وصفت هادي بأنه الأمل الوحيد وتساءلت هل هو عند مستوى هذه المهمة..

مجلة أميركية: اليمن لا تزال خاضعة للاستبداد وتعهد هادي بإقالة قائد الجوية يمنحه النفوذ

2012-03-29 15:14:58 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة


أكدت مجلة أميركية انه على الرغم من كل الكلام عن الديمقراطية والانتخابات وحكومة الوحدة الوطني باليمن، إلا أن اليمن لا تزال خاضعة إلى حد كبير للحكم الاستبدادي، وهذا يعني أن تقدمها يتوقف إلى امتداد جوهري لدوافع وقدرات الرجل الذي يقود أعلى منصب فيها؛ حيث لا يزال مصير البلاد لغزاً لمعظم مواطنيه.
وذكر تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يواجه مهمة صعبة في قيادة البلاد نحو انتخابات متعددة في عام ,2014 إنها مهمة تتطلب مهارة سياسية كبيرة وممارسة السلطة في ظل أفضل الظروف.
وأشار التقرير إلى أن هادي رغم انه لا يتمتع بثقل سياسي، إلا أنه الزعيم الذي اُختير في المقام الأول لطول باله في اليمن، التي عانت منذ عقود من الحروب الأهلية في القرن العشرين، ويُعتبر هادي نظيف اليد، والزعيم السياسي الوحيد التي تبدي جميع الفصائل المتحاربة استعدادها للتحالف معه وأضاف: "الآن سيرى اليمنيون إذا كان بإمكانه أن يرتقي إلى مستوى التحدي".
وعلقت المجلة الأميركية بأنه في السنة التي سبقت انتخابات الشهر الماضي، شهد اليمنيون موجة من الفوضى التي أثقلت كاهلهم حتى بمعايير الاضطرابات السابقة ,فالنموذج اليمني للربيع العربي قلب الأمور رأساً على عقب؛ حيث أصيب صالح بالشلل جراء الهجوم على القصر الرئاسي بصنعاء حينها والقوات المسلحة انقسمت والمعارضة سيطرت على نصف الوزارات في الحكومة الانتقالية الجديدة والاقتصاد المتعثر ترك السكان يترنحون على حافة المجاعة.. مشيرا إلى انه فلا عجب إذا شعر الكثيرون بالقلق من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
وتحدث التقرير عن الرئيس هادي بالقول: "هذا المحارب القديم في الجيش والمتحول إلى سياسي قفز بسرعة من الظل إلى دائرة الضوء وهو الآن المسؤول عن حكم واحدة من أكثر الدول انقساما وفقراً وتمزقاً في العالم، وقال:عند سؤال اليمنيين العاديين عنه لن نجد غير نفس الجواب الباهت: "كان نائبا لصالح".
وأضافت بأنه هادي ورث خلال عقد من الزمن شريط القص وصور رسمية نيابة عن الرئيس صالح، ونقلت عن أحد كبار السياسيين من حزب الإصلاح: "إنه مثل المزهرية تضعها فوق الرف لقد نجح في الظهور لطيفاً وفي نفس الوقت بأنه جزء من الماضي".
ولفتت إلى انه وعلى الرغم من السنوات التي قضاها في الظل، فإن هادي في نواحي كثيرة يُعتبر نقيضاً للرئيس السابق, فصالح مشهور بخطاباته النارية والمتقلبة وفي بعض الأحيان المشوشة، وذلك على النقيض من خجل هادي أمام الكاميرا وثقته الناضجة، ووصفته بالرجل الهادئ واللطيف الذي ظهر من البدايات متواضعاً وبدون طموحات سياسية كبيرة.
 وفي حين استحوذ أفراد عائلة صالح المقربون وعشيرته الممتدة على مناصب رفيعة المستوى والثروة التي جنوها من وراء المناصب، فإن هادي لم يثبت أقاربه في مناصب سواء كان مرد ذلك اختيارياً أو عجزاً سياسياً- حسب مقارنة المجلة الأميركية.
