شهدت عدد من مدن محافظات الجمهورية اليمنية أمس الجمعة والخميس الفائت؛ مسيرات وهتافات غاضبة في عدن وتعز وبالعاصمة صنعاء وشبام حضرموت وفي محافظة إب للمطالبة بإسقاط السلطة..
فقد بدأت جمعة التلاحم والإنذار بمحافظة تعز يوم أمس على غير عادتها، بل كانت الجمعة الأولى من نوعها في تاريخ المحافظة ، حيث اجتمع أكثر من نصف مليون شخص لأداء صلاة الجمعة في مكان واحد ومن أجل مطلب واحد هو " رحيل السلطة "، فيما احتشد أمس مئات الآلاف من الشباب في ساحة التغيير بجامعة صنعاء لأداء صلاة الجمعة والتي أطلقوا عليها "جمعة التلاحم"..
خطيب الجمعة بالمعتصمين بتعز هو مفتي المحافظة الشيخ /سهل بن إبراهيم عقيل، رجل بلغ من العمر عتيا ومع ذلك كانت خطبته أكثر حماساً ولهيباً للألوف المؤلفة من الجموع التي حضرت إلى ذات المكان استجابة لمطلب الشباب بأن تكون الجمعة مليونية .
هتافات موحدة بشعارات متعددة بعد صلاتي الجمعة والعصر جمعاً وكذا الصلاة على أرواح الشهداء الذين سقطوا في ذات المكان وكل محافظات الوطن.. كلها تطلب برحيل السلطة , وعلى غير العادة أيضاً رفرفت مئات الأعلام اليمنية بأحجام مختلفة في الساحة، حتى أن بعضها وصل إلى عشرات الأمتار، كما تفنن الكثير ممن في الساحة بوشم العلم على وجههم وهم من الشباب وحتى الأطفال والشيوخ والنساء .
أمس الجمعة اليوم الثاني والعشرون على الاعتصام في ساحة الحرية والتي شهدت أعداداً متزايدة من الشباب الذين انضموا إليها من أجل المطالب ذاتها، كما لوحظ ظهور الشباب والشابات المرابطين في ذات المكان أكثر تنظيماً وتعاوناً وتعاضداً .
وفي العاصمة صنعاء النائب/ في المؤتمر الشعبي العام علي العمراني في كلمة له بساحة التغيير، أعلن استقالته من الحزب الحاكم، داعياً لاسترداد ثروات البلاد المنهوبة منذ "33" عاماً ـ حسب تعبيره.
وحسب مصادر ميدانية فقد وصل وفد على متن عشرات السيارات من محافظة يريم للتضامن مع المتظاهرين في ساحة التغيير، بالإضافة إلى 600فرد من قبائل متفرقة، كما انضم إلى المتظاهرين (800) مهندس ومهندسة.
وأشارت المصادر إلى اشتباكات بين أفراد من الأمن ومتظاهرين أمام السفارة السعودية لدى اعتراض الأمن لمسيرة حاولت الانضمام للمتظاهرين في ساحة التغيير ، ما أدى لجرح صحفيين وبعض المتظاهرين إثر استخدام الأمن العصي والهراوات الكهربائية.
كما وفدت مجموعة من أبناء الحداء وقوامهم 300 شخص إلى ساحة الاعتصام في ساحة التغيير في صنعاء وذلك رداً على اعتقال الكاتب والصحفي/ ناجي صالح جيرة في تمام الساعة 12مساءً أمس الأول في محله الكائن في شميلة وتم التحقيق معه حتى ساعة متأخرة من الفجر، ثم نقله مرة أخرى إلى السجن، وأكد الزميل جيره بعد الإفراج عنه أنه وأفراد منطقة الحداء مستمرون في اعتصامهم، شاكراً وكيل وزارة الداخلية اللواء/ القوسي الذي تعامل معه بكل احترام، بالإضافة إلى بعض الجنود.
إلى ذلك انضم أكثر من مائة طفل الخميس الماضي إلى المتظاهرين في ساحة التغيير، رفعوا شعارات: "دعوني أتعلم ـ أريد مستقبل آمن".
