في مسيرة مليونية غاضبة هي الأولى من نوعها تدشيناً لمرحلة الغضب الثوري، خرج ملايين اليمنيين عصر أمس الخميس يطالبون الرئيس هادي بسرعة هيكلة الجيش والأمن ويرفضون محاولة بعض الجهات تمييع أهداف الثورة السلمية والالتفاف عليها.
ومن خلال هذه المسيرة المليونية، أثبت الثوار أن الفعل الثوري لم يتراجع خطوة واحدة، بل يزداد زخماً حتى تحقيق كافة الأهداف، وأكدوا إيمانهم باستمرار العمل الثوري وأنه لن يقف أمامهم أي عائق في التصعيد السلمي.
 وكانت الاستعدادات القوية التي أعدت لها اللجنة التنظيمية للثورة قد أكسبت المسيرة زخماً قوياً وحشوداً فاقت التوقعات، ونددت المسيرة بأعمال التخريب التي تستهدف أنابيب النفط والغاز وخطوط نقل الكهرباء, مطالبين بمحاكمة ومعاقبة من يقفون وراء هذه الأعمال التخريبية.
وفي المسيرة التي انطلقت من شارع الرباط بصنعاء، مروراً بشارع 16 وحتى الوقوف أمام منزل الرئيس/عبد ربه منصور، طالبت بإسقاط الحصانة وتقديم الرئيس السابق وكافة المتورطين في قتل شباب الثورة للمحاكمة لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية بحق شباب الثورة واستعادة الأموال المنهوبة وإطلاق سراح المعتقلين من شباب الثورة والكشف عن مصير المخفيين قسراً.
وخلال المسيرة ألقى الدكتور/فتحي العزب كلمة حيا فيها الثوار على صمودهم ووصفهم بأنهم طليعة الشعب اليمني.
وقال العزب: إننا اليوم نجتمع اليوم أمام بيت الرئيس هادي الذي انتخبتموه جميعاً أيها الثوار وهي الخطوة الأولى لنقل السلطة من أجل يستكمل الرئيس أهداف الثورة، هذا هو الغرض من تصويتكم له، لكن هادي لم يدرك بعد أنه أصبح رئيساً وأنه يمتلك القرار وحده.
وأكد العزب أن الشعب الذي أسقط صالح قادر على أن يسقط كل من يقف حجرة عثرة أمام هذا الشعب العظيم.. وطالب هادي بسرعة إقالة بقايا عائلة صالح قبل فوات الأوان.
كما ردد المتظاهرون هتافات ثورية، حيث كان التفاعل مع ترديد الهتافات سيد الموقف وأصوات الثوار تتردد "محاكمة.. محاكمة" ورجع الصدى يتردد في سماء العاصمة كقنابل أعادت لشباب الثورة إيمانهم بمحاكمة القتلة وللشوارع التي مرت بها آمالهم في تحقيق أهداف الثورة.
ورفع شباب الثورة صور شهداء الثورة الشعبية، متعهدين بمحاكمة القتلة، والوفاء لشهداء الثورة وإسقاط حصون بقايا الاستبداد ومؤكدين استمرار الثورة الشعبية حتى بناء الدولة، كما رفعوا لافتات تدعو الرئيس هادي لسرعة إقالة بقايا العائلة وإنهاء انقسام الجيش والأمن قبل الحوار.
ودعت مليونية الثوار، إلى نزع سلاح المليشيات والجماعات المسلحة في كل محافظات الجمهورية وإخلاء العاصمة والمدن من المعسكرات, وفرض سيطرة الدولة على كافة مناطق البلاد أمنياً وإدارياً.
وكانت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية قد اشترطت مشاركة شباب الثورة في مؤتمر الحوار الوطني القادم بتنفيذ جملة من الضمانات الأساسية التي تساهم في نجاح مخرجاته.