أكدت مصادر محلية بمحافظة تعز لـ"أخبار اليوم" أن المخاوف التي كانت لدى وجهاء المحافظة وشباب الثورة والقبائل المساندة لهم فيما يخص إعادة انتشار قوات الحرس تحت يافطات قوات أمنية قد تحققت يوم أمس وذلك من خلال قيام عناصر الحرس من إعادة انتشارها داخل مدينة تعز بزي قوات الأمن المركزي بعد أن كانت قد شرعت قوات الحرس بالانسحاب من بعض مواقعها، حيث بدأت بسحب بعض آلياتها من جوار مستشفى الثورة والمنطقة المحيطة به وسط المدينة لتبقي بقية آلياتها متمركزة من مواقعها، بالإضافة إلى جنود من الحرس استبدلوا زيهم بزي الأمن المركزي.
وتعتبر هذه من قبل الحرس واللجنة الأمنية بالمحافظة أول خرق للاتفاق الذي كان قد وضعته لجنة اللواء/ محمد القاسمي والعميد/ عبدالقادر هلال والذي كان قد نص على ضرورة سحب كافة آليات وأفراد الحرس والبلاطجة من داخل المدينة، فيما ظل الشرط الذي وضعه الثوار ووجهاء المحافظة والقبائل المساندة للثورة والمتمثل في إقالة مدير الأمن وقائد قوات الحرس بالمحافظة أمراً عالقاً ولم تحسمه اللجنة بعد، ما يجعل الاتفاق هشاً، وقد لا يرى النور على أرض الواقع، سيما وأن اللجنة الأمنية والجهات العسكرية بالمحافظة أكدت من خلال خروقاتها اليوم أنها غير جادة لتهدئة الأوضاع بالمحافظة وأنها سوف تستمر في استهداف أبناء المحافظة.
وعلى صعيد آخر، أكدت مصادر محلية تجدد القصف في شارع الستين بتعز والاشتباكات، مرجحة أن تكون تلك الاشتباكات بين المسلحين وأفراد الحرس بتعز.
إلى ذلك شهدت محافظة تعز عصر أمس مسيرة نسائية حاشدة جابت عدة شوارع بالمحافظة وصولاً إلى أمام إدارة أمن المحافظة في تصعيد نوعي من قبل فتيات تعز بالاعتصام في ذات المكان وتنفيذ وقفة احتجاجية للتنديد بجرائم الحرس الجمهوري التي استهدفت المدينة وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى بينهم نساء وأطفال,
ورفع في المسيرة العديد من اللافتات المؤيدة للمجلس الانتقالي وأخرى مطالبة باستكمال مؤسسات الثورة وبناء الدولة المدنية الحديثة.


وكان صباح أمس قد شهد مسيرة شبابية انطلقت هي الأخرى من ساحة الحرية وطالب من خلالها المتظاهرون بمحاكمة مرتكبي محرقة ساحة الحرية، منددين بذات الوقت بالقصف المدفعي الذي مارسته قوات النظام تجاه أبناء المحافظة,
وكانت مصادر صحفية في هذا السياق قد تناقلت أن قوات الحرس والأمن المركزي اعترضت المسيرة وقامت بالاعتداء عليها حسب الوسائل الإعلامية.
وخلت مدينة تعز يوم أمس من أي انتشار للمسلحين القبليين الموالين للثورة وسط أمل للمواطنين بإعادة الهدوء إلى المحافظة وخاصة مع قرب شهر رمضان المبارك لهذا العام والذي تكتنفه العديد من الأزمات الاقتصادية وانعدام في المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء، إضافة إلى حرمان معظم أحياء المدنية من مشروع المياه منذ عدة أشهر,