1. أوباما: الاتفاق يقدم للشعب اليمني خطوة هامة هي أقرب إلى تحقيق تطلعاتهم لبداية يمن جديد
2. هيج:على جميع القوى السياسية باليمن اغتنام الفرصة والامتثال الكامل لقرار مجلس الأمن
3. آشتون تشدد على ضرورة التأسيس لمصالحة يمنية شاملة
4. كي مون: الرئيس صالح أبلغني أنه سيسلم السلطة كاملة وسيذهب لنيويورك لتلقي العلاج

وقع الرئيس/ على عبد الله صالح مساء أمس الأربعاء على "المبادرة الخليجية" بحضور العاهل السعودي الملك/عبدالله بن عبد العزيز آل سعود،كما وقعت جميع الأطراف السياسية حكومة ومعارضة على الآلية التنفيذية للمبادرة المتفق عليها التي يؤمل أن تضمن انتقالاً سلساً للسلطة في اليمن.
وبهذا التوقيع يكون الرئيس صالح قد أنهى ثلاثة عقود من حكمه لليمن، حيث كان صالح قد أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بأنه سيغادر لاستكمال علاجه في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، حيث يتوقع أن تكون هذه المغادرة لصالح مغادرة سياسية، وليس فقط لاستكمال العلاج.
وقبل بدء مراسم التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأوضاع في اليمن وآليتها التنفيذية التي تمت في العاصمة السعودية الرياض مساء أمس ألقى العاهل السعودي كلمة قال فيها: نرحب بكم في وطنكم المملكة العربية السعودية التي وفقها الرب ـ جل جلاله ـ مع إخوتها في اليمن الشقيق ومع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي أن نحتفي اليوم بما وفقكم الله إليه من تحكيم العقل, ونبذ الفرقة, وجمع الكلمة, فقد زكى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بلادكم ووصفها بالإيمان والحكمة .
وأضاف: اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخكم, تحتاج منكم اليقظة, وإدراك المصالح, وتحديد الأهداف،فالحرية بكل أشكالها لا يمكن لها أن تستقيم دون المسؤولية، فإن اختلفنا, فإن النتيجة لذلك هي الفوضى في متاهات لا يعلمها غير الحق جل جلاله ولا يكون ذلك إلا بالثبات على قوله الكريم: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)ولا يدفعكم الماضي إلى متاهات الظلام, وتذكروا قوله تعالى :(عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام).
مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية ستبقى كما كانت في الماضي,عوناً لليمن بعد الله, داعياً الجميع إلى مواجهة التحديات القادمة بحكمة وصدق وشفافية,متحلين بالصبر والعمل,مؤكدا أنه بدون ذلك لا مجال لتحقيق آمال وطموحات وأهداف الشعب النبيلة.
وختم العاهل السعودي كلمته بالقول: أقول قولي هذا, وأدعوكم للتمسك بقول الحق:(وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا).
إلى ذلك رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوقيع الحكومة والمعارضة اليمنية على المبادرة وآليتها التنفيذية ..جاء في بيان صادر للرئيس أوباما – نقله موقع البيت الأبيض حيث قال: إنني أرحب بما قامت به اليوم-أمس- الحكومة والمعارضة اليمنية من توقيع اتفاق سياسي توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون 14 يوماً وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في غضون 90 يوماً.
وأضاف: ترحب الولايات المتحدة على وجه الخصوص بقرار الرئيس/علي عبد الله صالح نقل السلطات التنفيذية على الفور إلى نائبه وفقاً للاتفاق وهذا يمثل خطوة هامة إلى الأمام بالنسبة للشعب اليمني، الذين يستحقون هذه الفرصة لتحديد مستقبلهم.
وتابع: بشجاعة وثبات عبر الشعب اليمني لمدة عشرة أشهر عن مطالبهم في أرجاء اليمن من أجل التغيير وفي مواجهة العنف والمعاناة الشديدة.
واعتبر الرئيس أوباما هذا الاتفاق يقدم للشعب اليمني خطوة هامة هي أقرب إلى تحقيق تطلعاتهم لبداية جديدة في اليمن.


وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تحث جميع الأطراف على التحرك الفوري لتنفيذ بنود الاتفاق،بما سيسمح لليمن البدء في معالجة مجموعة من التحديات الهائلة ورسم مسار أكثر أماناً وازدهاراً للمستقبل.
وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل وقوفها إلى جانب الشعب اليمني، وهم يشرعون في هذا التحول التاريخي.. مضيفاً: كما أننا نقدر أهمية العمل الذي قام به شركاؤنا في دول مجلس التعاون الخليجي في دعم هذه خطوة إلى الأمام.
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "إن توقيع الرئيس (اليمني) علي عبد الله صالح أمس على المبادرة الخليجية، التي تلزمه بنقل السلطة في غضون 90 يوماً والتنحي عن منصبه بعدها، يأتي بعد أشهر من تدهور الوضع في اليمن وسيعطي الأمل للشعب اليمني بأن التغيير في بلاده ممكن".
ودعا وليام هيغ الرئيس صالح إلى العمل على التزامه وتنفيذ الاتفاق بشكل كامل.. كما دعا جميع القادة والقوى السياسية في اليمن إلى الالتزام بانتقال سياسي سلمي ومنظم، كما حث أنصار الرئيس صالح والمعارضة على اغتنام الفرصة والامتثال الكامل لقرار مجلس الأمن 2014، مبيناً اعتزام حكومته بمتابعة التقدم في تنفيذ هذا الاتفاق مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة".
وتابع هيغ قوله: إن الشعب اليمني عانى لفترة طويلة جداً، والحكومة البريطانية ملتزمة بمساعدته على مواجهة العديد من التحديات التي ينطوي عليها هذا التحول.. مثنياً على الجهود التي بذلها مجلس التعاون لدول الخليج العربي للوصول إلى اتفاق يفضي إلى نقل السلطة في اليمن بشكل سلمي. 
وعلى صعيد متصل رحبت مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي السيدة كاثرين اشتون في بيان لها أمس بتوقيع الاتفاق في الرياض الهادف لعملية انتقال سياسي في اليمن، معتبرة الاتفاق بأنه بداية بالغة الأهمية.
ودعت اشتون كل المجموعات السياسية إلى دعم تطبيق الاتفاق بحسن نية,مشددة على ضرورة أن يتم التأسيس لمصالحة تشمل جميع اليمنيين وتفتح الطريق لعملية انتقالية ديمقراطية سلمية.
وفي هذا السياق قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أخبره عن عزمه الذهاب إلى نيويورك للعلاج.
وقال كي مون: "إذا أتى صالح إلى نيويورك، فسأكون سعيداً أن التقي به"،مضيفاً بأن صالح طلب منه أن تعمل الأمم المتحدة على تقديم "الدعم اللازم" بعد التوقيع على الاتفاق.
وقال كي مون: "قلت له إن الأمم المتحدة لن تدخر جهداً.. وسأبذل قصارى جهدي من أجل حشد الموارد اللازمة والدعم حتى يمكن استعادة السلام والاستقرار والنظام الديمقراطي في اليمن, لقد أخبرني بوضوح انه سيسلم كل السلطة".
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة إنه يأمل بأن تكون الأمم المتحدة قادرة على "أن تكون موجودة ومواصلة الرصد والمساعدة في التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق".
ومن المتوقع أن يقدم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين المقبل عن مهمته في اليمن.