قال العميد ناصر محسن الفضلي, أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي، إن مقابلة قوى الحراك لوزير الدولة البريطاني وسفراء الدول الأوروبية كان انتصاراً عظيماً يضاف إلى مسيرة الدولة الجنوبية العادلة وذلك من خلال اللوحة التي قدمها وفد مكونات الثورة والمتمثلة في وحدة الهدف المتضمن الاستقلال والتحرير.
وأضاف الفضلي في تصريح لـ "أخبار اليوم" أن لقاء كافة فصائل الحراك مع السفراء يعد اصطفافاً جنوبياً, مشيراً إلى أن السفراء خرجوا من الاجتماع بانطباع غير مسبوق فيما يخص ما يسمى بالحوار، وبأن شعب الجنوب لن يرضى إلا بالاستقلال والتحرير، لافتاً إلى أن الوفد الأوروبي كان يتمثل بالوزير البريطاني لشؤون الخارجية والسفير الأميركي و السفير الروسي, وسفير الاتحاد الأوروبي والسفير البريطاني, حيث سلم وفد الثورة الجنوبية رسالة مشتركة إلى الوفد تهدف في مضمونها إلى المطالبة بالتحرير والاستقلال وأن يكون هناك تفاوض بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية.
وأضاف أنه في اللقاء تحدث المناضل محمد علي أحمد أمام الوفد بأنه لا يمكن أن يكون هناك تفاوض أو تحاور في ظل الخوف والقمع التخريب والجنوب يواجه ثكنة عسكرية، وان الوحدة انتهت وان ما هو حاصل في الجنوب يعد احتلالاً بمعنى الكلمة وان الوحدة قد فرضت بقوة السلاح وأنها قد انتهت وأنه على المجتمع الدولي أن يقر بأحقية شعب الجنوب بالاستقلال والتحرير واستعادة دولته المنهوبة وفق قرارات مجلس الأمن, مشيراً إلى أن العميد النوبة قد تحدث في اللقاء أيضاً وأكد أن شعب الجنوب قد حزم أمره دون رجعة عن خيار الاستقلال والتحرير ولا رجعة فيه..
وأكد أيضاً أن علي هيثم القريب قد تحدث أيضاً وأشار إلى أن المبادرة الخليجية لا تعني شعب الجنوب, في حين قال الشيخ صالح بن فريد العولقي للوفد في الاجتماع أنتم تدركون بأن الوحدة قد انتهت وأن شعب الجنوب من حقه أن يستعيد دولته وأنه من المستحيل الدخول في الحوار ما لم يكون هناك الإستقلال..
أما الناشطة انتصار خميس فقد قالت إذا كان قدومكم من أجل فرض واقع الحوار على شعب الجنوب تحت سقف الوحدة، فان ذلك يعد مستحيلاً، وواصل الفضلي تصريحه بالقول بان الوزير البريطاني ألقى كلمة قدم خلالها الشكر والتقدير لوفد قوى الثورة الجنوبية والملاحظات التي قدموها من أجل حل القضية الجنوبية وقال "لن نأتي إليكم بشروط ونحن لسنا من يقر بل أنتم من تقررون في قضيتكم"، مشيراً إلى أن السفير الأميركي قد اعترف بأن ما حدث في الجنوب أمر سيئ وان ما سعت حكوماتهم جميعاً من أجل فصل الصراعات بين الدولة والشعب وعلى جميع اليمنيين النظر إلى المستقبل وأكد بان قضية الجنوبيين سيتم حلها من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وكذا القضايا الأخرى التي تخص الشأن اليمني.
واختتم تصريحه بالقول إن اهتمام المجتمع الدولي بالجنوب باعتبار الجنوب دولة وتمتلك موقعاً استراتجياً لذا يجب أن تحل القضية الجنوبية على أساس التفاوض الندي، إذا كانوا يسعون إلى الأمن والاستقرار لشعب الجنوب.
من جانبه أكد العميد ناصر النوبة أن قوى الحراك الثورية الجنوبية التي ألتقت بالسفراء قد أعلنوا رفضهم التام للمشاركة في الحوار الوطني باعتبار المبادرة الخليجية قد أخفقت عند تناوله للقضية الجنوبية بشكل جدي وعدم النظر إلى خطورة وأبعاد عدم حلها وأخفقت في وضع مخرجات الحوار قبل انعقاده وبصورة استباقية.
وأشار العميد ناصر النوبة ـ مؤسس الحراك الجنوبي السلمي في تصريح لـ"أخبار اليوم" ـ إلى أن القضية الجنوبية سيادية وسياسية لا تحل عن طريق الحوار وإنما عن طريق التفاوض، منوها بأن التفاوض قد تم بين الشمال والجنوب أثناء فترة حرب 94م وتحت إشراف دولي، وقد التزمت آنذاك حكومة الدكتور محمد سعيد العطار رئيس الوزراء آنذاك بالحفاظ على أمن وسلامة الجنوبيين ولكن ذلك لم يتم، فقد بلغ عدد الشهداء الجنوبيين منذ عام 2007م وحتى اليوم إلى أكثر من ألفي شهيد على الرغم من الحراك السلمي, وان ذلك ما يجعل الحراك يطالب بالقرارات الأممية والتفاوض الندي شمالي جنوبي وحق تقرير مصير الجنوب الذي سيؤدي إلى الاستقلال.
