أفادت مصادر ميدانية لـ"أخبار اليوم" أن عناصراً أمنية قامت بالاعتداء على متظاهرين مناوئين للسلطة بشارع الحرية بأمانة العاصمة قبل منتصف ليلة أمس، حيث استخدمت تلك العناصر التابعة للأمن في اعتدائها على عدد من المعتصمين الهراوات والعصي الكهربائية، وذلك لدى مصادرتها إحدى الخيام التابعة للمحتجين عند الجامعة، حيث توسعت رقعة الاحتجاجات وخيام المتظاهرين أمام جامعة صنعاء.
المصادر ذاتها أكدت للصحيفة سقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين جراء اشتباكات مع عناصر من الأمن أقدمت على مصادرة خيمة كان قد جلبها المحتجون إلى مكان الاعتصام عند مدخل الجامعة.
في حين تشهد ساحة التغيير بجامعة صنعاء إقبالاً متزايداً من المحتجين كل يوم، كما لوحظ حضور لافت ومتزايد للمرأة بين المتظاهرين، ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة احتجاجات أوسع للمطالبة بإسقاط السلطة.
ويأتي إصرار الشباب على مواصلة الاحتجاجات وسط استقالات يشهدها الحزب الحاكم لأعضائه الذين أعلنوا الانضمام للمحتجين من بينهم مسئولين حكوميين..
مساء أمس السبت توافد المئات من قبيلة بني جبر بمحافظة مأرب إلى ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء للانضمام إلى المعتصمين.
وأكدوا في بيان صادر عن مشائخ وشباب بني جبر التي تضم مديريات( بدبده، وصرواح، حريب القراميش) على تأييدهم الثورة في إسقاط السلطة والقضاء على الاستبداد، مدينين بذات الوقت ما تمارسه السلطة من قمع وترهيب، وسفك دماء المتظاهرين والمحتجين سلمياً".
في حين حذروا السلطة من الاستمرار مما وصفوها "بالممارسات المشينة"، معتبرين أن الدماء التي سالت بسبب ما تمارسه السلطة من جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم".
ودعوا في بيانهم كافة قبائل اليمن الشرفاء إلى الوقوف صفاً واحداً إلى جانب ثورة التغيير بالطرق السلمية المدنية الراقية، كون الشباب يمثلون روحاً وطنياً للأمة وأملها المشرق في بناء المستقبل.
من جهته انضم سكرتير صحيفة"الميثاق" الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام إلى المعتصمين في ساحة التغيير، وكان قد قدم استقالته من موقعه في الصحيفة يوم الجمعة الماضية، معلناً انضمامه إلى الشباب الطامح للتغيير.
وقال الزميل الصحفي الجرادي في كلمته أمام المعتصمين: أعلن انضمامي إلى ثورة الشباب، وأحلامهم وتطلعاتهم في التغيير والثورة باتجاه الانتقال إلى نظام حكم مدني ديمقراطي حقيقي يحقق الفائدة لكل فئات الشعب دون استثناء، والانتقال من الحكم الفردي والعائلي وحكم القلة إلى حكم يشترك فيه كل أبناء اليمن".
إلى ذلك صار للمحتجين أمام جامعة صنعاء إذاعة عبارة على هيئة منصة يعلنوا عبر أثيرها الاستقالات ويطلق المحتجون من خلالها بياناتهم التي تبين مواقفهم وأناشيدهم وأغانيهم الوطنية، ومطالبهم المناوئة للسلطة.
 (عارف القدسي) القائم بأعمال المنصة ـ حسب نيوز يمن ـ أشار إلى تلقي الإذاعة أكثر من 600 طلب للمشاركة الشبابية يومياً، وتعطي فيها أولوية للشخصيات الاجتماعية والمهمة في المجتمع، إضافة إلى أنها تعطي التنوع جزء مهماً في برامجها.
وأوضح القدسي عن رفضهم أية مشاركات من شأنها الالتفاف على مطالب الثورة الشبابية، وقال: "تهدف طلبات المشاركة في الإذاعة إلى خلق نوع من الفرقة بين الشباب المرابطين فنرفضها لأنه لا حزبية ولا مناطقية وثورتنا هي ثورة شبابية فقط والأولوية للإبداع".
كما أشار إلى تنوع طلبات الراغبين في المشاركة بين الخطابة والشعر والمسرح والأناشيد وغيرها من الفنون، التي تعكس إبداعات الشباب المغيبة عن الساحة اليمنية، لافتاً إلى تقديم عدد من مسؤولي الدولة من مدنيين وعسكريين استقالاتهم عبرها.
وقال القدسي أن بعض رواد المسرح والفن والسينما في اليمن ـ يطلبون اعتلاء المنصة للترفيه والتنفيس عن آلام الناس ـ مثل فهد القرني وصلاح الوافي ومحمد قحطان ـ، مضيفاً أن إذاعة الثوار ليست ملكاً لأحد وكل من يبدع يترك له المجال وهدفهم الأخير كما يقول هو ثورة شبابية ناضجة ولا مجال للمحاكاة السياسية أو المناطقية.
وفي المقابل لا زالت الحشود من أنصار الحزب الحاكم تواصل اعتصامها بميدان التحرير بصنعاء تأييداً للنظام ولمطالبة المعارضة بالرضوخ للحوار والاستجابة لمبادرات رئيس الجمهورية.