أكد الخبير والمحلل الاقتصادي الأستاذ/ علي الوافي أن البلاد دخلت في مرحلة الانهيار الاقتصادي بفعل وتخطيط وتنفيذ رسمي.
وأشار الوافي في تصريح لـ"أخبار اليوم" إلى أنه وفي ظل العقاب الجماعي الذي تمارسه بقايا السلطة على أبناء الشعب فإن المواطنين اليمنيين يعيشون منذ أسابيع قدراً من الانهيار الاقتصادي، مستبعداً أن يكون الوضع الاقتصادي في اليمن قادراً على تحمل أسابيع أخرى من الأزمة المتفاقمة والعقاب الجماعي والذي يمارسه بقايا السلطة ولا سيما أن كثيراً من الناس أصبحت معاناتهم شديدة جداً ـ حسب تعبيره.
وشدد الوافي على العقلاء في البلاد إن كان هناك من تعنيهم المسؤولية إلى إيجاد حلول لبقايا العملية الاقتصادية والإنتاجية بشكل عام في إطار النشاط المعتاد لها وتوفير مستلزماتها وخاصة المستلزمات من المشتقات النفطية والكهرباء، مستدركاً بأن المسألة لم تعد بالتمني بل إن المسؤولية أصبحت تقتضي من كل الفاعلين الأساسيين أن يبحثوا عن الحلول الشاملة والمجدية التي تخرج البلاد من هذا الوضع بشكل عام وتمنع من وقوع الكارثة لا قدر الله.
وعلق الوافي على تصريح وزير النفط والمعادن "أمير العيدروس" الذي أقر بعجز وزارته وعجز الحكومة عن القيام بإصلاح أنبوب النفط الرئيسي الذي تعرض للتفجر بأن الحكومة عجزت عن توفير الكثير من الخدمات وتحسينها وأصبحت اليوم أعجز ما يكون عن القيام بواجباتها ولا سيما في ظل ما يشبه بالفراغ في السلطة القائمة حالياً، لافتاً إلى أن الأجدر ببقية المسؤولين في الحكومة والدولة تقديم استقالتهم بدلاً من أن يكونوا واجهة شكلية والشعب قد وجد طريقاً للخلاص، فالأجدر بهم الانضمام إلى بقية أفراد الشعب ـ حد قوله.
وعن ما اعتبره وزير النفط والمعادن في حديثه تداعيات أزمة الوقود الراهنة بأنها أكثر خطورة وتأثيراً في مظاهر الحياة العامة والتداعيات الناجمة عن تصاعد المظاهرات والاعتصامات، علق الوافي بالقول: ذلك يندرج ضمن ما أسماها بـ"ثقافة الحكولة".
وفيما يخص خطورة انعدام المشتقات النفطية.
أشار المحلل والخبير الاقتصادي إلى أن من يعملون على انعدامها رغم توفرها وخاصة الهبة السعودية المتمثلة "3" ملايين برميل والتي جاءت لتساعد الحكومة وليس في موضوع توفير المشتقات النفطية فحسب وتكمن أهميتها في توفير إيرادات بما يغطي النفقات العامة للدولة لشهرين على الأقل، معتبراً العبث في هذه المسألة يدل على أن الحكومة غائبة، حيث لا يمكن أن يحدث ذلك في ظل وجود حكومة بقدر أن ما يحدث من عبث يكون في ظل وجود مافيات تتخطى برداف السلطة ـ حد قوله الوافي..
وتمنى الوافي أن تجد السلطة طريقاً لمعالجة ما يحدث من عبث وأزمات من خلال الضرب بيد من حديد على العابثين إن كان حديدها يسخر لحفظ الأمن وقوت الشعب ومصادر حياته، أما أن كان حديدها يستخدم لقمع الاعتصامات السلمية فقط فلا كان بها حكومة ـ حسب تعبير الوافي.