مجلس الأمن يحذر من محاولة تعطيل الحوار وبن عمر :

صالح ما زال ناشطاً كرئيس لحزب المؤتمر الذي يتصرف كقائد للمعارضة ويكيل النقد للحكومة.. العملية الانتقالية لا تزال مهددة والفاسدون حريصون على عرقلتها ويرفضون الاستسلام

2012-12-06 04:39:43 أخبار اليوم/ خاص

وجه أعضاء مجلس الأمن الدولي تحذيراً للأطراف التي تحاول تعطيل عملية الحوار الوطني باليمن, ودعا المجلس خلال مناقشته الثلاثاء في الجلسة التي كرست للاستماع إلى التقرير الذي قدمه المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر في إطار الاجتماعات الدورية للمجلس لمتابعة تطورات الأوضاع باليمن وسير العملية الانتقالية المستندة على المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن 2014 و 2051.
وفي تقريره المقدم لمجلس الأمن أكد بن عمر أن العملية الانتقالية لا تزال مهددة من الذين لم يدركوا بعد أن التغيير يجب أن يحدث الآن.
وأشار بن عمر إلى عدم استسلام الفاسدين على اختلافهم, اذ أنهم لا يزالون حريصين على عرقلة العملية الانتقالية والاستفادة من عدم الاستقرار, لافتاً إلى أن الوضع الإنساني يمر بأزمة حادة، حيث يعاني نصف سكان اليمن تقريباً من انعدام الأمن الغذائي.
واعتبر بن عمر اتخاذ تدابير بناء الثقة لمعالجة مظالم الجنوبيين ومنها قضية المسرحين قسراً من الخدمة المدنية والجيش بعد حرب 94 وأولئك الذين صودرت أراضيهم وممتلكاتهم, وتوفير أي تقدم للحوار في هاتين القضيتين من شأنه خلق مناخ مواتي لبداية بناءة للحوار
وفي حين أثنى بن عمر، في تقريره المقدم إلى المجلس على التقدم المحرز على صعيد ترجمة خطوات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. أكد في ذات الوقت أن اليمن ما يزال يواجه تحديات رئيسية عديدة أبرزها إعادة هيكلة الجيش والأمن تحت قيادة موحدة والسلاح المنتشر في أرجاء البلاد بجانب انتشار الإرهاب والفساد.
وأضاف :"كثير من اليمنيين ينتظرون من مجلس الأمن أن يراقب عن كثب هؤلاء المعطلين، وأن يعاقبهم إذا أقتضى الأمر ذلك".
وأوضح بن عمر أن مناخ عدم الثقة لم يتبدد بين الكتلتين السياسيتين الرئيستين في البلاد اللتين تشكلان حكومة الوفاق الوطني.. وقال في هذا الصدد: " بينما يشعر حزب المؤتمر الشعبي العام أنه مستهدف بشكل غير عادي لاستبعاد كوادر محسوبة عليه، تشكو المعارضة السابقة المشاركة حالياً في الحكومة، من عدم كفاية التمثيل وتصر على السعي إلى تعيينات في مناصب رئيسية".
وأضاف:" وفي حين وقَّع الطرفان على المشاركة في حكومة وفاق وطني، تستمر الحملات الإعلامية بينهما، حيث يذكي النهج التحريري الحزبي لوسائل الإعلام المملوكة لكلا الطرفين نار العلاقة المتأزمة أصلاً ".
وأردف المبعوث الأممي قائلاً: "إن الرئيس السابق علي عبد الله صالح مازال ناشطاً كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتصرف كقائد للمعارضة ويكيل النقد لحكومة الوفاق الوطني، رغم أنه يمثل نصف تشكيلها".
واستطرد قائلاً: "ما يفشل كثير من السياسيين في إدراكه، هو أن المشهد السياسي يتغير، مع إمكان تغير التحالفات، وهناك من لا يزالون ينظرون إلى الوضع من منظور عالق في تحالفات الماضي الثابتة، بدلاً من التطلع إلى المستقبل والتكيف مع الأوضاع الجديدة".
وأشار المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى أن اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني الذي تشارك الأمم المتحدة في الإعداد له، كانت وصلت قبل بضعة أيام إلى طريق مسدود في نقاشها لنسب التمثيل وتخصيص المقاعد للمكونات التي ستشارك في مؤتمر الحوار.