وأفادت على لسان أحد المسئولين من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم: "إنهم لا يعيشون حياة رغدة، هم متواضعون جدا جدا. إنه المسئول الوحيد البارز في الحكومة الذي لم يسمع أي شخص يشكو من اختلاسه أو اغتصابه للأراضي..، لذلك ربما لا يوجد أحد يمتلك قوة هادي الكبرى حتى مع المعارضة ,يقول ياسين سعيد نعمان زعيم الحزب الاشتراكي اليمني: "نحن جميعا على استعداد لمنحه الفرصة".
وقالت الصحيفة: يمكن للمرء أن يأمل فقط في استمرار هذا الإجماع حتى انتخابات 2014.. فإذا ما حدث ذلك، فإنه سيكون انتصاراً ملحوظاً على إرث اليمن المنقسم على نفسه و كما يراها المتفائلون، فإنها بالضبط جذور هادي التي يمكن أن تساعد على رأب الصدع المؤلم بين الشركاء السابقين.
لقد قال هادي إن "الحوار وبالحوار فقط" يمكن حل هذه الضغينة التي طال أمدها، لكن سيكون هناك حاجة إلى شيء ملموس أكثر إذا أرادوا أن يتجنب البلاد التعرض للتشظي إلى قسمين مرة أخرى، حسب المجلة التي أضافت [أن صناع القرار في واشنطن يركزون اهتمامهم على سؤال محدد: كيف سيحرز هادي نجاحاً في معركة اليمن الطويلة والممولة من الولايات المتحدة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية؟.
وأضافت بان على هادي أن يواجه تركة من سياسات المحسوبية التي خلفها صالح.. لقد تعهد هادي بـ"إعادة هيكلة" الجيش، الذي اعتبرها الكثيرون بمثابة حملة وشيكة لتخليص الجيش من عشرات من أقارب صالح الذين تغلغلوا في الصفوف العليا للجيش، واعتبرت تعهد هادي بإقالة قائد القوات الجوية قد يقدم للرئيس الجديد "هادي" نوعاً من النفوذ الذي هو في أمس الحاجة إليه.
وهذا يعني حسب تقرير المجلة - أن لدى هادي الإرادة السياسية اللازمة لوضع بصمته على مؤسسة سياسية هو نتاج منها. يتساءل العديد من المراقبين عما إذا كان هادي هو حقاً المسيطر، حيث يلحظون أن صالح، أستاذ الفاتن السياسية، لا يزال يمارس نفوذاً كبيراً من وراء الكواليس. بعد كل ذلك صالح نفسه وصف هادي بأنه "نظيف اليد".
وأشارت إلى أن هادي قد أظهر بعض الصفات المثيرة للإعجاب: فبينما يتصرف بوصفه واحداً من قادة نظام غير أخلاقي بوحشية، لكنه أيضاً الرجل الذي قضى حياته ممتثلاً لسلسلة من قياداته في الجيش.
 وأضافت: "الآن يجد نفسه يقود حكومة مدنية على الطريق نحو الديمقراطية، وهي الدولة التي يتخيلها معظم اليمنيين بشكل خافت، كما يقول المراقبون فإن هادي في أحسن الأحوال سيحافظ على الوضع الراهن سليماً بدرجة أقل أو أكثر، وفي أسوأ الأحوال، سيثبت ضعفه في الحيلولة دون انقسام البلاد مرة أخرى.
يقول الوزير السابق عبدالرحمن الإرياني: "لقد وجدته إنساناً بمعنى الكلمة.. إنه ليس مثل علي عبدالله صالح".
ويقول الإرياني إنه كان مصدوماً بتواضع هادي.لكن التحذير سرعان ما يأتي: "إذا تمكن من الحفاظ على البلاد من الانهيار خلال هذين العامين، فسيكون هذا انجازاً كبيراً، فحتى هذه اللحظة على الأقل، هادي هو الأمل الوحيد لليمن"- حسب المجلة الأميركية.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد