اعتبر أستاذ العلوم بجامعة صنعاء الدكتور/ عادل الشرجبي أن مسيرة الحياة ـ التي تصل اليوم صنعاء قادمة من تعز مشياً على الأقدام ـ بأنها بعثت الروح في الثورة، وأكدت أن قطار الثورة لا يزال ماشياً في المسار الثوري وأن المفاوضات واتفاقية الخليج ليست سوى مساراً واحداً من المسارات الثورية وليست الطريق الوحيد للوحدة..
وأضاف الدكتور/ عادل الشرجبي في تصريح لـ"أخبار اليوم" بأنه في حال كانت المبادرة الخليجية سوف تسقط النظام، فإن أهداف الثورة لازالت بحاجة إلى زخم من أجل تحقيقها، الأمر الذي يتطلب مشاركة فاعلة للشباب والقوى الثورية في الساحات، مشيراً إلى أن مسيرة الحياة دليل على عزم وإصرار ثوار الساحات والشباب بأنهم لا يستهدفون فقط إسقاط النظام، كون نظام صالح يمكن أن يسقط بالاتفاقية أو بالفعل الثوري أو في غير ذلك، مستدركاً بأن بناء الدولة يحتاج إلى جهود من الشباب والمواطنين اليمنيين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم الاجتماعية ومستوياتهم الثقافية
وأشار الشرجبي إلى أن أهم دلالات على مسيرة الحياة يمكن في أن الحشد المهيب فيها يدفع القوى الثورة من أجل الاستمرار في ثورتهم حتى بناء الدولة المدينة الحديثة، حيث تؤكد أن الروح الثورية لازالت في أوجها.
وحول بيان حزب المؤتمر الشعبي العام بشأن مسيرة الحياة والتي هاجمها ولوح بالتراجع عن تنفيذ المبادرة الخليجية.. وصفه الشرجبي ببيان مرتبك ويبدو كأنه صادر عن غريق، حيث بدا الشعبي العام وهو لا يدري كيف يتصرف مع مسيرة الحياة، سيما أنها تمر بمناطق ريفية كلها، مشيراً إلى أن الاعتداء على المسيرة سيكون مفوضحاً ومعروفاً للجميع.
وأشارت إلى ارتباك أحزاب المؤتمر، حيث كان الحزب يتحدث عن تسيير مسيرة مضادة تنطلق من صنعاء إلى تعز، غير أن الحزب الحاكم لم يعد يدري ما هي الإجراءات التي يمكن أن يتبعها بشأن مسيرة مثل "الحياة".
إذ كان يدعي أحياناً بأن أفراد من داخل المسيرات السابقة نفسها من اعتدوا عليها وأن هناك دخلاء فيها، لكن في المناطق الريفية، الأمر مشهود بأبناء القبائل والقرى المحيطة في الطريق، حيث سيكون الأمر صعباً ومفضوحاً وسيتضح أن من اعتدى عليها هو الحاكم.
ولفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء إلى أن بيان الحاكم احتوى على ما يثير الضحك، حيث قال إن مسيرة المشترك القادمة من تعزـ كما يسميها ـ سوف تقدم بالاعتداء على المعسكرات وقال الشرجبي: هذا أمر يذكرني بمسرحية سمير غانم عندما جاء ابنه يشتكي إليه: "ضرني بوشه على أيدي"، معتبراً ذلك كلاماً سخيفاً يدل على أن النظام وبطانته وإعلاميه وناشطيه الحزبيين لا يجيدون اللعبة السياسية وإنما اعتمدوا فقط خلال أكثر من 30 سنة على منطق القوة من إدارة البلد وعلى المغالطات والكذب المفضوح.
وجزم الدكتور الشرجبي بأن الحزب الحاكم مرتبك هذه الأيام وصفوفه مفككة وليس لديه أجندة واضحة ولا يعرف كيف يتصرف أمام المستجدات السياسية ففاجأته هذه الثورة بأنها تبتكر كل يوم أسلوباً جديداً في النضال الثوري، الأمر الذي لم يكن الحاكم مستعداً لمجابهة مثل هذه الأساليب المبتكرة والجديدة، كونه متعود على تزيف الانتخابات، لكن الأفعال الثورية لا يمكن تزييفها، وقال: حاول ا لحاكم أن يزيفها بمسيرات ولكنها أنطفأت ولم يبق إلا الثوار في الساحات وفي رحالهم الإبداعية التي كل فعل فيها يشبه القصيدة، المعروفة السيمفونية، وأضاف: أنا لأول مرة أجد نفسي أبكي لفعل سياسي، حينما رأيت والشباب يتحركون من تعز كأنهم ذاهبون إلى الحج وأنا قاعد في بيتي غير قادر على مواكبتهم لأداء فريضة الحج، هذا الشعور الذي انتابني من هذا الفعل الثوري المبدع الذي لم يسبق من تاريخ اليمن أن مارس اليمنيون مثله.
وأكد أن الأمر الذي لا شك فيه أن هذا الإبداع الثوري سوف يجعل الحزب الحاكم مرتبكاً وأركان النظام يوقنون ما لا يدع مجالاً للشك أنهم سوف يرحلون عن السلطة وسيحاسبون أيضاً، مشيراً إلى أن هذا الإصرار للشباب يدل عن أنهم ماضون بثورتهم إلى النهاية ولم يقفوا عند مستوى إسقاط النظام فحسب.