تدخل الحرب الدائرة في محافظة أبين اليوم شهرها الثامن بين الجيش والمسلحين الذين سيطروا على مدينة جعار في نهاية مايو الماضي ومازالت المعارك مستمرة دون حسم يذكر لما يجري في المحافظة، علماً بأن عدد القتلى بين صفوف المسلحين قد تجاوز 2000 قتيلاً.
وعلى الصعيد الميداني أكدت المصادر أن العشرات من المسلحين قد قتلوا فيما دمرت أطقم عسكرية تابعة لتلك العناصر في معارك جرت مساء أمس في منطقة باجدار التي تحاول تلك العناصر إعادة السيطرة عليها بعد أن تمكن الجيش من دحرهم والسيطرة على المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش استخدم المدفعية وصواريخ الكاتيوشا ضد المسلحين، كما تصدت الوحدات العسكرية في منطقة الكود لهجوم من قبل العناصر المسلحة وأجبرتهم على التراجع.
 وكان المسلحون قد سيطروا صباح الجمعة 27/5/2011 بعد شهرين من سيطرتهم على مدينة جعار- والتي تبعد 15 كيلومتراً- عن عاصمة المحافظة أبين زنجبار وتمكنوا من السيطرة على زنجبار بأقل عدد مما هو عليه اليوم.
وتمكن المسلحون من السيطرة على أسلحة الأمن العام والمركزي ودمروا البنية التحتية لمدينة زنجبار بعد هروب قيادة محافظة أبين جميعهم، تاركين المحافظة ساحة للمسلحين الذين قتلوا المئات من الجنود خلال السبعة الأشهر الماضية واعتقال عدد منهم وتعذيب المواطنين في السجون وقطع أيادي الأبرياء من أبناء جعار، حيث خلف المسلحون دماراً وتشريداً للآلاف من الأسر التي غادرت منازلها.
 وخلال سبعة أشهر استخدم الجيش كافة أنواع الأسلحة من طيران ودبابات ومدفعية من أجل طرد تلك العناصر التي تحارب حرب العصابات، إلا أنها تمكنت وخاصة خلال الشهرين الماضيين من قتل العشرات من العناصر المسلحة، بينهم أهم القيادات اليمنية والسعودية والأفغانية والاندونيسية ومن جنسيات أخرى، لم يعرف عن محافظة أبين بأن دخلتها تلك الأجناس من قبل.
وعلى الجانب الإنساني، فقد طالب نازحو أبين المتواجدون في محافظتي عدن ولحج حكومة الوفاق الوطني ونائب الرئيس بتلبية مطالبهم في فتح الطريق وتطهير محافظتهم من تلك العناصر الذي جعلت من محافظتهم عن بقية المحافظات مسرحاً لتنفيذ أجندة داخلية وخارجية.