أكدت مصادر محلية بمحافظة أبين اندلاع معارك عنيفة تجددت في المنطقة الساحلية بمدينة زنجبار بين القوات الحكومية والمسلحين.
وأشارت المصادر لـ"أخبار اليوم" إلى أن المعارك التي اندلعت عند الساعة الحادية عشرة والنصف من ليل البارحة لازالت مستمرة حتى ساعة كتابة هذا الخبر بعد الساعة الواحدة من فجر اليوم.
وأكد شهود عيان أن القوات البحرية تقصف بقوة مواقع معينة يعتقد أنها تابعة للمسلحين المفترض أنتماؤهم لتنظيم القاعدة.
وعلى صعيد متصل أكدت المصادر مقتل 9 جنود، وإصابة "34" آخرين في المواجهات المتواصلة بين قوات المنطقة العسكرية الجنوبية، وبين مسلحين مفترضين من تنظيم القاعدة، في محافظة أبين، كما قتل 21 شخصاً من المسلحين، إثر الضربات التي شنتها كتيبة عسكرية تحاول فك الحصار عن اللواء 25 ميكا المحاصر من قبل عناصر القاعدة، منذ نحو إسبوعين.
وأوضحت المصادر بأن المعارك تمركزت بين قوات اللواء 25 ميكا، وبين مسلحي القاعدة في مدينة زنجبار، ومحيط ملعب الوحدة الدولي، كما دارت معارك عنيفة عند البوابة الخارجية للواء 25، عندما حاولت مجموعة من المسلحين اقتحام سور المعسكر المحاصر منذ نحو أسبوعين، بعد أن رفض قائد المعسكر تسليمه للمسلحين.
وواصل اللواءان "119" و"25ميكا" مساء أمس قصفهما المدفعي على مواقع تمركز المسلحين في منطقة الخاملة والمسيمير وعمودية وباجدار في محافظة أبين.
وأفاد شهود عيان لـ"أخبار اليوم" أن القصف المدفعي الذي طال تمركز مواقع المسلحين قد كبدهم خسائر كبيرة في العتاد إثر الاشتباكات العنيفة التي جرت فجر أمس بين المسلحين واللواء "25 ميكا" الذي أسفر عن استشهاد "6" من أفراد اللواء منهم قائد كتيبة وآخر برتبه عقيد، كما أصيب نحو "30" جندياً أسعفوا على إثرها إلى مستشفى باصهيب العسكري بعدن للعلاج ومقتل عدد من العناصر المسلحة، كما شن الطيران الحربي أمس غارات جوية استهدفت مبنى محافظ محافظة أبين الذي يسيطر عليه المسلحون.
وفيما يتعلق بالجانب الإنساني فإن معاناة النازحين في قرى محافظة أبين تزداد سوءاً جراء عدم وصول المعونات المعيشية والغذائية لهم.
وقال عدد من النازحين في "جحين، وباتيس، يرامس" إنهم مازالوا يقبعون في العراء وأن المعونات الغذائية والماء لم تصلهم حتى اللحظة نتيجة تواصل الاشتباكات المسلحة في عاصمة محافظة أبين، مطالبين رجال الخير والمنظمات الإنسانية بمساندتهم مساندتهم وتقديهم يد العون خلال فترة نزوحهم من منازلهم.
وكان الطيران الحربي قد شن غارات جوية مكثفة صباح أمس، من مطاري عدن والعند، على مقر الأمن السياسي ومكتب وزارة الاتصالات في مدينة زنجبار، ما أدى إلى مقتل 4 من مسلحي القاعدة، في حين قال شهود عيان بأن المسلحين استخدموا مضادات الطيران دون أن يتمكنوا من إسقاط أي طائرة.
وقالت مصادر محلية بأن الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي استهدفت عدداً من المواقع التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة في مدينة زنجبار ومدينة جعار والمخزن.
ويتمركز مسلحو القاعدة في عدد من المنشآت الحكومية والمدارس في عدد من مديريات محافظة أبين منذ إعلانهم السيطرة على عاصمة المحافظة " زنجبار " أواخر مايو الماضي، وقد ألقت هذه الأوضاع على الحياة المعيشية للمواطنين في المحافظة، التي نزح منها عشرات الآلاف خلال الأسابيع الماضية، فيما أبدى موظفون حكوميون استيائهم من عدم صرف مرتباتهم لشهر مايو الماضي.
وفي الوقت الذي تتمركز فيه العناصر الإرهابية على بعد بضعه أمتار من الملعب فقد بلغ عدد الشهداء ـ الذين سقطوا من اللواء 25 مكيا ـ والذي مازال صامداً ـ نحو "40" شهيداً وقرابة "401" جريح ولم يتم حتى اللحظة تعزيزه بقوة عسكرية كبيرة لتسانده وفك الحصار المفروض عليه من قبل المسلحين الذين وصلوا أمس الأول إلى البوابة الرئيسية للواء.
إلى ذلك وفيما يخص الوضع الصحي أكد مدير مستشفى زنجبار الدكتور/ عمر فضل عمير أن مسؤولي السلطة في محافظتي عدن وأبين لم يقدموا شيئاً يذكر لإغاثة النازحين.
وأكد عمير في تصريح للصحيفة أن كل ما بحوزتهم من أدوية لمعالجة المصابين قد نفذت ولم تصل أية امتدادات لإغاثة المصابين سوى وعود كاذبة.
وفيما وصف عمير الوضع الصحي بالكارثي في أبين قال: إن ما يصرح به المسؤولون شيء وما هو على الواقع شيئ آخر، مضيفاً بأنه مكث "3" أيام في عدن يتفقد النازحين في المدارس ولم يلاحظ أية زيارة للمسؤولين لا من قبل مكتب الصحة بعدن ولا من صحة أبين، مشيراً إلى أن المسؤولين لدى معرفتهم بتشكيل نائب الرئيس لجنة لإغاثة النازحين هرعوا لتقديم خدماتهم.
وقال إنه ومنذ بداية المعارك بالمحافظة وهو يبذل جهداً في معالجة المصابين ولا أحد من المسؤولين قام بالتواصل معه هاتفياً بشأن وضع المصابين، منوهاً إلى أن القصف العشوائي واستهداف المنازل والأسواق دفع بالمواطنين إلى النزوح.