمنية، في حين أن هذه النقاط لم تسمح للشباب من إدخال اللافتات وسمحوا لمن أسماهم البيان بالبلطجية بالخروج من الملعب والاتجاه بالشوارع الرئيسية وصولاً إلى ساحة الاعتصام والاشتباك مع المعتصمين وإطلاق الأعيرة النارية العشوائية التي نجم عنها إصابات مختلفة.
وأكد البيان على ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة ومقاضاة من قاموا بدفعهم للاعتداء على المعتصمين.
من جانبه اتهم محافظ البيضاء العامري عناصر المشترك بإثارة الشغب من خلال التعرض للمسيرة وإطلاق النار وإحداث الضرر ببعض الممتلكات.
وأشار العامري في تصريح لوسائل الإعلام إلى أن قيادة المحافظة قد حرصت على أن لا تذهب المسيرة إلى ساحة الاعتصام ، إلا أن عدداً من المعتصمين سبقوها وتلقوها إلى مكان أبعد، واصفاً بأن ما يقوم به اللقاء المشترك بالبيضاء بالتصرفات الغير مسئولة، خاصة بعد أن أزعجهم موقف أبناء البيضاء المؤيد لدعوة الرئيس في مواصلة الحوار ـ حسب قوله.
وأكد تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لمعرفة الجناة واتخاذ الإجراءات.
إلى ذلك دعا العديد من العلماء والمشائخ والأعيان بالبيضاء جميع الأطراف السياسية بمحافظة البيضاء لتحكيم العقل وضبط النفس والحفاظ على المودة والإخاء وعدم الانجرار وراء كل ما من شأنه إشعال فتيل الفتنة وتعكير الصفو العام.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد