ما تزال بقايا النظام في تعز تمارس العديد من الانتهاكات تجاه المواطنين وذلك من عدة معسكرات بالمدينة، بالإضافة إلى معسكر آخر تم استحداثه بالتزامن مع توقيع المبادرة الخليجية في منطقة حبيل سلمان ويطل على الجامعة الجديدة وحي الحصب ومناطق أخرى متفرقة في المدينة .
وأشارت مصادر محلية إلى أنه وبعد فجر يوم أمس تم نشر جنود من اللواء 22 بجبل " سوفتيل" شمالاً وعبدالمغني النجدي وجنوباً حارة التويتي، كحزام قمعي للمدخل الشرقي لمدينة تعز مقابل حزام قمعي بمدرعات للواء (33) وآخر للمدخل الغربي لجبل سلمان وشاليهات أمين شهاب فوق نقطة وادي الضباب وموقع الدفاع الجوي شرق المطار القديم.
وأضافت المصادر أن جريحين وصلا إلى مستشفى الروضة صباح أمس هما "ماجد محمد عبد الرحمن - صاحب مطعم في جولة سنان - وبدر الدين عبده محمد حزام - عامل في المطعم في المنطقة نفسها, وحسب شهود عيان فإن إصابتهما تأتي بعد قيام قوات اللواء 33 المتمركزة بجبل جرة بقصف عدة أحياء بمحافظة تعز بما فيها ساحة المسبح وعصيفرة ووادي القاضي وأطراف حي الروضة، مشيرين إلى أن القصف عند الساعة الثالثة من فجر أمس.
بدوره باشر المعسكر المستحدث في حبيل سلمان بإطلاق نار متقطع على حي الحصب وأحياء مجاورة ولم يبلغ عن وقوع أي إصابات .
وفي سياق آخر قامت قوات تابعة للواء 33 مدرع أمس الأول بإطلاق النار المباشر على مستشفى الكرامة بير باشا الكائن في أحد مداخل مدينة تعز وقامت هذه القوة بعد ذلك باجتياحه وتفتيش المبنى، مما أثار الخوف والرعب لدى رواد المستشفى وخاصة النساء المتواجدات في قسم الرقود .
إلى ذلك وفي أول جمعة بعد توقيع الرئيس صالح المبادرة شهدت محافظة تعز ظهر أمس حشوداً ضخمة أدت صلاة جمعة " ثورتنا مستمرة " حتى تحقيق كافة أهدافها في ساحة الحرية بتعز وبدأت هذه الجموع بالتوافد منذ الصباح الباكر وقدر عددها بأكثر من مليون مصل من أحرار وحرائر المحافظة .
وكان عشرات الآلاف قد أدوا الصلاة ذاتها في 17 ساحة مماثلة ومنتشرة في معظم مديريات المحافظة .
وعقب صلاة الجمعة وخطبتها والصلاة على جثامين شهيدين أحدهما سقط في تعز والآخر في صنعاء - ردد المصلون العديد من الشعارات المعبرة عن مطلبهم وبعدها انطلقت جموع المصلين بمسيرة حاشدة للتعبير عن رفضها لما سمي بالمبادرة الخليجية، مؤكدة استمرار الاعتصامات والتصعيد الثوري حتى تحقيق كافة أهداف الثورة اليمنية.
وقال خطيب جمعة الأمس إن التصعيد الثوري هو الأساس وإن كل شيء سوى التصعيد مشكوك به , معتبراً أن التصعيد هو أقل الواجب وفاءً للدماء الشهداء والجرحى.. مردفاً: وليعلم المجرمون والقتلة أنهم لن يفلتوا من العقاب , منوهاً بأن تسمية هده الجمعة بجمعة ثورتنا مستمرة تأتي مع بداية عام هجري جديد وأن ثورات الربيع العربي تتناغم مع مقاصد الهجرة النبوية الشريفة في التغيير والتحول.
وتطرق إلى توقيع المبادرة الخليجية التي قال إنها تأتي استجابة لقرار مجلس الأمن والتي يرفضها الشعب أعطت ضمانات سياسية وفي الحقوق العامة، أما القضايا الخاصة والحقوق الجنائية لا يستطيع أي كان أن يعطي ضمانات لأنها مخالفة للقوانين الدولية والشرائع السماوية.
وتابع: قائلاً "مثل هذه الضمانات أعطيت لزعماء أكثر في أمريكا اللاتينية، لكنها لم تغنهم من أمرهم شيئاً وسيقوا إلى المحاكم وعدد نهاية النظام الحاكم والتي قال أنها أربع نهايات النهاية الأولى في جمعة الكرامة والتي تمثلت في استقالة العسكريين والمدنيين والوزراء والنواب ووقوفهم مع هذه الثورة، أما النهاية الثانية فهي حادثة جامع النهدين وهي أمنية بامتياز، النهاية الثالثة هي توقيع المبادرة الخليجية وهي نهاية قانونية وسياسية، أما النهاية الرابعة وهي نهاية مادية وهي الرحيل الكامل لكل أركان هذا النظام وهي نهاية ستتحقق باستمرار ثورتنا، داعياً الشباب إلى التنبه إلى دسائس بقايا النظام الذي يحاول شق الصف في الوسط الثوري بعد أن يأس أن يحكم أرض اليمن .
وكانت محافظة تعز قد شهدت صباح أمس الأول تظاهرة حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من أبناء المحافظة للمطالبة بعدم منح نظام صالح أي ضمانات وللاحتفال بالنصر الكبير الذي حققه شباب الثورة والمتمثل بإجبارهم الرئيس/ على عبدالله صالح على التوقيع على المبادرة التي يرفضونها جملة وتفصيلاً..
وعبر الكثير من شباب الثورة في هذه المسيرة عن فرحتهم الغامرة بتحقيق أول أهداف الثورة وتعهدوا بمواصلة التظاهر والاعتصام في الساحة حتى تحقق بقية أهداف الثورة التي خرجوا من أجلها .
وأكد الشباب على مطلبهم المتمثل بعدم منح نظام صالح أي ضمانات، مطالبين بمحاكمته وتحويل ملفه إلى الجنيات الدولية، كما نددوا بمواقف أحزاب المشترك لقبولها هذه المبادرة التي تعطي ضمانات لقتلة وسفاحين - حسب هتافاهم.
وكانت عدة مديريات بالمحافظة قد شهدت احتفالا بالمناسبة وحسب العديد من أبناء هذه المديريات فإن عدة قرى وعزل متفرقة بالمحافظة أطلقت الأعيرة والألعاب النارية وأشعلوا النيران في الإطارات على أسطح المنازل ابتهاجاً بسقوط الرئيس/ علي عبدالله صالح وتحقيق أول أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية.
من جانب آخر تواصل المؤسسة العامة للكهرباء ولليوم الخامس على التوالي فرض عقابها الجماعي على منطقة عصيفرة بحرمانها من التيار الكهربائي .. ويتحجج القائمون على المؤسسة بعدة حجج تارة بالمديونية وتارة بخلل فني وأخرى بمشاكل في المنطقة.