أكدت مصادر محلية في ساعة متأخرة من ليل أمس لـ"أخبار اليوم" أن انفجاراً عنيفاً هز مدينة تعز، مشيرة إلى أن المدينة شهدت دوي انفجارات قوية في مدخلها الشمالي باتجاه مديريات شرعب ومخلاف في شارع الستين التي تتمركز فيه قوات الحرس الجمهوري.
وحسب المصادر ذاتها أن مواجهات عنيفة بين قوات الحرس ومسلحين مساندين للثورة جرت ليل أمس في شارع الستين وحول جبل جرة وأن أصوات قذائف الدبابات كانت تدوي بقوة في سماء مدينة تعز، ولم يتسنِ للصحيفة معرفة ما إذا كان هناك ضحايا قد سقطوا خلال تلك المواجهات والانفجارات التي هزت المحافظة.
وكانت مسيرة شبابية حاشدة جابت شوارع المحافظة يوم أمس ووصفت بأنها أكبر مسيرة تشهدها المحافظة منذ اجتياح ساحة الحرية وإحراقها نهاية الشهر الماضي حيث امتدت المسيرة على طول شارع جمال ـ أكبر شوارع المدنية ـ قبل وصولها إلى ساحة الحرية بمشاركة جميع فئات المجتمع ومن مختلف الأعمار بما في ذلك الأطفال والنساء والشيوخ.
ولوحظ في مسيرة الأمس الكثير من الشعارات المعبرة عن استياء المشاركين بالتظاهرة من الموقف السلبي لبعض دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية تجاه ثورة الشباب وهو استياء لم تسلم منه أحزاب اللقاء المشترك هي الأخرى.
ورفع المتظاهرين العديد من اللافتات المعبرة عن مطالبهم وكانت بعضها باللغتين العربية والانجليزية ومن ذلك ( نطالب بملاحقة منفذي مجزرة ساحة الحرية بتعز ونندد بالصمت الدولي تجاه هذه المجزرة, معبرين عن رفضهم للاملااءت الخارجية والتدخلات التي لا تستوعب مطالب الشعب.
وطالب المتظاهرون من المشترك التعامل بجد وشفافية تجاه الثورة، مطالبين من خلال العديد من اللافتات بسرعة تشكيل مجلس انتقالي وأخرى متسائلة عن المسؤولين في طمس جريمة ساحة الحرية قبل وصول بعثة الأمم المتحدة, كما احتوت المسيرة على العديد من الدمى والمجسمات المطالبة بمحاكمة مدير أمن المحافظة " عبدالله قيران " وأخرى تعبر عن محاصرة تعز وإقلاق أمنها آناء الليل وأطراف النهار .
من جانب آخر استيقظ من تبقى من الأهالي القاطنين في حي الثورة صباح أمس على خلو مستشفى الثورة والمنطقة المحيطة به من أي انتشار للحرس الجمهوري مع ترسانته العسكرية المكونة من مختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك الدبابات والمدافع التي دأبت على قصف أحياء المدينة أثناء الليل وتحديداً في ساعته المتأخرة مما أدى إلى تضرر العديد من منازل المواطنين ناهيك عن نزوح مئات الأسر من المحافظة علاوة عن الخوف والرعب الذي أكتنف المواطنين وخاصة النساء والأطفال طيلة هذه الليالي.
إلى ذلك يعيش أبناء محافظة تعز نوعاً من التفاؤل بقرب وصول بعثة الأمم المتحدة لتقييم أوضاع حقوق الإنسان باليمن والاطلاع على حجم الانتهاكات التي حدثت خلال الأشهر بما في ذلك مخطط اقتحام ساحة الحرية بتعز يوم 29 مايو الماضي , ومن المقرر أن تصل هذه البعثة إلى صنعاء صباح اليوم .
وعلى صعيد متصل رحبت منظمات المجتمع المدني بإعلان المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إرسال وفد لتقييم وضع حقوق الإنسان في اليمن والذي سيصل صباح اليوم الاثنين.
وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في بلاغ صحفي: إن البعثة الأممية التي تأتي لتقييم أوضاع حقوق الإنسان باليمن والاطلاع على حجم الانتهاكات التي حدثت خلال الأشهر الماضية، تأتي كخطوة هامة طالبت بها منظمات المجتمع المدني منذ أربعة أشهر مضت، وقد تجاوبت المفوضية بشكل رائع منذ البداية وأصدرت بيانات هامة في محطات مختلفة تعرضت فيها الثورة الشعبية في اليمن لانتهاكات جسيمة تصل إلى جرائم ضد الإنسانية وكان أبشعها مخطط اقتحام ساحة الحرية بتعز يوم 29 مايو الماضي وإحراق خيم المتظاهرين وقتلهم بالرصاص الحي والمباشر من قبل الحرس الجمهوري والأمن المركزي وعدد آخر من القوات الحكومية.
وفي هذا الصدد تطالب منظمات المجتمع المدني والنشطاء السياسيين والحقوقيين البعثة الأممية بضرورة إصدار توصياتها المنصفة حول الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها المواطنون وحالات الاختطاف والإخفاء التي لازال يعاني منها المواطنون إلى الآن والعمل على أن تعيد اليمن هيكلة أجهزتها الأمنية والعسكرية بحيث تكون مؤسسات وطنية خاضعة للرقابة والمتابعة وليس محصنة من المسائلة، وأن تكون أجهزة مؤسسية تعمل على حماية الوطن والمواطن لا في انتهاك حقوق المواطنين وضرورة تحرير القضاء والعمل على استقلاله ليكون الحصن الأمين الذي يلجأ إليه الناس كما, وناشد البلاغ الأمم المتحدة العمل بسرعة على إيقاف الانتهاكات المستمرة ووقف مسلسل القتل الدائم الذي يتعرض له المتظاهرون والمواطنون، وضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه العقوبات الجماعية التي يتعرض لها المواطنون اليمنيون من حرمان كامل لجميع الخدمات الأساسية .
إلى ذلك من المقرر أن تشهد محافظة تعز صباح اليوم وقفة احتجاجية لكافة النقابات ومنظمات المجتمع المدني وذلك احتجاجاً على التعسفات التي تطال أبناء المحافظة من خصومات في المعاشات إلى فرض عقاب جماعي على المدنية وأهلها من تكدس للقمامة في أزقتها وانتشار المجاري وغياب الخدمات الأساسية وغير ذلك من الأوضاع المتردية التي تمر بها المحافظة.
من جانب آخر انفجرت دراجة نارية بالقرب من عقبة شارع جمال ـ جوار مطعم الرباش ومقتل سائقها على الفور فيما تم إسعاف الشخص الآخر وهو في حالة خطيرة.
 وحسب شهود عيان فإن سائق الدرجة معروف عنه باقتناء القنابل والاستعراض بها أمام المواطنين.