تكبدت العناصر المسلحة أمس خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في الحرب الدائرة بمحافظة أبين، التي تدخل اليوم الشهر الثاني بين المسلحون والجيش.
وبحسب شهود عيان لـ"أخبار اليوم" الذين أكدوا أن الاشتباكات المسلحة التي جرت أمس بين الجيش والمسلحين استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والغارات الجوية على مواقع المسلحين في مناطق "الكود وجعار وعمودية والرواء"، حيث ألحقت تلك الغارات على سور سجن الكود خسائر في السيارات والذخائر ولقي العديد من المسلحين مصرعهم في تلك الغارة.
وأضاف شهود عيان أن الطيران أيضاً قد قام بقصف منطقة عمودية بين جعار وزنجبار أسفر عن إحراق دبابة ومدفع وبعض من العتاد، بالإضافة إلى قصف مبنى الأمن السياسي بمدنية جعار والتي أسفر عن مقتل العشرات من المسلحين الذين كانوا متواجدين في المبنى، حيث قام المسلحون بمنع المواطنين من دخول المبنى والتحفظ على القتلى، مؤكدين أيضاً أن الغارة الجوية على إحدى الزارع بمنطقة الرواء قد نتج عنها سقوط عدد كبير من القتلى وأنه شوهد المسلحون يهربون من المزرعة باتجاه مدينة باتيس، كما طال القصف منطقة شقرة ـ شرقي مدينة زنجبار أدى إلى إصابة سيارة أحد المواطنين، الذي كان في طريقه إلى محافظة عدن.
إلى ذلك قالت مصادر مطلعة إن العناصر المسلحة بعد تكبدها خسائر في العتاد والأرواح حاولت لملمة صفوفها من جديد وقامت بالمهاجمة والاشتباك مع وحدات الجيش في وادي دوفس.
وقد استبسل أفراد اللواء "119" في وجه المسلحين الذي تقهقروا وهربوا إلى مدينة الكود، مشيرة إلى أن المواجهات قد أسفرت عن سقوط قتلى بين المسلحين واستشهاد جنديين من اللواء "39" وجرح آخرين.
وأكدت المصادر ذاتها أن اللواء "25" ميكا في مدينة زنجبار الذي ما زال محاصراً منذ شهر قد تصدى للعناصر المسلحة في اشتباكات أمس موضحة أيضاً أن الاشتباكات التي جرت في وادي دوفس قد استهدف المسلحون سيارة دينة وباصاً وسيارة إسعاف مستشفى الرازي بجعار التي كانت في طريقها لإسعاف أحد المواطنين في محافظة عدن وقد أصيب عدد من المدنيين في السيارات الثلاث فيما سائق سيارة إسعاف الرازي مازال مصيره مجهولاً حتى اللحظة.
وأفادت المصادر أنه في ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه محافظة أبين منذ سيطرة المسلحين على عاصمة المحافظة زنجبار، فقد تداعى عدد من قبائل يافع بالوقوف ضد المسلحين في مدينة جعار، الذين يسيطرون حالياً على المدينة ومستشفى الرازي العام بعد مغادرة الأطباء المستشفى تحت تهديد المسلحين، مشيرة أن قبائل زنجبار قد حملت وزير الدفاع الوضع العام التي آلت إليه المحافظة ولم يف بالتزاماته أمام المشائخ والقبائل بمحافظة أبين بأنه سيتم القضاء على المسلحين وتطهير زنجبار من العناصر المسلحة.
وتدخل الحرب الدائرة في محافظة أبين اليوم شهرها الثاني بعد أن تمكن المسلحون من إسقاط عاصمة المحافظة "زنجبار" في 27/5/2011م وسيطروا على كافة المرافق الحكومية ونهب البنوك الحكومية ومنازل المواطنين والذين هجروا منازلهم الأول مرة على الرغم من الأحداث السابقة التي عصفت بالمحافظة.
شهر كامل والوضع العام في أبين يزداد سوءاً يوماً بعد يوم حيث أصبحت عاصمة المحافظة وبعض القرى بدون ماء ولا كهرباء وارتفاع في المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية، وظل اللواء 25 ميكا شهراً كاملاً في الحصار المفروض عليه من قبل المسلحين والنظام وهو يتصدى لكافة الهجمات من المسلحين ويكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح دون أن يتم تعزيزه بقوة عسكرية من أجل القضاء على المسلحين وتطهير زنجبار من تلك العناصر.