أكدت تعهد هادي بمحاسبة قتلة المتظاهرين في مسيرة الحياة..

نيويورك تايمز: واشنطن تهدف من السماح للرئيس صالح دخول أراضيها "إزالته بدنياً من اليمن

2011-12-28 04:55:44 أخبار اليوم، خاص


أكد مسؤول أميركي لصحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة الأميركية تهدف من وراء موافقتها على منح الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح تأشيرة دخول إلى أراضيها لغرض العلاج هو – حسب المسؤول- الهدف الرئيسي من ذلك إزالته بدنياً من اليمن لكي لا يكون لديه وسيلة للتدخل في العملية السياسية هناك وحصوله على العلاج الطبي قد تكون وسيلة منطقية.
وأكد المسؤول في حديثه لنيويورك تايمز بأن واشنطن لن تسمح لصالح بإحضار حاشية كبيرة معه أو استغلال زيارته لأغراض سياسية.
وأضاف أنه لا توجد مزيداً من العقبات أمام صالح لدخول أميركا وأن بإمكانه الوصول إلى مستشفى نيويورك بحلول نهاية هذا الأسبوع لتلقي العلاج.
وأوضحت الصحيفة في سياق خبرها أن أميركا تمنح الرئيس اليمني السماح بالدخول إلى أراضيها بعد نقاشات حادة نتيجة تخوف بعض المسؤولين من تعرض الإدارة الأميركية لانتقادات حادة، بأنها توفر ملاذاً آمناً لرئيس عربي متهم بالمسؤولية عن موت مئات المتظاهرين المناهضين لحكمه ولبقائه في السلطة.
وأضافت الصحيفة بأن الإدارة الأميركية تدرك حجم المخاطر من منحها الإذن بدخول صالح إلى أراضيها لزيارة طبية وأنها تدرك إمكانية سعيه لاستخدام زيارته الطبية كوسيلة لدعم موقفه السياسي، وهي بذلك تؤكد بأنها لن تلبي ولع صالح في إبقاء شعبه في فوضى.
وأوضحت الصحيفة بأن الرئيس اليمني هو أول رئيس عربي يطلب منحه إقامة طويلة في أميركا منذ اندلاع الانتفاضات السياسية التي هزت المنطقة منذ عام تقريباً.
كما نقلت الصحيفة عن المسؤول في الإدارة الأميركية قلق الإدارة الأميركية من الغضب الذي قد يصيب الكثير من اليمنيين التواقين لرؤية صالح تحت طائلة المحاكمة على عمليات قتل المتظاهرين بأيدي قوات أمنية، وأن ذلك يعيد إلى الذاكرة قرار الرئيس كارتر في عام 1979م الذي أمر بالسماح لشاه إيران المريض/ محمد رضى بدخول أميركا للعلاج حينذاك، حيث أدى هذا القرار إلى إثارة غضب الثوريين على الشاه، ما دفعهم إلى اقتحام السفارة الأميركية واحتجاز "52" رهنياً أميركياً.
وأشارت نيوز تايمز إلى أن "برينان" والسفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين هما صاحبا قرار الموافقة الذي يرفع بالنهاية للرئيس أوباما للموافقة عليه، بعد أن أصبح – حسب الصحيفة- مقتنعاً بمزاعم الرئيس صالح بعدم وجود رغبة لديه بالعودة إلى السلطة رغم وجود مسؤولين في الإدارة الأميركية لا يثقون بكلامه.
من جانبه أكد مصدر دبلوماسي يمني لـ"أخبار اليوم" أن نائب الرئيس والمستشار السياسي الدكتور/ عبدالكريم الإرياني قد لعبا دوراً بارزاً في إقناع الإدارة الأميركية بأهمية وضرورة منح الرئيس صالح تأشيرة دخول لغرض العلاج وأن ذلك يمثل دعماً لإنجاح العملية السياسية والانتخابات الرئاسية المبكرة دون وجود الرئيس صالح في اليمن، الذي يعتقد الجميع أن وجوده سيمثل عائقاً.
وأوضح الدبلوماسي اليمني أن مسألة مغادرة الرئيس إلى الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى باتت اليوم مسألة صعبة، خاصة أن عدداً من الدول الأوروبية ألمحت إلى صعوبة إمكانية منح الرئيس صالح تأشيرة لدخول أراضيها، وأن ذلك الحرج قد بدأ واضحاً على عدد من الدول العربية والخليجية، بالرغم من موافقة دول الخليج منح تأشيرات دخول لأكثر من 150 فرداً من أفراد عائلة الرئيس للإقامة في أراضيها.
وأرجأ الدبلوماسي اليمني تحرج تلك الدول من الموافقة السريعة بمنح الرئيس صالح تأشيرة دخول وإقامة إلى انتابها حالة من القلق أن الرئيس لن يلتزم بالقواعد المصاحبة لمنحه تأشيرة الدخول والإقامة والتي من أبرزها عدم ممارسته أي أنشطة سياسية من على أراضيها.
من جانبها أكدت نيويورك تايمز - في ذات الخبر المشار إليه سابقاً- أن مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب جون برينان، اتصل مساء الأحد الماضي بنائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحثه على ضرورة تحلي الحكومة بضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين وأن برينان شدد بقوة على حاجة قوات الأمن اليمنية لإظهار أقصى درجات ضبط النفس.
ونقلت الصحيفة أن نائب الرئيس أبلغ برينان أن الحكومة ستجري تحقيقاً شفافاً في سقوط قتلى وجرحى من المتظاهرين.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز تصريحات الرئيس صالح أنه سيغادر البلاد ليس للعلاج، ولكن للابتعاد عن الأنظار والكاميرات وتهدئة الأجواء للحكومة كي تجري الانتخابات الرئاسية، بأن هذا التصريح للاستهلاك المحلي اليمني.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول يمني أن المؤتمر الصحفي للرئيس كان في مجمله للاستهلاك المحلي فعلاً، خاصة إضافة صالح بأنه يأمل في العودة للعمل كشخصية معارضة.
من جانب آخر أكدت مصادر قيادية في المعارضة لـ"أخبار اليوم" أن مغادرة الرئيس للعلاج في أميركا وتحديداً مكان إقامته بعد تلقيه العلاج أمراً قد تم الاتفاق عليه في إطار العملية السياسية والتسوية التي ارتكزت على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مضيفة بأن تحرج بعض الدول الشقيقة والصديقة من استقبال صالح قد مثل هماً لقوى المعارضة، كيف يمكن أن تتعامل معه مستقبلاً، خاصة في إطار تسليمها منحه الحصانة وفقاً للمبادرة الخليجية من جهة ومطالبات شباب الثورة المتصاعدة في جميع المحافظات، المطالبة بمحاكمته.
وأكدت القيادات في افتتاح حديثها لـ"أخبار اليوم" أن موافقة أميركا منحه تأشيرة لتلقي العلاج مثل خطوة هامة في اتجاه عملية انتقال السلطة وتهيئة الأوضاع لإجراء الانتخابات المبكرة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد