ودعت ساحة الحرية بمحافظة تعز الخميس الماضي الشهيد/ رمزي سيف عبدالله منصر والذي فارق الحياة متأثراً بجروحه التي أصيب بها بشارع جمال في شهر أبريل من العام الماضي أثناء مشاركته بالاحتجاجات السلمية المطالبة بإسقاط النظام.
وظل الشهيد قرابة عشرة أشهر في حالة غيبوبة وتنقل ما بين المستشفى الميداني بتعز ثم مستشفى العلوم والتكنولوجيا بصنعاء وأخيراً مستشفى الكويت والذي فيه فارق الحياة.
إلى ذلك أقدم مسلحون مجهولون في وقت متأخر من مساء أمس على إطلاق النار تجاه سيارة الأستاذ/ عبدالحافظ الفقيه ـ رئيس المكتب التنفيذي لإصلاح تعز ـ وأشارت المصادر إلى أن الفقيه لم يكن متواجداً فيها ساعة الحادث الذي وقع بمنطقة الضبوعة بجوار جامع طلحة؛ حيث أدت الطلقات إلى تضرر السيارة ولم يصب سائقها بأذى بحسب مصادر محلية.
على صعيد آخر حددت اللجنة العسكرية بالمحافظة أمس 48 ساعة لإخراج المسلحين وإنهاء المظاهر المسلحة بالمدنية.
ويأتي ذلك في وقت كان مصدر مسئول بالمحافظة قد نفى ما تناقلته وسائل إعلامية عن عودة مدير الأمن المقال "قيران" إلى المحافظة بقرار رئاسي واستقالة المحافظ الصوفي على خلفية هذا القرار، منوهاً إلى أن قادم الأيام قد تشهد إقالة العوبلي قائد الحرس بتعز.
ميدانياً عثر صباح أمس على "3" قتلى صوماليين خلف أحد المصانع بالمدنية, وفيما لا يزال الغموض يلف الحادثة لا تزال التحقيقات الأمنية جارية.
وأقدمت صباح أمس أطقم عسكرية على محاصرة طالبات مدرسة "أسماء" للبنات على خلفية اعتصامهن ومطالبتهن بإقالة المديرة إثر اتهامها بالإخفاق بالجانب الإداري وانعكاس ذلك سلبا على العملية التعليمية للبنات.
وعصر أمس شهدت شوارع المدنية مسيرة نسائية حاشدة جابت عدة شوارع بالمحافظة وعبّرت حرائر تعز من خلالها عن تضامنهن مع أبناء عدن على خلفية الاعتداء الذي طال مهرجان التصالح من قبل قوات النظام وسقط فيه عدة شهداء وجرحى.
وأكدت حرائر تعز عن رفضهن لقانون الحصانة مؤكدات التصعيد السلمي حتى تحقيق كافة أهداف الثورة اليمنية.
وحتى وقت متأخر من مساء أمس أحيا شباب ساحة الحرية حفلاً خاصاً بمناسبة الذكرى الأولى على رحيل بن علي ـ أول ديكتاتور عربي تطيح به ثورة الربيع العربي ـ وتزينت ساحة الحرية بالأعلام التونسية والألعاب النارية ابتهاجاً بالمناسبة.
وبالعودة إلى ثورة المؤسسات وانتفاضة المجتمع في وجه الفساد فقد أقدم موظفو الخدمة المدنية أمس على إغلاق مكتب الخدمة والمطالبة بإقالة المدير لأسباب تتعلق بتجارة وظائف بدل إحلال وتوزيعها للمقربين وأصحاب الأموال, علاوة عن نقل جهاز حاسوب الخدمة إلى منزل المدير ومحاولته إغلاق المكتب وتوجيه الموظفين إلى الدوام في ديوان عام المحافظة.
بدورهم أطباء وكادر المستشفى اليمني السويدي للأطفال يعتزمون التصعيد من إضرابهم الذي بدأ والأسبوع الماضي ابتداء من صباح اليوم الأحد.
