اعتبرت الدكتورة/ وهبية صبرة –عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني- أن المستفيد من خروج ناصر الوحيشي –أمير تنظيم القاعدة في اليمن- في هذا التوقيت بتصريحات يقول فيها: "إن مناصريه متواجدون في الساحات إلى جانب الشباب المطالبين بإسقاط النظام- اعتبرت أن المستفيد من ذلك هم بقايا النظام ومن يقف إلى جانبهم، ولن يخفى ذلك على الشعب اليمني الذي يقرأ المستجدات على الساحة وقرأ ما يدور ويعرف من أين تخرج القاعدة وأنصارها.
وأوضحت صبرة أن ساحات التغيير فيها تنوع فعلاً، لكن هذا التنوع لا يعني وجود تنظيم القاعدة أو غيره من التنظيمات المتطرفة، فهناك الشباب الثائر وهناك الشباب المناضل وهناك الشباب المستقل، وهناك المنتمي للأحزاب بمختلف أشكالها وأنواعها، أما تنظيم القاعدة فليس له وجود في ساحات التغيير، وإنما هو موجود في أماكن معروفة، أماكن يعرفها كل اليمنيين، وهناك أناس يحركونهم في صالحهم، ويخرجون القاعدة متى ما أرادوا ذلك، فعندما يحتاجونهم في قضية ما، أو أي توقيت يعتقدون أنهم فيه سيخدمونهم، فإنهم يخرجونهم من أوكارهم ومخابئهم، أما في ساحة التغيير فهناك ثوار وليس قاعدة.
وأكدت الدكتورة/ وهبية أن ما حصل في زنجبار خير دليل على أن هناك من يحرك القاعدة لمصالحه، ليخوف بها العالم الخارجي، أما في الداخل، فاليمنيون لا يخفى عليهم هذا، ويعرفون لمن تعمل القاعدة ولحساب من، وما هو الغرض من خروجها في أوقات معينة، موضحة أن هذه تصريحات عارية من الصحة وإن كانوا موجودين –أي القاعدة- فعلاً في ساحات التغيير، فليس من مصلحتهم أن يعلنوا عن أنفسهم أو أن يقولوا إنهم في ساحة التغييرـ لكن هناك من يعتقد أن هذا الكلام يخدمهم ويمكن أن يعطي صورة سلبية عن الثورة وميادين التغيير، وربما هم يجهلون أو يتجاهلون أن العالم بأكمله أصبح الآن على معرفة وعلى علم أين القاعدة ولصالح من تعمل.
وبالطبع المستفيد من مثل هذه التصريحات وخروج ناصر الوحيشي في هذا التوقيت بالذات، هم بقايا النظام الذين يريدون أن يشوشوا على الثورة، وأن يعطوا رسائل سياسية للخارج ولكل مناطق الجوار، بأن هذه الثورة فيها المتطرفون والقاعدة التي هي مصنفة ضمن التنظيمات الإرهابية ومطلوبة دولياً، وهم يحاولون إرسال رسالة للخارج مفادها أن هذه هي الثورة، بينما الخارج يعرف الآن أن القاعدة موجودة في مكان معين وتعمل لمصلحة أناس معينين، وهذا التصريح أعتقد أنه لم يخرج اليوم ولم يخرج بعد اليوم ولن يعود عليهم بالنفع والفائدة، فعليهم أن يراجعوا أجندتهم ويراجعوا أنفسهم وأن يعلموا أن العالم لم تعد تنطلي عليه مثل هذه الخدع والأكاذيب، خاصة بعد الذي حصل في زنجبار وكيف استطاع المواطنون والمشائخ والقبائل واللواء "25" أن يصمدوا في وجه هؤلاء وطردهم، والعالم الآن أصبح يعي ما حصل في أبين وغير أبين من المناطق التي يحاول النظام إثارة القلاقل فيها، ولكنه لم يستطع، خاصة وأن هناك الآن تعاوناً بين الجيش المنظم للثورة والشباب في الساحات والمواطنين أنفسهم، فالكل أصبح يعي خطورة هذه الفوضى ويحاول أن يجنب منطقته مثل هذه الأهوال والويلات.