وجه أبناء محافظة صعدة وما جاورها من المديريات في محافظات الجوف وعمران وحجة، بياناً احتجاجياً إلى حكومة الوفاق الوطني برئاسة/ محمد سالم باسندوة بشأن الوضع المأساوي والخطير الذي تعيشه تلك المناطق وما يتعرضون له من ألوان التنكيل والعدوان المستمر عليهم من قبل مليشيات العنف المنظم لمنظمة الحوثي الإرهابية - كما جاء في البيان.
وقال أبناء تلك المحافظات في تظاهرة حاشدة نظموها أمس الثلاثاء أمام مبنى مجلس الوزراء بالعاصمة صنعاء: "إننا نقف بكم أمام مسلسل الإجرام والتدمير الذي يدشنه تنظيم الحوثي المسلح من تلك الربوع التي كانت تابعة لسيادة الجمهورية اليمنية قبل مجيئه"، مناشدين حكومة الوفاق بعدم استمرار التعاطي غير المسؤول مع منظمة الحوثي الإرهابية من خلال تجاذبها كورقة في لعبة السياسة والتحالفات غير النزيهة وتجاوز تقييم هذه المنظمة ووضعها في إطارها الشرعي والقانوني كمنظمة وجدت من رحم العنف وذهب ضحيتها آلاف الأبرياء من السكان المغلوبين على أمرهم وعشرات الآلاف من المهجرين والنازحين.
وشدد بيان صادر عن تلك التظاهرة ـ تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه - على عدم التعامل مع الحوثي، لأنه لا يمثل أبناء صعدة وأن أبناءها هم من يمثلها وهم الأغلبية الكبيرة التي غُيبت خلف إرهاب وحروب الحوثي وتجاهل أصدقاء الحوثي لهم.
وطالب أبناء صعدة وما جاورها من مديريات في بيانهم، حكومة الوفاق بتشكيل لجنة قضائية ودستورية للنظر والحكم في طبيعة التنظيم وتكوينه ونشاطه وآثاره، وبسط نفوذ الدولة وسيادتها على المحافظة بكل مديرياتها ومناطقها وتولي أجهزة الأمن مهامها ومسؤوليتها الدستورية في النفوذ والسيادة والأمن ونزول اللجنة العسكرية لتنفيذ ذلك، واستعادة السلاح السيادي الذي وقع في حيازة منظمة الحوثي من دبابات ومدفعية ثقيلة وقذائف صاروخية، وإعلان موقف دستوري واضح من منظمة الحوثي الإرهابية ومواجهتها بالقانون والدستور وتفكيكها وحظر نشاطها المسلح وانتشارها التعبوي والمعادي للمجتمع والشعب والمؤسسات الوطنية، مشيرين – في بيانهم- إلى أنه في صعدة لا توجد حالة سياسية، بل حالة انفلات أمني وعسكري تحت وطأة الإرهاب الممنهج لمليشيات الحوثي.
وأضاف البيان أن على حكومة الوفاق تعيين قيادة شرعية للمحافظة والمديريات ومكاتب الوزارات وإلغاء جميع التعيينات التي فرضتها مليشيات الحوثي بقوة السلاح وتوريد عائدات شركة النفط ومشتقاتها النفطية إلى البنك المركزي في صنعاء أو الحديدة، كون المنظمة الإرهابية للحوثي توظفها في إدارة ودعم وتشغيل نشاطها الإرهابي غير المشروع، ومعالجة أوضاع النازحين من أبناء محافظة صعدة وحرف سفيان الذين شردتهم حروب الحوثي وأعادتهم إلى موطنهم، بالإضافة إلى إيقاف تمويل صندوق إعمار صعدة لحين استعادة صعدة ذاتها من مليشيات الحوثي وسيادة الدولة عليها.
كما طالب أبناء صعدة حكومة الوفاق بإعلان موقف واضح من الحصار القاتل على منطقة دماج ومن القصف الذي تتعرض له، وإجبار الحوثي على رفع الحصار نهائياً عنها وعن غيرها من المناطق التي يخنقها بنقاط التفتيش والتحكم الغذائي، وعدم تمكين الحوثي من عملية التطهير الطائفي المنظم والممنهج للمخالفين - حسب البيان.
وشهدت منطقة كتاف بمحافظة صعدة معارك مستمرة بين القبائل والحوثيين استمرت حتى ساعة متأخرة من المساء.
وأشارت مصادر قبلية في تصريحها لـ"أخبار اليوم" إلى أن 48 قتيلاً من الحوثيين سقطوا في المواجهات منذ الأحد الفائت حتى الساعة التاسعة من صباح أمس الاثنين.
وأضافت المصادر أن عدد الضحايا والقتلى منذ ظهر أمس الأول وحتى المساء لم يعرف بعد، غير أن من سقطوا من الحوثيين خلال المواجهات في فترة لا تتعدى 48 ساعة من حديث المصادر للصحيفة عددهم 48 قتيلاً جميعهم من الجانب الحوثي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل مليشيات الحوثي فرض حصارها الظالم على منطقة دماج منذ نحو شهرين، كما تواصل قصفها العنيف بمختلف الأسلحة الثقيلة على أهالي المنطقة وطلاب مركز دار الحديث بالمنطقة.