وقال موظفو المستشفى أن تصعيدهم الأول يكمن في الإضراب لمدة ساعة عن العمل باستثناء قسم الحالات الجرحى والطوارئ وسوف يصعد الاحتجاجات في قادم الأيام في حال عدم استجابة السلطة المحلية لمطالبهم وإقالة المدير الذي مضى عليه أكثر من 18 عاماً، كما نفذ أبناء مديرية صبر أمس اعتصاماً مماثلاً للمطالبة بإقالة مدير الصحة.
ونفذ أمس طلاب المعهد التقني بالمرور اعتصاماً أمام مكتب التعليم الفني والمهني احتجاجاً على فساد إداراتهم التعليمية مطالبين بإقالة الفاسدين وإصلاح المنظومة التعليمية في هذا المعهد.
من جانبهم نظم طلاب كلية الطب - جامعة تعز ـ وقفة احتجاجية للمطالبة بإصلاحات في الكلية والمستشفيات التعليمية وإصلاحات أخرى ينادون بها منذ عدة السنوات ولم تحقق على أرض الواقع باستثناء الوعود الكاذبة التي يعقبها عمليات فساد كبرى بحجة الإصلاحات وتلبية المطالب حسب تعبيرهم.
من جانبهم أفاد ضباط وصف السرب السابع طيران قيام قائد الشرطة الجوية بتوزيع الهراوات للجنود التابعين له ونصب الرشاشات في مبنى الشرطة الجوية بغية فك اعتصامهم والذي مضى عليه عدة أيام احتجاجاً على قرار يقضي بنقلهم من قاعدة طارق الجوية إلى قاعدة العند بمحافظة لحج, وأوضح المعتصمون أن قائد الشرطة هدد بمعاقبتهم في حالة عدم فض اعتصامهم.
كما واصلت أمس العديد من المرافق الحكومية والمكاتب التنفيذية اعتصاماتها للمطالبة بمطالب ينادون بها منذ عدة أسابيع.
على الصعيد الأمني تشهد تعز نوعاً من التوتر على خلفية مقتل أحد العسكريين من محافظة مأرب منتصف الأسبوع الماضي إثر مواجهات دارت بجولة حوض الأشراف بعد الاعتداءات التي طالت اعتصاماً سلمياً ونفذه منتسبو المؤسستين العسكرية والأمنية للمطالبة بحقوقهم.
ويأتي هذه التواتر بعد قيام الشرطة العسكرية بنصب العديد من نقاط التفتيش والتدقيق في هوية ركاب السيارات ووسائل النقل في خط الحوبان القاعدة.
بدوره حمّل المجلس الثوري للدفاع والأمن محافظ المحافظة/ حمود خالد الصوفي وقائد الشرطة العسكرية مسئولية هذا التوتر وتلك الاستفزازات التي تقوم بها عناصر مسلحة تابعة للنظام.. وحذر بيان مقتضب صادر عن المجلس من مغبة التطاول والتمادي على أبناء تعز من قبل هذه المجاميع المسلحة التي استقدمت من خارج المحافظة للقيام بمثل هذه الأعمال وبتنسيق كامل مع الأجهزة الأمنية وتغاضي السلطة المحلية.
من جانب آخر عبر قاطنو شارع 26 سبتمبر عن انزعاجهم الشديد من عملية إطلاق النار التي تتم في المساء بين إطراف متنازعة حول أجور السوق وانعكاس ذلك على سلوك الأطفال دون أن تحرك الأجهزة الأمنية أدنى ساكن لاسيما والشارع المتنازع عليه يبعد عشرات الأمتار عن أمن المحافظة.
وبالعودة إلى الميدان فقد شهدت تعز صباح أمس مسيرة حاشدة للتضامن مع أبناء مدينة عدن وتعرضهم لمجزرة من قبل قوات وهتف المتظاهرون ” بالروح بالدم نفديك يا عدن ” مطالبين بطرد العصابة التي تقوم بقتل الناس من البلاد وطالبوا بطرد هذه العصابة من اليمن وهم يهتفون "برع.برع يا عصابة, خليتوا اليمن خرابه, أنتم حطمتم شبابه".
وأكد المتظاهرون على رفضهم لقانون الحصانة، مؤكدين على مطلبهم الشعبي المتمثل بمحاكمة النظام وكل المتهمين بقتل الشباب اليمني.