وطالب المتظاهرون حكومة الوفاق والمسؤولين فيها سرعة إلقاء القبض على القتلة والمجرمين الذين اعتدوا على مسيرة الحياة ومحاكمتهم أو تقديهم استقالتهم في حالة عدم قدرتهم على القيام بواجباتهم الوطنية.
وانتقد المتظاهرون وبشدة تصريحات السفير الأمريكي ووصفه للمسيرة بالغير سلمية، معتبرين أن تصريحاته تنم عن غباء السياسة الأميركية بطبيعة الشعب اليمني وثورته المعاصرة التي تعتبر أرقى ثورة في العالم لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
وأحتشد عصر أمس إلى ساحة الحرية الآلاف من المواطنين الغاضبين للتنديد بالتدخل السافر للسفير الأميركي كما علت أصوات مطالبة بطرده ووسط أجواء مشحونة بالاستهجان أقدم شباب ساحة الحرية على إحراق العلم الأميركي.
وفي ذات السياق وقف أعضاء مجلس النواب المستقلون من حزب المؤتمر وممثلو دوائر محافظة تعز أمام ما صرح به السفير الأميركي من أن مسيرة الحياة الراجلة التي انطلقت من تعز إلى صنعاء ليست سلمية..
وأمام هذا التصريحات أدان البرلمانيون وبشدة – في بيان صادر عنهم - ما جاء به السفير الأميركي من تصرفات وصفت بالغير مسئولة وكانت أحد الأسباب الرئيسية المشجعة للنظام بالاعتداء على المسيرة السلمية مما أدى إلى ارتكاب النظام لتلك المجزرة وهو مطمئن من عدم المساءلة كون التصريح الصادر من السفير عبارة عن ضوء أخضر له.
وأكد البرلمانيون أن مسيرة "الحياة" الراجلة التي قام بها أحرار وحرائر تعز وشاركهم كثير من أحرار وحرائر اليمن كانت مسيرة سلمية منطلقة من محافظة السلام " تعز " التي تعتمد الكلمة بدل الرصاص والقلم بدل الصاروخ والمدفع وقد شاهد العالم كله تلك المسيرة السلمية التي سطرت التاريخ بأقدام أبناء تعز وبصدور عارية وقلوب عامرة بالإيمان بالله وتعشق الحرية وما كان لرجل بحجم سفير أعظم دولة تدعي رعايتها للحريات ونكن لشعبها العظيم الاحترام والتقدير أن يقع بهذا السقوط المدوي، منتهكاً لحقوق الإنسان ومصادر للحريات ومحرضاً على ارتكاب من هذه المجازر.
وطالب النواب السفير الأميركي بالاعتذار لأبناء تعز بالخصوص وأبناء اليمن بالعموم عن ما بدر منه كما طالبوا بالتعويض المادي والمعنوي لما لحق بالشباب السلميين من قتل وجرح وإعاقات وأضرار نفسية ومعنوية.
وفي ختام البيان، أكد الأعضاء النواب عن رفضهم لأي ضمانات للقتلة والمجرمين مؤكدين مقاطعتهم جلسات المجلس احتجاجاً على الجريمة.
وكانت مدنية تعز قد شهدت صباح أمس أيضاً تظاهرة طلابية بمشاركة واسعة من طلبة المدارس وطالب المشاركون فيها بإقالة مدير التربية والتعليم بمحافظة تعز، متهمين إياه بالسماح بعسكرة المدارس والتسبب بمقتل العديد من زملائهم الطلاب وحرمانهم من الدراسة طيلة الفترة الماضية، ونفذ الطلاب وقفة احتجاج أمام مكتب التربية والتعليم كما هددوا بالتصعيد وتنفيذ اعتصام مفتوح أمام ديوان عام المحافظة في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.
إلى ذلك نقل موقع المصدر أون لاين عن مصدر في السفارة الأميركية بصنعاء أن سفارة واشنطن تحدثت قبل يوم من وصول مسيرة تعز (مسيرة الحياة) إلى صنعاء مع مسؤولين يمنيين رفيعي المستوى وحثتهم على ضبط النفس.
وأوضح المصدر أن «سفارة بلاده شجعت أيضاً المسؤولين اليمنيين على لقاء المحتجين والسماح لهم بالسير نحو ساحة التغيير», ويمكن قراءة تصريح المصدر في سفارة أميركا بصنعاء بأنه تراجع عن تصريحات السفير الأميركي، لكن على استحياء لن يقبله شباب الثورة السلمية.
