من المقرر أن يصل اليوم شهداء جثمان مجزرة مسيرة الحياة إلى مدينة تعز وذلك بعد أن يتم الصلاة عليهم في جولة دار سلم بصنعاء؛ المكان الذي استشهدوا فيه السبت الماضي، عندما داهمتهم قوات النظام ومسلحوه بالرصاص الحي والقنابل الغازية، مما أسفر عن سقوط 13 شهيداً وأكثر من 200 جريح.
ويأتي وصول شهداء مسيرة الحياة وسط استعدادات شعبية لاستقبالهم.
من جانب آخر وفي إطار ثورة المجتمع ضد الفساد، فقد شهدت محافظة تعز يوم الأربعاء سلسلة من الاعتصامات والاحتجاجات المطالبة بإقالة عدد من مدراء المكاتب التنفيذية بالمحافظة وبعض المرافق الحكومية.
 وأكدت مصادر " أخبار اليوم " أن عدداً من أفراد المرور نفذوا الأربعاء اعتصاماً مفتوحاً أمام إدارة المرور للمطالبة بإقالة قائد سريا المرور ونائبه على ذمة قضايا فساد, موضحة بأن أفراد المرور منعوا الرجل من دخول مكتبه.
وفي سياق مماثل نفذ موظفو الضرائب بالمحافظة اعتصاماً مماثلاً للمطالبة أيضاً بإقالة المدير والذي اتهموه بالفساد، مؤكدين استمرار اعتصاماتهم حتى تحقيق مطلبهم.
وبدورهم نفذ عدد من موظفي مكتب الصناعة والتجارة بالمحافظة اعتصاماً أمام مكتبهم للمطالبة بإعادة الأرض المملوكة لمكتب الصناعة والتجارة والتي – وحسب قولهم – أن المدير أقدم على ببيعها والتصرف فيها دون وجهة حق، وطالب المعتصمون بإقالة المدير.
من جانبهم واصل عمال النظافة والتحسين بالمحافظة الاربعاء اعتصامهم المفتوح لليوم الثاني على التوالي أمام ديوان المحافظة للمطالبة بتغيير المدير الجديد والذي عينه المحافظ مؤخراً، كما رددوا العديد من الشعارات المعبرة عن مطالبهم، مؤكدين استمرارهم في الإضراب عن العمل حتى يتم الاستجابة لمطلبهم وهو الإضراب الذي نتج عنه تكدس القمامة وبشكل كبير في المحافظة، مما يهدد بكارثة بيئة في حالة استمراره. كما يواصل موظفو المياه والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة اعتصامتهم للمطالبة بإقالة مدرائهم على خلفية قضايا فساد.
وفي سابقة أولى خرج موظفو البنك اليمني للإنشاء والتعمير يوم أمس الاربعاء عن صمتهم وهم يطالبون بتغيير الإدارة التي وصفوها بالفساد، مطالبين بإصلاح أوضاعهم المعيشية وتثبيت المتعاقدين.
من جانبهم يواصل طلاب المدارس تظاهرتهم اليومية المطالبة بتغيير مدير مكتب التربية على خلفية الخروقات التي ارتكبها وتحويل العديد من المدارس بما في ذلك مكتب التربية والتعليم إلى ثكنات عسكرية للقوات النظام.
وفي سياق منفصل علمت " أخبار اليوم " أن عدداً من أفراد الأمن المركزي نفذوا يوم الاربعاء الفائت اعتصاماً مفتوحاً بجوار المعسكر طالبوا من خلاله بإقالة مدير أمن المحافظة عبدالله قيران وتحسين أوضاعهم العسكرية وكذا إعادة حقوقهم المصادرة من قبل قيادات عسكرية بالمحافظة.
