استنكروا حصار "دماج" وقصفها وتقاعس الدولة..

علماء اليمن يعتبرون الاعتداء على مسيرة الحياة نكثاً بالاتفاق ويحذرون الحوثي

2011-12-27 04:58:48 أخبار اليوم/ عبدالحافظ الصمدي


استنكر علماء اليمن ما يجري في منطقة دماج بمحافظة من حصار حوثي ظالم منذ شهرين واعتداء آثم من قبل مليشيات الحوثي بصعدة التي تواصل قصفها على المنطقة.
واعتبر العلماء - في مؤتمر صحفي عقدوه بصنعاء أمس- ما يحدث في دماج اعتداءً سافراً لا مبرر له، داعيين الوساطة القبلية بدماج إلى القيام بواجبها على النحو الأكمل وأن يرفعوا الظلم ويكاشفوا الظالم بظلمه دون تحفظ.
وفي المؤتمر حذر العلماء من تصاعد هذه الاعتداءات المعتَمِدة على النَّعَرات الطائفية والعصبيات الجاهلية، والتي من شأنها تأجيج العداوة والبغضاء وزرع بذور الفرقة والفتن بين أبناء الشعب، مستنكرين تقاعس أجهزة الدولة المعنية عن القيام بواجبها في صيانة الدماء وحماية الأعراض والممتلكات وردع المعتدي وفك الحصار وتقديم الإغاثة.
 وأبدى علماء اليمن استنكارهم الشديد للاعتداء الذي طال مسيرة الحياة التي قدمت من تعز إلى العاصمة صنعاء، مشياً على الأقدام، وذلك لدى اعتراضها من قبل قوات النظام ومسلحيه واعتبروا ذلك نكثاً باتفاق نقل السلطة الذي وقع بين القوى السياسية اليمنية في الرياض.
وطالبوا القوى السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية أن يوفوا بتنفيذها، مشيرين إلى ضرورة الوفاء بالعهود.
وأكد العلماء أن التغيير أصبح ضرورة لجميع الشعوب، مشيرين إلى التغيير حين يكون وفق ما يريده عدو الأمتين العربية والإسلامية لن يكون إلا إلى الأسوأ، وأكدوا في ذات السياق أن التغيير الصحيح هو منهج ومسيرة وفقاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وحول سؤال "أخبار اليوم" عن موقف العلماء عما يحدث في دماج أوضحوا بأنهم مع حقن الدماء بين الطرفين من أبناء دماج والحوثيين ومن ركب رأسه - حسب تعبيرهم- فإنهم يتبرأون منه.
وفي سياق آخر أوضح العلماء موقفهم مما يطرحه الشباب في ساحات التغيير بشأن الدولة المدنية الحديثة، حيث قال الشيخ/ إسماعيل عبدالباري في رده على سؤال "أخبار اليوم" بشأن ذلك: لا يظن أحد أن هناك نزاعاً بين العلماء وأطراف في الساحة حول الدولة المدنية، وأرجو ألا يخوض أحد في هذا الماء العكر، ولسنا أحرص من الشباب وقيادة الأحزاب على الشريعة الإسلامية.
من جانبه أوضح الدكتور/ عبدالواحد الخميسي بأنه لا اعتراض للعلماء إذا ما كان مفهوم الدولة المدنية دولة غير عسكرية يديرها حاكماً علمانياً، منوها إلى أن من يطرحون مصطلح الدولة المدنية يعنون "العلمانية" وتضامنته من مساواة بين المواطنين والرجل والمرأة وحقوق المرأة على النمط الغربي، مؤكداً على ضرورة أن تكون الشريعة الإسلامية مصدر القوانين والأحكام وطالب في ذات السياق من الذين يطرحون مصطلح الدولة المدنية أن يقولوا دولة رشيدة أو ذات مرجعية إسلامية حتى يستأنس العلماء ومن التبس عليهم الأمر باللفظ.
وفي ذات السياق أفاد الدكتور/ عبدالملك التاج أن التساوي بين المواطنين في الحقوق والوجبات لا لبس فيه، معتبراً تساوي الرجل والمرأة في ذلك أمر يتصادم مع الجميع ومع الشريعة الإسلامية.
وفي بيان لهم بشأن الواجب تجاه البلاد والعباد بعد قيام حكومة الوفاق الوطني.. طالب العلماء بالوقوف في وجه من يثير الفتن أو يحاول إقصاء الشريعة، والتصدي لكل دعوات التمزيق والتفتيت المناطقية والطائفية للبلاد وكذلك جميع النعرات الجاهلية بكل صورها وأشكالها التي تعرض وحدة اليمن وسيادته للخطر، داعيين الحكومة إلى الحفاظ على ثروات البلاد والتزام مبدأ الشفافية وإطلاع الشعب اليمني على ثرواته وموارده، وحسن استغلال الموارد وتوجيهها في مصلحة البلاد والعباد مع مراعاة الأولويات في المصارف؛ حيث لا يجوز الصرف على التحسينات والترفيهات قبل إشباع الضروريات والحاجيات، مؤكدين على الجهات المعنية في الدولة أن تقوم بمسؤولياتها في العمل على استتباب الأمن والحفاظ على السكينة العامة ووجوب إيقاف الاعتداءات الآثمة من بعض الوحدات العسكرية على تعز وأرحب والحيمتين ونهم وبقية المناطق المعتدى عليها، ووجوب إيقاف نزيف الدم في محافظة أبين وغيرها.
ودعا علماء اليمن كبار المسؤولين في الدولة وفي مقدمتهم نائب الرئيس وحكومة الوفاق الوطني لتحمل مسؤولياتهم في العمل إلى إعادة دعم السلع الضرورية والمشتقات النفطية من البترول والديزل وتخفيض أسعارها وإصلاح التيار الكهربائي وسائر الخدمات الأساسية، وحثوا جميع أبناء الشعب تلافي ما سببته المرحلة السابقة، وعدم السماح لأي جهة كانت بالعودة بالبلاد إلى حالتها السابقة من الانقسام.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد