قال وزير الإعلام علي أحمد العمراني إن الإعلام فيما مضى كان متواطئاً أو مقصراً في دوره إزاء مكافحة الفساد المستشري بالبلاد وفي مقارعة الاستبداد..
وأشار - في افتتاح ندوة " دور الصحافة والإعلام في تعزيز قيم التعايش والسلام والتلاحم الوطني ومكافحة الفساد"- إلى أن الفساد يمتلك إعلاماً وإعلاميين ويبقى "الحق" ينبغي أن يكون له إعلام يسانده.
ووصف الوزير العمراني "الحوثيين" و"الانفصاليين" و"أنصار الشريعة" بـ"المتطرفين" لتبنيهم أفكاراً لا تعبر عن قناعات الشعب ومواقفه من القضايا المثارة، مؤكدا ان الاطراف الثلاثة من نتاج الفساد والاستبداد.
وأضاف بان الإعلام لم يكن موفقاً إزاء قضية صعدة وظلت بعض الوسائل الإعلامية في أحسن الأحوال صامتة للأسف، كما عتب على العلماء وخطباء المساجد في صمتهم هذه القضية.
وقال الوزير إن ما حدث يوم الاثنين الماضي يؤكد أن لليمنيين عدواً واحداً هو "الجهل والتطرف".
وفي ذات السياق أكد على أهمية الدور المناط بوسائل الإعلام لتصحيح الممارسات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة التي باتت تهدد أمن الوطن بفعل نزعات التطرف والمغالاة.
وأشار إلى حدة الخلافات بين الأطراف السياسية في العام الماضي نتيجة الأزمة وما بدأت تشهده الساحة من توافق بين الفرقاء في إطار التسوية السياسية التي حددت معالمها المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة.
وكانت الندوة التي نظمتها وزارة الإعلام استعرضت ثلاث أوراق عمل، الأولى بعنوان " ترسيخ مبدأ الشفافية كمرحلة حتمية لمكافحة الفساد" قدمتها نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد الدكتورة بلقيس أبو اصبع،تناولت فيها الشوط الذي قطعته الهيئة لتفعيل دور القانون في محاسبة المفسدين والحيلولة دون تحصن البعض منهم وراء أوضاع تمنعهم من المسائلة بموجب القانون.
ودللت على ما تحقق لجهود مكافحة الفساد من نتائج ملموسة بخروج "قانون حق الحصول على المعلومات" إلى النور وما سيكون له من أثر في تعزيز حرية الصحافة والحصول على المعلومات في وقتها الصحيح.
وأشارت إلى الحاجة للشراكة الفاعلة بين الهيئة ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني للوصول إلى نتائج حقيقية في استئصال الفساد، لافتة إلى ما تعكف عليه الهيئة مع منظمات مدنية من إعداد مشاريع قوانين تكرس الشفافية ومحاربة الفساد، موضحة الحواجز التي تعترض صدور "قانون شاغلي المناصب الهامة في الدولة", والمساعي لإخراج قانون حماية المبلغين والشهود.
وتناول أستاذ الإعلام والاتصال بكلية الإعلام جامعة صنعاء الدكتور علي البريهي "دور الإعلام في إعادة هيبة الدولة وفرض النظام وتطبيق سيادة القانون " وبينت الورقة "أهمية وسائل الإعلام في إحداث التغيير"،.. مقترحة تحول آلية الإعلام المرئي إلى نمط التنافسية وفقاً لضوابط محددة، وميثاق شرف ملزم، ووصفت "دور الإعلام في تطبيق النظام واحترام القوانين" ودوره في " تعزيز السلوك الإيجابي نحو الدولة، وتعزيز الأمن المجتمعي وإبراز هيبة الدولة".
وأشار البريهي إلى أن الاتير المفتوح لا زال مغلقاً في اليمن والفساد بات مؤسسة ينشط في جو من الظلام والتعتيم، موضحاً بأن الإعلام يعزز ثقافة حقيقية لبناء حضارة وليس لتعزيز دعائم النظام كما هو حاصل بالبلدان العربية.
ونوه إلى أن الإعلام العربي بشكل عام لم يعد مؤثراً لأن الناس فقدوا الثقة فيه، مطالباً الإعلاميين بإعادة رد الاعتبار للإعلام.
فيما عرضت الورقة الأخيرة لعضو مجلس نقابة الصحفيين عبد الله الصعفاني " واقع المهنة الصحفية ودور نقابة الصحفيين في إطلاق ميثاق الشرف الصحافي" وبينت الورقة أبز التزامات الصحفيين اليمنيين في العمل المهني التي نص عليها ميثاق الشرف وما توجبه من تقيد بالمعايير الأخلاقية لضمان إفراز نشاط يسهم في البناء والتنمية وصون أمن الوطن.
وأثريت الأوراق بمناقشات وتعقيبات من المشاركين أكدت ضرورة تحقيق الاصطفاف عبر وسائل الإعلام لتجاوز مهددات المرحلة الراهنة والعبور إلى بر الأمان.