اعتبر الدكتور/ عادل الشرجبي ـأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء ـ وصول رئيس حكومة الوفاق الأستاذ/ محمد سالم باسندوه إلى قناعة بأن الدول الراعية للمبادرة قد تراخت عن أداء دورها في إنجاح التسوية السياسة في اليمن ودعوته للقوى الثورية والمشترك وشركائه إلى السعي بجدية لاستعادة زخم الثورة والعودة إلى اعتماد المسار الثوري كنهج وحيد لاستكمال أهداف الثورة والتخلي كلياً عن نهج التسوية السياسة.. اعتبرها نتيجة لطبيعة النظام السياسي الذي يديره حالياً؛ حيث أنه لو نظرنا إلى ماذا تحقق من أهداف الثورة سنصل إلى نتيجة أنه لم يتحقق سوى إقصاء علي عبدالله صالح من رئاسة الجمهورية, لكن النظام السياسي لازال يسير بنفس الآليات التي كان يدير بها البلاد قبل الثورة.
وأوضح الدكتور الشرجبي في تصريح لـ"أخبار اليوم" أن هذا الوضع يجعل من رئيس الوزراء مكبلاً بمنظومة تشريعية وبممارسة الحكم والسلطة تعيق قدراته على تنظيم برنامج الحكومة وتعيق الحكومة أيضاً في تحقيق أهداف الثورة التي قدمت من أجلها الكثير من التضحيات خاصة في العنصر البشري, مؤكداً أنه وفاء لدماء الشهداء لابد أن يتم نوع من التحول الكلي في طبيعة النظام السياسي.. مضيفاً: لكن يبدو أن رئيس الوزراء وجد نفسه يعمل في إطار النظام السياسي السابق.
وحول الإجراءات التي يجب على رئيس الوزراء أن يتخذها في ظل هذا الوضع.. قال الدكتور الشرجبي:على رئيس الوزراء ورئيس الجمهوري ومجلس الوزراء اتخاذ إجراءات قوية باتجاه الانتقال إلى نظام سياسي ديمقراطي حقيقى يحقق أهداف الثورة, مشيراً إلى أن من بين هذه الإجراءات إقرار قانون العدالة الانتقالية وإنهاء حالة الانقسام في الجيش اليمني, مؤكداً وجود الكثير من العراقيل التي تقف أمام الحكومة ويجب تجاوزها.
وأفاد أستاذ علم الاجتماع السياسي بأن دعوة رئيس الوزراء إلى الاستقالة يمثل نوعاً من الهزيمة لقوى الثورة؛ حيث قال إن استقالة رئيس الوزراء نوع من الهزيمة لقوى الثورة وأنا لا أوافق على دعوة رئيس الوزراء إلى الاستقالة, لأن ذلك يمثل إعلان هزيمة كاملة للثورة الشعبية اليمنية ولكن على رئيس الوزراء أن يعمل باتجاه إحراج الفاعلين الدوليين والإقليميين من أجل أن يتخذوا إجراءات تسرع بعملية الانتقال السياسي بما يحقق أهداف الثورة.
وحول ما إذا كان اعتراف رئيس الوزراء في مقاله- الذي نشرته صحيفة الوطن السعودية- بفشل التسوية السياسية يمثل هزيمة أيضاً قال الشرجبي: لا يعتبر هذا فشلاً وإنما هو نوع من الشفافية في طرح الموضوع على الشعب، لأن قوى الثورة هي المعنية بقضية استكمال المسار الثوري لإسقاط النظام.
وأضاف: أنا أرى أن بقاء علي عبدالله صالح في اليمن وبقاء إنقسام الجيش وعدم اتخاذ إجراءات سريعة وجريئة في هيكلة الجيش سوف يؤدي إلى بقاء الأوضاع كما هي عليه الآن وتكبل الحكومة والدولة ولا نستطيع أن نحقق شيئاً، معتبراً ما ذهب إليه رئيس الوزراء خطوة جيدة لم يسبقه إليها الأستاذ/ النعمان في نهاية الستينات عندما أعلن عدم قدرته على ممارسة أعمال الحكومة لوجود قوى اجتماعية تعيق قدرته على إدارة الحكومة بما يحقق أهداف المجتمع.
وأضاف في ختام تصريحه لـ "أخبار اليوم" نحن تعودنا من مجلس الوزراء منذ قيام الجمهورية اليمنية في الشمال بأنه لا تقدم أي معلومات للمواطنين وأن يكتفى دائماً بالقول بأن مجلس الوزراء ناقش القضايا المدرجة في جدول أعماله.. عندما يصارح رئيس الوزراء الشعب بالمعيقات التي تعيق عمل الحكومة فهذه خطوة أولى باتجاه التغيير.
