أول زعيم عربي في قفص الاتهام منذ بدء الربيع العربي..

الرئيس المصري المخلوع أمام المحكمة على سرير متحرك يواجه عقوبة الإعدام شنقاً... والمصريين يرون في مرض مبارك حيلة لكسب التعاطف و أن الجيش قد يستغلها لتفادي إحضاره ليمثل شخصيا أمام المحكمة

2011-08-04 18:26:35 أخبار اليوم/ خاص


  • المحامين يطالبون برفض ضم قضية حبيب العادلي إلى قضية الرئيس السابق
  • المحكمة قررت تأجيل النظر في قضية مبارك ونجليه علاء وجمال إلى 15 أغسطس الحالي
  • مكي يفجر مفاجأة بقاعة المحكمة بأن الرئيس حسني مات، وأن الشخص الموجود في قفص الاتهام هو شبيه له

استحوذ مشهد محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك الأربعاء الفائت على اهتمام المصريين والعرب، فبعد أن كان زعيماً للعالم العربي لثلاثة عقود بات الآن أول رئيس يحاكم منذ بدء الانتفاضات التي عرفت إعلامياً باسم الربيع العربي ودخل إلى قفص الاتهام على سرير طبي متحرك لحضور الجلسة الأولى في محاكمته.
وفي ذات السياق شهدت قاعة محكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أعاد المحامي حامد سيد مكي التأكيد على أن مبارك مات، وأن الشخص الموجود في قفص الاتهام هو شبيه له.
 ودعا مكي إلى التحقق من الحمض النووي لكل من جمال وعلاء مبارك ومطابقته مع الرئيس السابق.
واستمعت المحكمة في البداية إلى هيئة الدفاع عن المتهمين، وكانت أبرز مطالب المحامين رفض ضم قضية وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي إلى قضية الرئيس السابق.
من جانبهم طالب محامو الدفاع عن المتهمين بوقت كاف للاطلاع على أوراق قضية العادلي، كما طالبوا بمناقشة شهود النفي والإثبات داخل قاعة المحكمة. وقالوا إنهم يطلبون شهادة مجموعة من الضباط في وزارة الداخلية عن أحداث ثورة 25 يناير.
وعقب الاستراحة، وفي الجزء الثاني من الجلسة، طالب محامو الدفاع عن المدعين بالحق المدني باستدعاء رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الفريق محمد حسين طنطاوي، ونائب الرئيس الأسبق عمر سليمان، للإدلاء بشهادتيهما عن وقائع قتل المتظاهرين.
واشتكى المحامون لرئيس المحكمة من منع أعداد كبيرة من أسر الضحايا ومحاميهم من الحاصلين على تصاريح من دخول قاعة المحكمة.
وقررت المحكمة تأجيل النظر في قضية مبارك ونجليه علاء وجمال إلى 15 أغسطس/آب الحالي.
وفي هذا الإطار كان مبارك ووالداه: جمال الذي كان ينظر إليه في إحدى المراحل بوصفه الرئيس المقبل،وعلاء الذي كانت له مصالح تجارية وإلى جانبهما وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومسؤولين آخرين بداخل قفص الاتهام.. تبادل مبارك الحديث مع ابنيه داخل القفص وكان يرفع رأسه من وقت لآخر ليتابع وقائع الجلسة، ويرى كثير من المصريين أن مرضه حيلة لكسب التعاطف واعتقدوا أن الجيش قد يستغلها لتفادي إحضاره ليمثل شخصياً أمام المحكمة.
وفي ذات السياق تجمع العديد من المواطنين المصريين أمام قاعة المحاكمة ليشاهدوا عبر شاشة كبيرة الرئيس السابق الذي تجاوز الثمانين من عمره راقداً على سرير طبي وهو ينفي التهم المنسوبة إليه بقتل متظاهرين في الاحتجاجات التي أطاحت به، كما تكدس المصريون في المقاهي وفي أي مكان به جهاز تلفزيون لمتابعة المحاكمة.
وأوضحت العديد من التقارير أنه إذا أدين مبارك فقد يواجه عقوبة الإعدام شنقاً، غير أن قلة تتوقع هذه النتيجة على الرغم من رغبة بعض المحتجين في هذا، وهو أول زعيم عربي يحاكم منذ بدء الانتفاضات التي أطاحت أيضا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي فر إلى السعودية وتمت محاكمته غيابياً.
وعلى الصعيد ذاته كان مؤيدون ومعارضون لمبارك قد اشتبكوا خارج قاعة المحكمة وتبادل البعض من المجموعتين التراشق بالحجارة وتدخل المئات من أفراد الشرطة لفض الاشتباكات ورددت مجموعة صغيرة من الرجال والنساء والأطفال مؤيدة لمبارك هتافات تدعو الرئيس السابق إلى أن يرفع رأسه عالياً.
وفي السياق نفسه فقد انقسم الشارع المصري والعربي إلى نصفين نصف متعاطف مع الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ونصف يرى أن محاكمته هي جزء من أهداف الثورة المصرية.
من جهته قال خالد حسن (41 عاما) من المتعاطفين مع مبارك وهو سباك "أنا حزين حزين فعلا، في النهاية هو رجل كبير في السن يجب أن تكون هناك رحمة لكن لا يهمني ابنيه ويمكنهم أن يفعلوا بهما ما يريدون".
ووجد مبارك متعاطفين أيضا في المنطقة العربية، وقالت سارة العبار في مدينة جدة السعودية "لا تعجبني فكرة محاكمته، صحيح أنه ارتكب بعض الأخطاء لكنه أيضا أعطى لمصر الكثير إنه رمز للبلاد".
وقال أحمد عامر (30 عاما) وهو موظف "لا أصدق أن أرى رئيساً يحاكم لم أتخيل هذا قط، أشعر أن غدا سيكون أفضل وأن الرئيس القادم يعلم ماذا قد يحدث له إذا انقلب على شعبه".
من جانبه قال محمد نجيب (32 عاما) من مؤيدين محاكمة مبارك "لماذا كان على سرير طبي هل هو عاجز، هذا لعب بمشاعر الناس حتى نبدأ البكاء على رجل عجوز".

وينحي المصريون باللائمة على مبارك في سياسات اقتصادية يقولون إنها زادت الأغنياء ثراء بينما كافح كثيرون من أبناء مصر البالغ عددهم ثمانين مليون نسمة لإطعام أسرهم، كما غضبوا من قمعه لأي معارضة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد