أحيا تكتل الثورة اليمنية بمصر مساء أمس الأول الخميس يوماً جماهيرياً حاشداً لنصرة الثورة اليمنية وبعنوان "اليمن.. الطريق إلى الحرية" والذي كان يوماً نوعياً بالحضور والزمان والمكان ومثل تظاهرة يمنية كبرى بامتياز.
حيث بدأت الفعاليات بوقفة احتجاجية أمام السفارة اليمنية في القاهرة تلتها مسيرة حاشدة إلى قاعة الحفل الخطابي والفني..
وفي الوقفة تحدث كل من النواب سلطان السامعي وشوقي القاضي وعبدالرزاق الهجري، حيث أشادوا بالثوار وبينوا ضرورة قيام الثورة وأسبابها. فيما ألقى الأستاذ/ عبد الغني الحاوري رئيس لجنة الاتصال الجماهيري في التكتل كلمة عن التكتل رحب فيها بالحاضرين جميعاً وخصوصاً من قدموا من محافظات أسيوط والمنوفية والمنصورة والإسكندرية وأكد على أن ثورة الشباب في طريقها إلى تحقيق النصر بإذن الله، وأن السلمية والصبر هما الطريقان إلى ذلك.
وكان الحفل الخطابي الذي بدأ بتلاوة عطرة للقرآن الكريم وأختتم بالنشيد الوطني قد شهد زخماً خطابياً مهولاً حيث حضر كل من الأستاذ عبدالرقيب منصور رئيس التكتل وهاني المغلس نائب رئيس التكتل والدكتور محمد الكمالي رئيس لجنة الحقوق والحريات.
وأوضح القياديون في التكتل أن الثورة الشعبية السلمية والحراك السلمي لم ينشأ من فراغ وإنما كان لهما دوافع ومقدمات حتمت اندلاعهما، ثم استعرضوا نشاطات التكتل خلال الفترة السابقة، حيث دعا وشارك في العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام جامعة الدول العربية و مركز إعلام الأمم المتحدة و سفارة بلادنا في القاهرة،و عمل على إيصال صوت الثورة إعلامياً إلى كثير من المحافل المصرية العربية الدولية, و تبنى القضايا الحقوقية و الإنسانية لتعرية الجرائم البشعة التي يرتكبها نظام صالح المتهالك.كما رفع دعوى قضائية مستعجلة على القنوات اليمنية في النايل سات لتحريضها على قتل الأبرياء والإخلال بميثاق الشرف الإعلامي، كما أشاروا إلى إخفاق مشروع الدولة في اليمن، مما أستدعى أمام هذا الجيل الشروع في مشروع إنقاذ وطني عبر الثورة.
وكان الدكتور سيف الدين عبدالفتاح عضو مجلس أمناء الثورة المصرية قد حيا نضال الشعب اليمني وتمنى أن يعود سعيداً كما وصف اليمن قديماً باليمن السعيد رغم أنف المستبد والفاسدين.
فيما قال الدكتور عبدالحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية المعارضين للثورة اليمنية وقال "إن كانت الرياض عاصمة النفط في الخليج فإن صنعاء عاصمة الثورة في الخليج" وانتقد بشدة الموقف الذي صدر من ممثلة مصر لدى الأمم المتحدة في كلمتها أمام اجتماع الأمم المتحدة حيث جاءت مخيبة للآمال ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن الموقف الشعبي المصري الذي يدعم ويناصر بقوة الثورات العربية بشكل عام واليمنية على وجه الخصوص وطالب بعزلها من منصبها وقال : إذا كانت مصر لا تدعم الثورة اليمنية فليست هي مصر.
وتعهد القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف السابق بالسير على خطى الثوار والمحافظة على أهدافهم ومبادئهم وإعادة ثورتي سبتمبر وأكتوبر للشعب، كما ذكر بأن الثوار قد قضوا على مشاريع التوريث والتمديد وهم في طريقهم إلى استئصال الفساد بكل مكوناته، كما انتقد موقف العلماء في فتواهم الأخيرة، قائلاً: ينبغي على الثوار أن لا يعطوا الفتوى أكثر من حجمها.
فيما هنأت الناشطة الثورية إسراء عبدالفتاح توكل كرمان بفوزها بالجائزة واعتبرتها فوزاً لكل العربيات كما حيت الثوار في كل الساحات والميادين وتمنت للثورة اليمنية النجاح.
وكان محمد علي أبو لحوم عضو المجلس الوطني قد قال "إنه على ثقة أن الثورة ستحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يرتضيه الجنوبيون" وطالب الفئة الصامتة أن يحددوا موقفهم وينضموا إلى الثورة الشبابية الشعبية ولا يقفوا هذا الموقف السلبي بعد أن تجلت الحقائق وعرف زيف النظام وفساده، كما حيا الحراك الجنوبي السلمي الذي أطلق شرارة الثورة وكان له السبق في هذه الثورة، كما قال أن الثورة اليمنية لن تقصي المؤتمر الشعبي العام كما حصل في مصر.
وتناول النائب علي عشال أوجه الشبه بين ثورة أكتوبر والثورة الحالية حيث إن ثورة أكتوبر لم تكن ثورة نخبة بل ثورة عامة الشعب كما هي ثورة اليوم فقد شارك فيها العمال والمعلمون والنقابيون والأطباء وجميع شرائح المجتمع.
أما كلمة الأستاذ الدكتور محمد الظاهري عضو اللجنة التنظيمية للجنة الشبابية الشعبية والمتواجد في القاهرة للعلاج بعد أن أصيب في إحدى المظاهرات السلمية في صنعاء فقد ألهبت حماس الحاضرين جميعاً لما تحمله من دلالات بالغة ومعانٍ كبيرة كونه الشاهد الحي على كل ما يجري وهو القادم من ساحات التغيير وميادين الحرية، وقد أطلق عليه لقب أمير الجرحى والمصابين.
كما لقيت كلمة الشباب التي ألقاها الدكتور وسيم القرشي المتحدث الرسمي باسم اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية قبولاً كبيراً في أوساط الحاضرين، حيث أكد فيها على الدور الكبير الذي يلعبه الشباب في كل سحات الجمهورية فهم نصف الحاضر وكل المستقبل والشباب هم من يعلق اليمن عليهم كل الآمال في استرداد الحق المسلوب من النظام العائلي.
وألقت الدكتورة ريم محمد قاسم قصيدتين شعريتين بعنوان "أنا المعتصم" و "فتوى بقرار جمهوري نالتا الاستحسان.
وكانت الثائرة الدكتورة هناء راشد أخت أحد شهداء ساحة الحرية بتعز قد ألقت كلمة أوضحت فيها دور المرأة في الثورة وقدرتها على إزالة المعوقات التي تقف في طريقها والتي لم تزدها إلا إصراراً لتمثيل أجمل أدوار البطولة وطنياً وعالمياً في إشارة لنيل توكل كرمان جائزة نوبل.
وتم عقب ذلك عرض فيلم وثائقي عن دور المرأة اليمنية والتي كان لها حضور لافت في الثورة الشعبية، كما تضمن العرض دورها في نهضة اليمن والإشارة إلى دور حرائر تعز في إيقاد شعلة الثورة في قلوب الثوار.
ورفع الحاضرون في الختام رسالة تضامنية مع المناضل الثائر حسن أحمد باعوم.
تخلل الحفل الخطابي مقطوعات فنية للمنشد المتألق عبدالقادر قوزع والمنشدين الرائعين نبيل سهيل وحمزة عبيد نالت إعجاب الحاضرين.
 أدار الحفل المهيب بمهنية واقتدار الدكتور صلاح الشوكي الناطق الرسمي باسم التكتل .
حضر الحف حشد جماهيري كبير من الجانبين اليمني والمصري تقدهم محمد الشدادي نائب رئيس مجلس النواب، والنواب علي المعمري وعلي عشال وعبدالرحمن بافضل وسلطان السامعي والسياسي علي الصراري والحقوقي محمد ناجي علاو وإبراهيم الجهمي رئيس الجالية اليمنية بمصر.