سخرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مما وصفته بانشغال الحكومة اليمنية بمحاربة متظاهرين عزل في الوقت الذي تركت محافظة أبين تسقط بيد مسلحي القاعدة الذين يحاصرون الآن مدينة عدن الساحلية .
وقالت الصحيفة إن السلطات اليمنية انشغلت بمحاربة المتظاهرين السلميين ولم تفعل شيئاً يُذكر لوقف هؤلاء "المسلحين" الذين سيطروا على أبين واقتحموا السجون ونهبوا البنوك ومستودعات الجيش ويحاصرون الآن مدينة عدن .
وأضافت الصحيفة الأميركية :"أفراد من الجيش والشرطة ومسئولون محليون فروا من مواقعهم في أنحاء كثيرة من جنوب اليمن. ولم يتم نشر وحدة مكافحة الإرهاب التي دربها الأمريكيون".
وتابعت الصحيفة قائلة :"ليس من المستغرب أن يعتقد العديد من اليمنيين بأن الرئيس علي عبدالله صالح كان قاصدا بأن يحدث كل ذلك"، مشيرة إلى وجود تواطؤ مستتر منذ زمن طويل بين تنظيم القاعدة والأجهزة الأمنية في اليمن، ونظرا لهذا التواطؤ فمن المستحيل معرفة ما إذا كان صالح أو عملاؤه يقومون بتشجيع الجهاديين كتكتيك تخويف أو التغاضي عنهم".
وأكدت أن أزمة مسلحي القاعدة في الجنوب بدأت تدفع الولايات المتحدة الأميركية لحث صالح على التنازل عن السلطة حتى يمكن إنهاء المأزق السياسي الراهن.
وتحدثت الصحيفة عن مأساة النازحين من أبين وكذلك الخراب والدمار التي خلفتها الحرب الدائرة هناك ونقلت عن مواطنين نزحوا من المدينة "إنهم أصيبوا بالرعب من الانسحاب السريع للجيش اليمني من عدد مناطق في أبين".
ونقلت الصحيفة الأميركية عن قائد عسكري في اللواء 25 قوله إن المعركة قد انتهت وأنه بإمكان السكان العودة إلى منازلهم, وهو الأمر الذي نفاه عدد من السكان الذي عادوا لتفقد منازلهم ـ بحسب الصحيفة ـ وقالوا :" إن مدينة زنجبار كانت تحت سيطرة المتشددين وإن القائد العسكري كان محاصراً بشدة في قاعدته ولم يفعل شيئاً يُذكر لمحاربة المتشددين سواء إطلاق قذائف المدفعية باتجاههم ومسويا العديد من المنازل بالأرض في هذه العملية".