إلى ذلك وبالولوج إلى الفعل الثورة في ساحة الحرية بالمدينة فقد شهدت تعز عصر الاربعاء مسيرة نسوية جابت عدة شوارع بالمحافظة وطالبن من خلالها المتظاهرات بمحاكمة النظام وعدم منحه أي حصانة لما ارتكبه من جرائم في حق الشباب والمتظاهرين في مختلف محافظات الجمهورية.
وهتفن لمسيرة الحياة مطالبات بسرعة محاكمة الأيادي التي امتدت إليهم وقتلتهم لمجرد اشتراكهم بالتظاهرة السلمية التي انطلقت من تعز إلى صنعاء للمطالبة بالحرية وإقامة الدولة المدنية الحديثة.
وكالمعتاد واصلت ساحة الحرية إحياء العديد من الفقرات الثقافية والفنية المتنوعة بمشاركة واسعة من أحرار وحرائر المحافظة.
وفي ذات السياق شهدت مديرية الشمايتين أمس مسيرة حاشدة ردد من خلالها المتظاهرون العديد من الشعارات المطالبة بمحاكمة النظام وتقديم رموزه من المفسدين والقتلة للعدالة.
من جانبهم أقدم رتل من المواطنين الغاضبين في مدينة هجدة بمديرية مقبنة يوم أمس على قطع الشارع العام الذي يربط تعز بالحديدة للمطالبة بمساءلة المسئولين عن المحافظة عن مصير المشتقات النفطية والكيفية التي يتصرف فيها مالكو المحطات بالمديرية، حيث والمدينة تعاني من شحة المادة واحتكارها.
إلى ذلك أقدم مجهولون بمنطقة كلابة ظهر الأربعاء على إطلاق الرصاص وبشكل عشوائي تجاه الحي، مما أسفر عن إصابة 5 أشخاص بينهم امرأة ووصفت حالتها بالخطيرة.
وفيما يتعلق باللجنة العسكرية والمكلفة بإعادة الهدوء إلى تعز، أفادت مصادر مطلعة أن اللجنة قامت أمس الأربعاء بزيارة المواقع والنقاط العسكرية المستحدثة وسط المدينة وفي مداخلها للتأكد من التزام أطرافها بتنفيذ بنودها.
وقال النائب البرلماني عبد الكريم شيبان وهو عضو في لجنة التهدئة أن زيارات قامت بها اللجنة العسكرية أمس إلى عدة أماكن بتعز ومنها الروضة ووادي القاضي والحصب ووجدتها خالية من أي مظاهر مسلحة في الوقت نفسه زارت المجمع القضائي ونقطة سوفتيل ووجدوا أن النقاط التي كانت قد رفعت عادت من جديد وأن اللجنة العسكرية قامت بإزالة المتاريس التي استحدثت في نقطة سوفتيل وأن رئيس اللجنة العسكرية وجه مسؤول النقطة بالانسحاب والعودة إلى وحدته العسكرية، كما اشتكي أهالي حي وادي القاضي من عدة خروفات للقوات المتمركزة بجبل جرة.
وأوضح شيبان أن لجنتي العسكرية والتهدئة وعند زيارتهما للمدخل الغربي في شارعي الخمسين والستين وفي المدخل الجنوبي في نقطة الضباب وجدتا الكثير من النقاط العسكرية التي مازالت على حالها ولم يتم رفها وهي معززة بالدبابات والمدرعات باستثناء نقطة واحدة فقط هي من تم رفعها من الستين وأن اللجنة العسكرية رصدت كل ذلك وأشار إلى أن الجميع بانتظار قرار حاسم من اللجنة العسكرية لإزالة جميع تلك النقاط التي قال إنها تحاصر المدينة ولا داعي لوجودها بعد اختفاء المظاهر المسلحة من المدينة وعودة الحياة إلى طبيعتها، كما دعا شيبان اللجنة العسكرية إلى سرعة إزالة تلك النقاط لطمأنة الناس ونزع عامل الخوف والهواجس من نفوس المواطنين من عودة الأمور إلى التوتر من جديد.