وأضاف أن الوقائع والأحداث تؤكد استحالة استمرار أي نوع من أنواع التوحد مع الإخوة الشماليين, وأنه بعد أن دمرت الجنوب كدولة، فإنه لا يمانع من تحديد فترة زمنية (الوقت الأمن) يتراوح بين ستة أشهر إلى سنة للانتقال إلى الدولة الجنوبية عبر الحوار التفاوضي بضمانات إقليمية ودولية وفي دولة أخرى وبشكل ندي شمالي جنوبي وتكون نتائجه خاضعة للخيار الشعبي الجنوبي, ووضع استفتاء للجنوبيين
وأكد أيضاً على ضرورة استصدار مبادرة جديدة أو اتخاذ إجراءات في إطار المبادرة السابقة تعيد الثقة للجنوبيين في المجتمع الدولي والإقليمي وتؤكد الحرص على حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يكلل بالاستقلال.
إلى ذلك علمت "الصحيفة" أنه في ذات اللقاء الذي حضره من جانب الحراك كلاً من: محمد علي احمد ولطفي شطارة وتمام باشراحيل والشيخ حكيم الحسني والشيخ صالح بن فريد العولقي ورضية شمشير والسيدة أم صخر (عيشة) والعميد ناصر علي النوبة وباشراحيل هشام باشراحيل وحسن باهارون وعلي هيثم الغريب وناصر الفضلي، أن السفير الأميركي جيرالد فيرستاين خاطب قادة الحراك بعد انتهاء الجلسة بلغة حادة وناصحة بالقول: عليكم أن تكونوا جزءاً من الحل ولا تكونوا حجر عثرة في طريق التسوية السياسية والتغيير الذي يجب أن يمضي إلى ما هو مقرر له والعالم كله يقف خلفه، وحتى لا يجرفكم التيار الكاسح للإرادة الدولية المجتمعة فتصبحون في العدم.
وأضاف المصدر لـ(أخبار اليوم) أن قادة الحراك الذين استمعوا للمترجم اكتفوا بهز رؤوسهم.
من جانبه اعتبر الناشط السياسي وعضو اللجنة الفنية للحوار الوطني لطفي شطارة الحوار هو السبيل الوحيد الذي يراهن عليه المجتمع الدولي لخروج اليمن من الأوضاع الحالية إلى طريق آمن يجنب البلاد مزيداً من الانزلاق.
وأضاف شطارة في تصريح لـ"أخبار اليوم " أن اجتماع السفراء الأوربيين الذي عقد أمس في عدن مع قوى الحراك ومنظمات المجتمع المدني، كان الهدف منه الاستماع إلى رأي هذه القوى والمنظمات في الحوار الوطني ومساعدتهم وحثهم على ضرورة المشاركة في الحوار باعتبار أن أي مطلب لن يتحقق إلا عبر الحوار.
وأشار السفراء خلال اجتماعهم -بحسب شطارة- إلى أن لجنة الحوار قد قطعت شوطاً كبيراً من أجل إنجاح الحوار الوطني بعد إعطاء الجنوبيين 50 % للمشاركة في مؤتمر الحوار.
وأكد بان سفراء المجتمع الدولي خلال لقائهم بقوى الحراك ومنظمات المجتمع المدني قدموا رسالة واضحة بان هناك ضمانات من المجتمع الدولي تتضمن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني , مؤكداً بأنه يجب على قوى الحراك أن يستجيبوا للمجتمع الدولي وليس مواجهته وان يطرحوا قضيتهم ورؤيتهم في الحوار الوطني.
وأشار إلى أن وزير الدولة لشئون الخارجية البريطانية قد تحدث خلال اللقاء مخاطباً قوى الحراك ومنظمات المجتمع المدني بان المجتمع الدولي معترف بان هناك قضية في الجنوب وانه ينبغي عليهم أن يتركوا الماضي خلفهم ويتعلمون منه لبناء المستقبل ، لافتاً إلى أن هناك ضمانات أكيدة لتنفيذ ما سيتمخض عنه الحوار وان مشاركتهم الأكيدة بالحوار يمثل النجاح له ولفت إلى أن اللغة التي تحدث بها السفراء كانت دبلوماسية بحتة من أجل طمأنت وجذب قوى الحراك للمشاركة في الحوار .
 وبحسب شطارة فإن لقاء السفراء بالجنوبيين كانت فرصة تاريخية، حيث اجتمع الجنوبيون على طاولة واحدة كونهم لم يجتمعوا خلال دولة الوحدة، مطالباً كافة القوى بضرورة المشاركة في الحوار.