هتف مئات الآلاف من المصليين عقب صلاة جمعة الأمس بساحة الحرية بمحافظة تعز " أرفع صوتك عالي عالي,, نريد مجلس وطني انتقالي وهتاف آخر: سلميتنا حتى النصر ,, حتى يسقط من في القصر , في إشارة من جموع المصلين إلى سلمية الثورة الشبابية الشعبية وبما يتناسق مع تسمية جمعة الأمس " سلمية حتى النصر " أول جمعة رمضان .
وأثنى خطيب الجمعة الأستاذ مهيوب الشرعبي على إصرار اليمنيين وصبرهم في تحمل ما يفرضه بقايا النظام من مسلسل العقوبات الجماعية الذي شمل كافة مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية , من أجل تحقيق الدولة المدنية المنشودة التي تحقق المواطنة المتساوية والعدالة والحرية، منوها إلى أن رمضان زاد للثوار ونصر للمظلومين وهو شهر التصعيد الإيجابي في طريق الحسم الثوري، مخاطباً دول الجوار" لن ننتظر منكم نصرة أو موقفاً مهما عانينا من أزمات".
وأشاد الخطيب بالموقف الشعبي لعامة اليمنيين في مساندتهم للثورة والوقوف إلى جانب الشباب رغم الحصار الذي فرضه بقايا النظام عليهم والمتمثل بغياب المشتقات النفطية ومحاصرتهم بالقرى والأرياف بسبب انعدامها ليبقى الشوق إلى ساحة الحرية هو أمنية من تقطعت بهم السبل بسبب ظروفهم المادية .
وخاطب الفئة الصامتة من مكونات المجتمع المدني بأن صمتهم يطيل عمر الظالمين ويشجعهم على ممارسة مزيداً من أعمال القتل والدمار في حق اليمنيين , داعياً شباب الثورة في ذات الوقت إلى مزيد من التصعيد الثوري كونه الطريق إلى الحرية وتحقيق كافة أهداف الثورة اليمنية المباركة، مضيفا: منذ بداية الثورة وحتى اليوم لم يمل الثوار في ساحات الجمهورية ولم ييأسوا رغم أصوات الدبابات وقذائف الهاون ليكن الملل من نصيب تلك الدبابات والمدافع وتبقى إرادة الشباب أقوى من هذه الآلات وإن النصر لآت بإذن الله .
وفي سياق متصل أقام شباب الثورة " حسم " مساء أمس مائدة إفطار جماعي في شارع جمال، إضافة إلى تأدية صلاة المغرب في ذات المكان قبل التحرك في مسيرة حاشدة إلى ساحة الحرية كنوع من التصعيد الذي دعا إليه الشباب في الساحة وعقب وصولهم أدى الجميع صلاة التراويح وسط حضور نسوي وجماهيري كبير .
إلى ذلك شهدت تعز مساء أمس الأول مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت بعد صلاة التراويح من ساحة الحرية وجابت عدة شوارع في المدينة وندد من خلالها المتظاهرون بالأعمال القمعية التي تمارسها قوات الحرس الجمهوري على المواطنين بتعز وأرحب وأبين , منتقدين بذات الوقت ما تحاول القوى التابعة للنظام من إشاعتها عن جود عناصر للقاعدة وسط ساحات الحرية وميادين التغيير في عموم المحافظات .
وطالبت المسيرة بسرعة الحسم الثوري والوقوف إلى جانب المجلس الانتقالي حتى يتسنى له القيام بمهامه المنوط بها .
على صعيد آخر تعيش محافظة تعز وخاصة بعد الثاني من رمضان حالة هدوء أشبه بهدنة غير معلنة؛ حيث لوحظ اختفاء المظاهر المسلحة من الشوارع، كما بدأت الحياة تدب في المدينة بشكل طبيعي، الأمر الذي لاقي ارتياحاً لدى المواطنين.