وفي عدن شارك الآلاف من أبناء المحافظة ظهر أمس في تظاهرة سلمية أطلق عليها "جمعة الوفاء للشهداء" وشيع خلالها ثلاثة من الشهداء الذين سقطوا خلال التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها مديريات المحافظة الأسبوع الماضي المطالبة بالتغيير وإسقاط النظام.
ففي مديرية المنصورة خرج الآلاف للمشاركة في التظاهرة السلمية وتشييع جثامين الشهيدين الشابين "محمد علي العلواني، وأيمن علي حسين النقيب" واللذين ووري الثرى في مقبرة المنصورة.
وفي التظاهرة التي شارك فيها لأول مرة علماء دين وأطباء وصحفيون ومحامون وجمعيتا المتقاعدين العسكريين والمدنيين في عدن.. رفع المتظاهرون صور الشهداء والأعلام السوداء، مطالبين بإسقاط السلطة ومحاسبة المتسببين في إطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين في المحافظة والذي أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
أما في مديرية المعلا فقد شارك أيضاً المئات من أبناء المديرية في تشييع جثمان الشهيد "هائل وليد ـ 17 عاماً" الذي لقي مصرعه في الشارع الرئيسي أمام فندق "كينيا بلازا" من قبل الأجهزة الأمنية التي استخدمت الأعيرة النارية ضد شباب التغيير.
إلى ذلك أعربت الكتلة المحلية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن عن استنكارها وإدانتها الشديدين لقمع المعتصمين المطالبين بحقوقهم المشروع بالطرق السلمية من أبناء عدن واستخدام القوة المفرطة ضدهم ، وكذا إطلاق الرصاص الحي ، داعية إلى تقديم المتسببين بالقتل للمحاكمة العلنية والفورية.
وأكدت كتلة الإصلاح في بيانها التي تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه وقوفها مع المطالب المشروعة لأبناء الشعب اليمني ، معلنة تعليق عضويتها في المجالس المحلية وانضمامها إلى الفعاليات والاعتصامات الشبابية في ساحة التغيير الكائنة في "ساحة البنوك" بمدينة كريتر وساحة الرويشان بمديرية المنصورة حتى إسقاط السلطة.
 وطالبت المجلس المحلي للمحافظة بتنفيذ وعوده في توظيف عشرة آلاف عاطل عن العمل من أبناء المحافظة بحسب القوائم المنشورة في المديريات، باعتبار هذه الوظائف حقاً من حقوق الشباب، مطالبين أيضاً كافة شباب محافظة عدن بالحفاظ على مقدرات الوطن والممتلكات العامة والخاصة وحمايتها وعدم قطع الطرقات والتمسك بالخيار السلمي.
من جانب آخر قدم عضو المجلس المحلي في مديرية خور مكسر/ سالم الأعسم ، استقالته من عضوية المجلس المحلي والمؤتمر الشعبي العام وذلك احتجاجاً على قمع المتظاهرين.
إلى ذلك أدى آلاف المعتصمين أمس صلاة الجمعة في ساحة خليج سرت وسط مدينة إب والشوارع المجاورة لها والتي أغلقت بسبب ازدحام المصلين في شارع العدين وحتى جامع "الحشاس"
وعلمت "أخبار اليوم" من مصادر خاصة أن عشرات الدكاترة في جامعة إب وبقية الجامعات الخاصة في المحافظة أعلنوا أمس انضمامهم إلى اعتصام الشباب المفتوح المطالب بإسقاط السلطة وكذا انضمام أكثر من ثلاثين مهندساً ، إضافة إلى عدد من الشخصيات الاجتماعية التي أعلنت انضمامها إلى الاعتصام.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتوالى فيه الاستقالات من الحزب الحاكم، حيث أكدت مصادر إعلان الشيخ / محسن السالمي استقالته من المؤتمر.
وفي شبام حضرموت انطلقت عقب صلاة الجمعة تظاهرة حاشدة بالمدينة من ساحة جامع شبام إلى خارج بوابة شبام والتقت بالتظاهرات الأخرى القادمة من المساجد الأخرى بسحيل شبام ؛ وردد المتظاهرون الشعارات المطالبة بإسقاط السلطة.