حصلت "أخبار اليوم" على معلومات تفيد أن هناك شبه اتفاق بين كل من محافظ محافظة تعز/ شوقي أحمد هائل والشخصيات الاجتماعية والوجاهات في المحافظة على إحداث تغييرات واسعة النطاق.. حيث سيناقشها محافظ تعز ـ المتواجد في صنعاء حالياً ـ مع الوزارات والجهات ذات العلاقة في حكومة الوفاق الوطني.. مع احتمال أن يتم ذلك أيضاً مع رئيس الجمهورية..
وأوضحت المصادر للصحيفة أن الاتفاق تم على أساس إزالة كافة الأسباب التي رأى الجميع أنها سبب في تدهور الوضع الأمني بالمحافظة.. مشيرة إلى أن الوجهاء والشخصيات الاجتماعية قد طرحوا للمحافظ شوقي أنه لابد من إجراء حركة تغييرات واسعة في مناصب قيادية مهمة.. منوهين إلى أنه في حال وصل المحافظ إلى قناعة بأن مدير أمن المحافظة غير قادر على ضبط الأمن في تعز ولمس الجميع ذلك فإن على المحافظ أن يسعى لتغييره بالإضافة إلى تغيير من يعتبرهم المواطن في تعز بأنهم جزء من المشكلة الأمنية والفوضى التي تشهدها تعز.. حيث أنه على المحافظ أن يقدم مقترحات للحكومة بتغيير كل من مدير الأمن وقائد اللواء "33" مدرع عبدالله ضبعان، وقائد فرع الأمن المركزي وقائد فرع شرطة النجدة وقائد الحرس..
وذكرت المعلومات أن وجهاء تعز أكدوا للمحافظ أن تغيير هؤلاء هو مطلب المواطن في تعز وتخرج المسيرات بشكل شبه يومي للمطالبة بإقالة هؤلاء قبل مدير الأمن، وأن عليه أن يراعي مطالب شباب الثورة قبل أي طرف، كون ذلك سيزيل العديد من أسباب التوتر.
وشهدت مدينة تعز صباح أمس مسيرة جماهيرية حاشدة جابت عدة شوارع بالمحافظة قبل وصولها إلى أمام ديوان المحافظة وتنفيذ وقفة احتجاجية للمطالبة بإقالة كل المتهمين بارتكاب محرقة ساحة الحرية وقتل الشباب والمواطنين في المحافظة.
وتأتي تظاهرة الأمس أحياء للذكرى الأولى لجمعة النصر 3 / 6 / 2011م والتي فيها استعاد شباب الثورة ساحة الحرية بعد عدة أيام من اجتياحها وحرقها وقتل وجرح العشرات من أحرار الساحة.
وعقب وقفة المحافظة اتجه الشباب إلى أمام جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية ونفذوا وقفة مماثلة بمناسبة عودة العمل إليها بعد مرور عام من اجتياح المكان ونهبه من قبل قوات الحرس.
بعد ذلك اتجهت المسيرة نحو "ساحة النصر" ـ أول ساحة أسست بعد محرقة ساحة الحرية ـ وفيها أدى جموع المتظاهرون صلاتي الظهر والعصر، متعهدين باستمرار التظاهرات حتى تحقيق كافة أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية.
إلى ذلك دعا بيان صادر عن الهيئة التنفيذية للمجلس الثوري، رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق ومحافظ تعز لاتخاذ القرارات الكفيلة بتحقيق مطلبهم بإقالة ومحاكمة القتلة والمجرمين المتورطين في إحراق ساحة الحرية وفي قتل الثوار في كل محطات الثورة الشبابية الشعبية السلمية.
واعتبر بيان المجلس قرار إيقاف مدير أمن تعز خطوة في الاتجاه الصحيح وتأكيداً للمطالب السابقة ومطالب اللقاء المشترك وأنهم سيكونون سنداً لمحافظ تعز إذا ما خرج عن دائرة الفساد والقتلة في المحافظة وانحاز لصفوف الشعب وانتهج إرادة التغيير.
واستنكر البيان ما تنتهجه بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية من تحوير أو اجتزاء لمواقف المجلس الثوري أو للفعل الثوري نحو قضايا جزئية لا تخدم أهداف الثورة ولا تخدم الاستقرار في المحافظة.
وأكد البيان على سرعة مطالب الجنود المنضمين للثورة والتوقف عن تعسفهم وإهدار حقوقهم وحتى لا تكون الفتيل الذي يهدد أمن وأمان المحافظة كما أكد على أن الفعل الثوري قادر على أن يجتث كل القتلة والمجرمين والمفسدين وأن عجلة التغيير قد دارت ولا يمكن لأحد أن يوقفها عن الدوران.
من جانبهم واصل الأفراد والضباط والأفراد المنضمون للثورة صباح أمس ولليوم الرابع على التوالي اعتصامهم في شارع جمال "ساحة العدل" للمطالبة بتسوية أوضاعهم وإطلاق مرتباتهم وضمهم لأحد الألوية.
ومن المرجح وبحسب مصادر "أخبار اليوم" أن يفتح شارع جمال صباح اليوم وذلك بعد الجهود التي بذلتها اللجنة المشكلة من قبل محافظ المحافظة وتهدف إلى تسوية أوضاع المحتجين.
وأكد أحد الضباط المعتصمين لـ"أخبار اليوم" أن اللجنة ستقوم بصرف مرتبات كافة الأفراد والضباط خلال الأسبوع الجاري كما وعد بذلك محافظ المحافظة.
من جانبهم حذر الجنود المعتصمون بشارع جمال من بعض الأعمال الغير مسئولة التي قد تلجأ إليها بعض الجهات تحت مسمى الجنود المحتجين، مؤكدين خلو مسئولياتهم من أي عمل مخالف للاحتجاجات السلمية أو التعدي على ممتلكات الغير.
 وفي سياق آخر أقدمت أطقم عسكرية تابعة لقوات الحرس ظهر أمس بمحاصرة منزل المحامي والناشط الثوري/ عادل السماوي الكائن بمنطقة الكمب بمحافظة تعز.
وقال السماوي ـ وهو عضو في نقابة المحامين ورئيس اللجنة الاجتماعية بالمجلس الثوري ـ إن أطقماً عسكرية تابعة للحرس الجمهوري وعددها طقمان عسكريان مزودة بالرشاشات حاصرت منزله عند الساعة الثانية عشر ظهراً في منطقة الكمب بمحافظة تعز على خلفية قضايا سابقة ومتعلقة بمواقفه الثورية وأضاف السماوي أنه فوجئ ظهر اليوم بالطقمين العسكريين يقودهم قائد الحرس بالمحافظة العميد/ البخيتي يحاصرون منزله بدون أي مقدمات.