أفاد محمد الجاكي ـ عضو مجلس الشورى اليمني وأحد القيادات التاريخية لحزب المؤتمر الشعبي ـ أن الحزب تأسس منذ البداية حاملاً للثوابت الوطنية إلا أن مسيرته تعثرت إلى حد ما ولن يحقق النجاح الذي كان يطمح إليه منتسبوه.
جاء ذلك خلال حديثه لـ"أخبار اليوم" حول إلى أين يسير المؤتمر في ظل المطالبات بإعادة هيكلة الحزب، خصوصاً وأنه لم يتبق على حلول الذكرى الـ30لتأسيس الحزب سوى 3أيام فقط والتي يفترض أن تأتي هذه الذكرى بعد انعقاد المؤتمر العام الثامن للحزب الذي يبدو لا يوجد أية ترتيبات لانعقاده..
وأشار القيادي الجاكي أن المؤتمريين أنفسهم وحدهم من يحددون مصير تنظيمهم ومستقبل الحزب وهم من يحددون مسيرة الشعبي العام في المستقبل دون تدخل أي أحد من خارج الحزب، منوهاً إلى أن موضوع القيادة سواء على مستوى رأس المؤتمر أو اللجنة العامة أو اللجنة الدائمة أو القيادات للفروع تتحدث كلها في إطار الدورة الانتخابية للمؤتمر الشعبي العام في سبيل التحضير للمؤتمر العام القادم، مستدركاً إلا أنه وحتى الآن ـ (كما يبدو) ـ لم تحدد قيادات المؤتمر السير في اتجاه عقد المؤتمر العام القادم ولم تحدد الرؤية بشكل عام، معتبراً ذلك مسألة يحددها المستقبل والمؤتمريون بصورة خاصة.
وأضاف: بأن رأيه ليس مستقلاً عن المؤتمر وقياداته ورأى أنه يكفي ما مر به الوطن من صراع وأنه ليس مع إثارة أي صراعات ومشاكل جديدة وأنه أيضاً ليس مع سياسة شق صف المؤتمر.
ولفت إلى أن البلاد كلها شهدت صراعاً سياسياً محتدماً ودامياً وشاركت كل القوى السياسية في هذا الصراع، داعياً إلى تبني أهداف وطنية والحفاظ على الثوابت الوطنية التي قال أنها مهددة في ظل الصراعات السياسية الموجودة حالياً، حيث أن هناك قوى متربصة بالثورة والجمهورية والوحدة ـ حد قوله ـ وحذر في هذا السياق من أن الصراع داخل القوى الجمهورية الوطنية قد يمكن القوى المتربصة من تحقيق مآربها.
وقال إنه يجب ألا تنكئ الجراحات وألا يظل المتخندقون في خنادقهم حتى لا نجلب مصائب كبيرة للوطن.
وقال إنه يعتقد عدم وجود انشقاقات داخل المؤتمر بل خلافات وتباينات، ولاسيما في ظل هذه المرحلة، حيث الأزمة التي شهدتها البلاد تركت آثارها على كل ما في الوطن وكل التنظيمات والأحزاب.
واعتبر الجاكي أن حدوث أي انشقاق داخل حزب المؤتمر سوف يفيد قوى أخرى متربصة بالوطن وقواه السياسية الوطنية ولن يفيد المشترك.
وحول الإجراءات التي يجب على المؤتمر اتخاذها لتحوله من تنظيم شعبي إلى حزب سياسي قال الجاكي أن أمام المؤتمر الشعبي العام حالياً ومستقبلاً مهمة واحدة في أن يظل وفياً لمبادئه التي نشأ عليها وهي الثوابت الوطنية "الثورة، الجمهورية، الوحدة، وأمن واستقرار اليمن" وذلك للحفاظ على قواعده وشعبيته.
وأضاف بأن حزب المؤتمر تأسس منذ البداية كتنظيم شعبي حامل للثوابت الوطنية المتمثلة بالثورة اليمنية والجمهورية والوحدة، مشيراً إلى أن المؤتمر منذ تأسيسه تنظيم شعبي مفتوح لجميع اليمنيين وكان متاحاً لكل القوى السياسية حينها الانخراط في إطاره، حيث انخرط الإخوان المسلمين والقوى اليسارية والبعثيون والناصريون وقال: سار المؤتمر في سبيل تحقيق مضامين الميثاق الوطني وشعر الناس أن اليمن قادمة على عهد جديد في إطار تنفيذ ما تضمنه الميثاق الوطني، لكن المسيرة تعثرت إلى حد ما ولم يحقق المؤتمر الشعبي العام النجاح الذي كان يطمح إليه منتسبوه.
وأشار الجاكي إلى أنه لدى إحتدام الصراع بين المؤتمر وتكتل أحزاب المشترك وضع الخيرون ـ حد قوله، أيديهم على قلوبهم ـ من أجل مصلحة اليمن وحتى لا يهدر هذا الصراع المصالح الوطنية العليا، موضحاً أن الناس الخيرين من أبناء اليمن كانوا يخشون أن يذهب المتصارعون بالمصالح الوطنية كلها في سبيل تحقيق مصالح حزبية ضيقة، لافتاً إلى أن ما حصل في الفترة الأخيرة وما وصلت إليه الأمور من أزمة سياسية طاحنة، ذهب ضحيتها الوطن ومصالحه العليا، متمنياً من كافة الأطراف لملمة الصف الوطني وتناسي المصالح الذاتية والأنانية والحزبية من أجل مصلحة الوطن.