وتابع قائلاً: "وبناءً على طلبها، قدمت أفكاراً للمساعدة في تقدم عملية الحوار الوطني، مع التشديد على عدم وجود معادلة مثالية يمكن أن ترضي جميع الأطراف". . معبراً في هذا الشأن عن سعادته في أن تلك الأفكار أسهمت في حل تلك القضية الخلافية الأخيرة التي واجهت اللجنة التحضيرية.
وأكد بن عمر أن الساعات الطويلة والجهود الحثيثة التي بذلتها اللجنة التحضيرية شارفت على الانتهاء وسوف تثمر جهودها عن تقرير نهائي يحدد ضوابط المؤتمر وهياكله .
ومضى قائلاً: "وتماشياً مع معايير الأمم المتحدة، نجحنا في دعم طلب المجموعات النسائية المحلية بتمثيلهن في مؤتمر الحوار الوطني بنسبة ثلاثين بالمائة على الأقل".. لافتاً في ذات الوقت إلى أهمية أن تتخذ الحكومة اليمنية إجراءات من أجل معالجة مطالب الجنوبيين بهدف تعزيز الثقة وخلق مناخ مناسب لإطلاق عملية الحوار الوطني.
وأشاد المبعوث الأممي بصدور القرار الرئاسي بتعيين لجنة جديدة للانتخابات لتقوم بوضع لوائح انتخابية جديدة للتحضير للانتخابات القادمة التي يبدو الطريق نحوها طويلاً وصعباً .
ودعا بن عمر مجلس الأمن والشركاء الدوليين، إلى دعم عملية الانتقال السلمي في اليمن، والتي ترتكز على خارطة طريق واحد تحظى بتأييد كبير من الشعب اليمني وتوفر رؤية وفرصة لمشاركة فعلية من الجميع.
وألقى المندوب الدائم للجمهورية اليمنية لدى الأمم المتحدة جمال عبدالله السلال، كلمة اليمن خلال الجلسة، أكد فيها أن الأطراف السياسية اليمنية بالتعاون مع المجتمع الدولي تعمل من أجل إنجاح العملية السياسية الانتقالية ودعم جهود الأخ الرئيس/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.. معتبراً زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني أواخر نوفمبر الماضي إلى اليمن، رسالة دعم واضحة من المجتمع الدولي لهذه الجهود.
وأوضح السفير السلال أن الجهود منصبة حالياً وبشكل أساسي على استكمال كافة التحضيرات لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مبيناً في هذا الخصوص أن اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للمؤتمر الوطني للحوار انتهت مؤخراً من توزيع حصص ونسب مشاركة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة والمكونات الاجتماعية الأخرى، وتشارف حالياً على الانتهاء من مهامها تمهيداً لبدء بالحوار .
واستعرض مندوب اليمن الجهود المبذولة لتنفيذ خطوات المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بما في ذلك استمرار عمل لجنة الشؤون العسكرية لإعادة وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار بالتوازي مع تواصل الجهود للتحضير لعملية هيكلة القوات المسلحة والأمن والتي تسير بخطى حثيثة.
وتناول السفير السلال الصعوبات والعوائق التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على العملية السياسية الانتقالية في اليمن، وفي مقدمة ذلك تهديدات تنظيم القاعدة الإرهابي، علاوة على ما تواجهه الحكومة من أزمة وتحد حقيقي في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية من شأنها أن تؤثر أو تعطل مسار أي تقدم سياسي .
وطالب الدول والمنظمات المانحة الوفاء بتعهداتها لدعم برامج التنمية الاقتصادية التي تتبناها حكومة الوفاق بما يسهم في التخفيف من معاناة المواطنين.
 
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد