حشد الحراك الجنوبي صباح أمس أنصاره ومؤيديه في المحافظات الجنوبية إلى مديرية المنصورة وذلك لإحياء الذكرى 45 للاستقلال الوطني المجيد والذي شارك فيه عشرات الآلاف، في حين ذكرت مواقع مقربة من الحراك أن عدد المشاركين وصل قرابة مليون شخص قدموا من جميع المحافظات الجنوبية. 
وقد بدأ الاحتفال عقب صلاة الجمعة، حيث انطلق مئات الآلاف من المواطنين من شارع الشهيد مدرم بمدينة المعلا ووصولاً إلى مدينة المنصورة لتشييع الشهيدة "فيروز اليافعي" التي قتلت من قبل الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن في منزلها الكائن بمنطقة البساتين,
وعقب التشييع احتشد لأول المشاركون للاحتفال في ساحة المنصورة بمحافظة عدن والتي حضرها الأول مرة كافة القيادات الجنوبية وهم العميد ناصر النوبة, قاسم عسكر, صالح بن فريد العولقي، وشلال شائع، وصلاح الشنفرى، وغيرهم من القيادات الحراكية، بالإضافة إلى مشاركة الأطفال والنساء والشباب وكافة وشرائح المجتمع المدني من مختلف المحافظات الست للمشاركة في الاحتفال بمناسبة الذكرى 45 للاستقلال الوطني 30 نوفمبر
وفي المهرجان الجماهير ألقيت كلمة ترحيبية من قبل اللجنة المنظمة للمهرجان والتي حيت الجموع الغفيرة التي تحملت عناء السفر من مختلف محافظات الجمهورية للمشاركة في الاحتفال بمناسبة الذكرى 45 للاستقلال الوطني 30 نوفمبر وإرسال رسالة للمجتمع الدولي بان الشعب الجنوبي قد توحد من أجل حل قضيته واستعادة دولته المجيدة، كما تخلل المهرجان إلقاء العديد من القصائد الشعرية والأناشيد الشعبية والشعارات (لا حوار لا فيدرالية نحن أصحاب القرار) وغيرها من الشعارات وقد رفع المشاركون أيضاً صور الشهداء الذين سقطوا خلال السنوات الماضية انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي.
وخلال المهرجان صرح لـ"أخبار اليوم "ناصر الفضلي أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي بالقول: "إننا نقول لأصحاب النظارات السوداء أن يشاهدوا تلك الحشود الجماهيرية التي خرجت لإطلاق صوتها الحر المطالبة باستعادة الدولة, موضحاً انه كان يأمل من سفراء الاتحاد الأوروبي حضور المهرجان لاستماع صوت الشعب وليس للقيادات التي هي زائلة وسيبقى الشعب يدافع عن قضيته.
وأضاف أنه منذ الاستقلال عام 67م لم تشهد عدن مثل ذلك المهرجان الجماهير، مشيراً إلى أنه أقشعر بدنه وهو يرى تلك الحشود في تشيع الشهيدة "فيروز"، التي قدمت سيراً على الأقدام عبر الطريق البحري، منوهاً بأن المشاركين في التشيع كانوا نسقاً واحداً، بدايته من الشارع الرئيسي بالمعلا ونهايته في مقبرة كابوتا بمدينة المنصورة يسيرون في خط واحد، مطالباً المجتمع الدولي إلى ضرورة إعادة النظر في مطالب الشعب الجنوبي العادلة في تقرير مصيره واستعادة دولته.
 وفي ختام المهرجان الجماهيري أصدرت اللجنة المنظمة للمهرجان بياناً أكدت فيه أن الاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين للاستقلال الأول وبهذا الحجم غير المسبوق ما هو إلا رسالة واضحة من شعب الجنوب إلى العالم، وقال البيان إننا هنا على أرضنا ونقترب من يوم النصر العظيم, ونجدها مناسبة نجدد العهد والوفاء لشهدا الجنوب بأننا ماضون نحو الحرية وطرد المحتل مهما كلفنا ذلك من تضحيات سنظل ننتهج النضال السلمي طريقاً ومسلكاً سياسياً نضاليا مهما كانت الصعوبات.
وبهذه المناسبة العظيمة والغالية نؤكد على ما يلي:
1- نجدد العهد والوفاء والالتزام الأخلاقي الثوري والمبدئي على مواصلة نضالنا السلمي حتى تحقيق النصر وطرد المحتل واستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية, ورفض التعامل مع أي إطار يخلط بين مشروع الاحتلال ومشروع الاستقلال .
2- تكريس نهج التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي في سلوكنا الثوري اليومي وتفويت الفرصة على أعداء الجنوب في زرع الدسائس والفتن وتغذية النزعات الضيقة المرفوضة شكلاً ومضموناً.
3- الحفاظ على وحدة ثورة الجنوب السلمية وتلاحمها الكفاحي ورص الصفوف والسيطرة على التباينات مهاما كان حجمها واعتبار قضية التحرير والاستقلال وطرد المحتل فوق كل الاعتبارات.
4- نجدها مناسبة عظيمة لتقديم الشكر والتقدير لسيادة الرئيس المناضل علي سالم البيض لوقوفه إلى جانب مشروع شعب الجنوب التحرري وثباته وصلابة معدنه الأصيل رغم كل ظروف المعاناة والقهر السياسي طيلة عشرين عاماً من التشريد إلا أنه أراد يعيش الجنوب بداخله ويسكن بوجدانه واختار الطريق الأصعب ولكنها الطريق الصحيح.
5- التأكيد على الحوار بين كل المكونات الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال الثوري بهدف تشكيل جبهة وطنية عريضة وفتح المجال لكل أبناء الجنوب والترحيب بهم للحوار تحت مظلة ثورة الجنوب التحريرية دون سواها.
وأكد البيان رفضهم للحوار، وجدد المطالبة للمجتمع الدولي بسرعة التدخل الفوري لمساعدة شعب الجنوب لاستعادة دولته.
وجاء في البيان أيضاً أنه يؤكد ويجدد موقفه من الحوار كما يلي:
1ـ أن يكون الحوار التفاوضي بين ممثلين عن دولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية) ودولة الجمهورية العربية اليمنية بعد الاعتراف بقضية شعب الجنوب وبالحراك الجنوبي كممثل وحامل سياسي لهذه القضية وتكون الجهة الراعية أو أحد الرعاة الأساسيين من الأطراف الدولية المؤثرة وتحديدا"الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
2ـ توفير الحماية الدولية الإنسانية لشعب الجنوب وإيقاف الجرائم والانتهاكات, وذلك لخلق مناخ سياسي ملائم للتفاوض يتمثل من خلال سحب جميع الوحدات العسكرية والمليشيات التابعة للاحتلال وإيقاف المحاكمات والملاحقات وإطلاق جميع الأسرى وإلغاء الأحكام ضد السياسيين والصحفيين الجنوبيين.
3ـ احترام إرادة شعب الجنوب المعبر عنها يومياً في ساحات النضال السلمي هذه الإرادة الجمعية المطالبة بالتحرير والاستقلال حيث أن شعب الجنوب الحر الذي تظاهر في 21/ مايو/1994م مؤيداً لإعلان فك الارتباط هو الشعب نفسه وبحماس مضاعف يؤيد الإعلان، كما عبر عن ذلك في عدة مناسبات لعل أهمها موقفه الجماعي من الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21/ فبراير/ 2012 التي مثلت استفتاءً شعبياً من أجل استعادة دولة الجنوب المستقلة برفض قبول انتخابات التسوية وما تلاها منذ فبراير الماضي من إعادة بناء منظمات المجتمع المدني والنقابات وإعلان فك ارتباطها من مؤسسات صنعاء إلا تجسيداً عملياً لفك الارتباط عن نظام صنعاء.
4ـ أن يكون طرف الجمهورية العربية اليمنية المفاوض قادر على اتخاذ القرارات وتنفيذها في حال الاتفاق عليها، مع إيجاد ضمانات دولية وإقليمية لتنفيذها.