حتى ساعة كتابة الخبر في وقت متأخر من مساء أمس سمع بالمحافظة أصوات طلقات نارية وأخرى ثقيلة يرجح أنها قذائف مدفعية ودبابات، وقال شهود عيان إن ذات الأصوات سمعت في عدة أحياء بالمدينة، كما شهد شارع الستين الممتد من مفرق الذكرة إلى مفرق عصيفرة مواجهات عنيفة بين القبائل وقوات الحرس الجمهوري ونجم عنه تدمير عدد من الاليات العسكرية.
إلى ذلك من المقرر أن تتكشف صباح اليوم الاثنين نتائج لجنة الواسطة التي قادها رجل الأعمال عبدالجبار هائل بين السلطة المحلية ومساندي ثورة الشباب السلمية من قيادات حزبية وبرلمانية وأكاديميين وحقوقيين بينهم عدد من وجهاء المحافظة بهدف إنهاء المظاهر المسلحة بتعز وعودة الوضع إلى ما قبل محرقة ساحة الحرية.
وكانت لجنة الوساطة قد توصلت إلى صياغة اتفاقية بين الطرفين من عدة بنود وتم التوقيع عليها صباح أمس الأول من كلا الجانبين باستثناء مدير أمن المحافظة الذي تحفظ على بعض بنود هذه الاتفاقية وكادت أن تفشل لولا تدخل بعض الأطراف وطلب تأجيل التوقيع إلى صباح اليوم.
وقال مصدر رفيع في لجنة الوساطة أن العديد من المساعي تبذل من أجل إعادة الهدوء إلى تعز وإنهاء مظاهر العنف التي تشهدها المحافظة وخاصة منذ اجتياح ساحة الحرية، معرباً عن أمله في استكمال التوقيع على الاتفاقية من قبل السلطة المحلية وهي الخطوة التي أقدم عليها الطرف الآخر، منوهاً وفي حالة عدم التوقيع سيعقد مؤتمر صحفي يتم من خلاله تحديد موقف أعضاء اللجنة من هذا الرفض.
وكشف ذات المصدر أن جهود الوساطة وطيلة أيامها تزامن معها وحتى أمس وصول العديد من الآليات العسكرية بمتخلف أنواعها إلى تعز بما في ذلك صفقة جديدة عبارة عن مصفحات محمية وحديثة في صنعها تستوعب كل واحدة 6 جنود بما يمكنهم من إطلاق النار واستهداف الأشخاص دون وصول الخصم إليهم.
 وعبر المصدر عن قلقه من نية مبيته لاستهداف مدينة تعز من قبل بعض الشخصيات النافذة، متسائلاً عن جدوى الترسانة العسكرية التي ترسل إلى تعز في وقت يسعى فيه جميع أبناء المحافظة إلى التهدئة وتحكيم العقل والمنطق، مستطرداً هناك نوع من الحقد على هذه المدينة لما تمثله من ثقل على اليمن وكونها أول محافظة أعلنت تمردها على نظام صالح من خلال ثورة سلمية سرعان ما امتدت إلى كل المحافظات، محذراً بذات الوقت من مغبة أي مغامرة واستهداف المدينة المسالمة.
وعلى الصعيد نفسه أفاد شهود عيان عن مشاهدتهم لتعزيزات وحشود كبيرة من الأطقم العسكرية والدبابات تتجه نحو مفرق شرعب والذكرة بالمحافظة.
كما شهدت مدينة تعز ليلة أمس وحتى ساعات الفجر اشتباكات عنيفة بين المسلحين وقوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي المتمركزة جوار مستشفى الثورة، حيث قامت هذه القوات بإلقاء عدد من القذائف على ساحة الحرية وسقطت إحداهن بجوار بنك التسليف.
وقد لوحظ يوم أمس تجمع العديد من الآليات العسكرية والمدرعات أمام مدرسة الشعب في تعز بعد أن كانت قد انسحبت في وقت سابق من هذه الأماكن.
من جانب آخر شهدت عدة شوارع بالمدينة يوم أمس مسيرة حاشدة وفيها أكد المتظاهرون على مطالبهم بسرعة تشكيل مجلس انتقالي وتشكيل حكومة كفاءات وطنية وخاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وما يمارسه بعض التجار من احتكار للسلع الغذائية الأساسية من خلال رفع الأسعار دون أي مبرر.
وفي سياق آخر شيعت جموع حاشدة من أبناء المحافظة يوم أمس شهيدين من المكلفين بحماية ثورة الشباب السلمية والذين تم استهدافهم من قبل أفراد اللواء 33 نهاية الأسبوع الماضي جوار سوق بئر باشا وكلاهما من مديرية شرعب المخلاف.