احتشدت جماهير غفيرة أمس على امتداد شارع الستين بالعاصمة صنعاء للمشاركة في جمعة "الغضب الثوري" التي دعت لها اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية..
وأكدت الجماهير الثائرة على الاستمرار بالثورة حتى تحقيق كافة أهدافها وإسقاط الحصانة ومحاكمة القتلة واستردد الأموال المنهوبة وتأتي هذه الجمعة بعد مليونية الغضب الثوري التي جابت عدداً من شوارع العاصمة.
وطالب خطيب الستين أ/عبدالسلام الخديري خلال خطبتي الجمعة، رئيس الجمهورية بسرعة إقالة بقايا العائلة وهيكلة الجيش والأمن للتهيئة للحوار الوطني.
وقال: إن الثورة التي أطاحت بالراقص على رؤوس الثعبان لم تطيح بالثعبان وقد تحركت الثعابين لاستهداف الغاز والكهرباء، مطالباً هادي أن يطيح بالثعابين..
واعتبر انه من العار أن يتعاطى رئيس الجمهورية والحكومة في الحديث عن الثورة السلمية باستحياء، مؤكداً عدم القبول بذلك.
واستغرب الخطيب متسائلاً: كيف يكون الثائر معتقلاً والقاتل محاوراً؟!!.. تلك قسمة ضيزا وهل مؤتمر الحوار إلا ثمرة من ثمار الثورة والذي يعتبر الجرحى والمعتقلون شرارتها ووقودها مالكم كيف تحكمون ؟!.
 وطالب خطيب الستين بإخراج المعسكرات من العاصمة والمليشيا ت المسلحة واعتبرها من مهددات الحوار الوطني والقائمون عليها هم المعرقلون للحوار حد قوله، مضيفاً بأن صنعاء اليوم تجثم على مخازن من الأسلحة يحيط بها سياج عسكري بعضه خارج سيطرة الرئيس والحكومة ووزارة الدفاع وانتشار تجار السلاح عسكريين ومدنيين اغلبهم يتبعون نافذين من النظام السابق، حيث حين شعروا بدنوا لحظة الرحيل قاموا بنهب الأسلحة من معسكرات الدولة.
 وأشار إلى أن 90%من أسلحة الدولة تباع في الأسواق وهذه عمليات النهب الواسعة لضباط يتبعون العائلة تعمل على تأخير الهيكلة.
وتساءل الخديري: ما شأن الحاويات التي ضبطت في ميناء الحديدة التي كانت متجهة إلى صعدة وما مصير السفن الإيرانية التي كانت متوجهة إلى صعدة والأسلحة التركية والمسددات الكاتمة للصوت وشحنة البسكويت ومجموعة مناظير مرت من ميناء الحديدة ملفوفة بحفاظات الأطفال هذا ما سمعناه في الثورة الشبابية وقبل هذا لم نسمع شيئاً يعني هذا أن تجارة السلاح كانت برعاية النظام السابق وثمنها دماء الأبرياء من اليمنيين ـ حسب تعبيره.
ولفت إلى أنه من حق الثوار أن يعرفوا كيف يمكن أن يتسنى بناء الدولة المدنية والأسواق تعج بكافة أنواع الأسلحة ومليشيات مسلحة تمتلك الأسلحة بقدر ما تمتلك الدولة.
وأضاف أنه لا يمكن أن تقوم دولة مدنية إلا علي أساس المواطنة المتساوية التي يخضع فيها المواطن مع المسئول لسلطة القانون لا لسلطة السلاح.
وقال إن حل الكثير من القضايا لا يكون إلا بإقالة العائلة الذين يعبثون بمقدرات الجيش ويدفعون بالسلاح إلي المدن وأشار إلى أن عدن الجميلة عنوان المدنية والأصالة وتعز الثقافة حولها بقايا العائلة إلى شبح يهدد المدنية.
ونوه إلى محاولة السياسيين معالجة قضية صعدة وقضية الجنوب في مؤتمر الحوار، فيما السلاح أصبح يهدد كل شيء وهذه صيحات وإنذار مبكر من الثوار.
وطالب خطيب الستين باستعادة المحافظات والمديريات من أيادي المليشيات المسلحة وتساءل كيف يكون الحوار وجزء من بلانا خارج سيطرة الدولة أمنياً وإدارياً وقال إن المواطنين في تلك المدن المسيطرة عليها المليشيات أشبه بالمعتقلين يتوجب على السلطة سرعة إطلاقهم من أيدي المسلحين.
وطالب الخطيب العلماء والمشايخ والمثقفين والسياسيين الوقوف صفاً واحداً لمنع التخريب وعرقلة قرارات الرئاسة، داعياً العلماء إلى إصدار بيان واضح يوضحوا فيه حرمة الدماء والأموال والأعراض، مطالباً الأحزاب بإعلان الفصل النهائي لكل من يتورط في قطع الطريق وضرب الكهرباء أو قتل الآمنين وعلى أصحاب الأفكار أن يبتعدوا عنها بقوة السلاح والطائفية وأردف: نقول من هنا من ساحات الثورة لن نستبدل صنماً دينياً بدلاً صنم سياسي فلا أصنام ولا مرجعيات ولا فضل أحد على أحد.
وتساءل خطيب الستين لماذا يتجاهل الإعلامي الرسمي مسيرات الشباب الثائرين بمئات الآلاف و المناشط الثورية، أليس نحن من أبناء الشعب، أما أن الإعلام قد اكتفي بكف الإساءة لنا فقط ويعدها انجازاً..
وخاطب الإعلاميين بقوله ركزوا على ما يجمع شمل الأمة. فعلينا أن نفهم أن الحوار هو من قضايا الأمة الكبرى وعلى القائمين على الإعلام عليهم أن يسرعوا بإعداد إعلام موحد في هذا الاتجاه و تنفيذ المبادرة الخليجية.
وخاطب الرئيس هادي: أننا في جمعة الغضب الثوري نسمعك صوتنا من هنا ونقول لك سمعنا منك أول ما صعدت إلى كرسي الرئاسة، كلمة قلت فيها إن الشباب رموا حجرة كبيرة في المياه الراكدة ونحن نقول لك اليوم إن رمي تلك الحجر أسقطت النظام وأتت بك والآن نشعر بأن التباطؤ في استكمال نقل السلطة وفي إبعاد بقايا العائلة أدى إلى ركود تلك المياه، بل تغيرت حتى أزكمت أنوفنا من رائحتها الكراهية ـ حسب تعبيره الخطيب الخديري.
وقال: نؤكد لك أيها الرئيس وللرعاة المبادرة في الإفصاح عن المعرقلين للتسوية ونؤكد لشبابنا في الداخل والخارج أننا في جمعتنا هذه "جمعة الغضب الثوري" لا زلنا نمتلك أحجاراً أخرى لا تحرك المياه الراكدة التي تطيح ببقايا العائلة فقط وإنما بإمكانها أن تطيح وتطيش بالمياه الراكدة واستبدالهم بمياه جديدة.
وخاطب الثوار: لقد رجفت الراجفة فأسقطت الطاغية وسنتبعها من اليوم بالرادفة التي تسقط البقية الباقية، فدماء شهداءنا ستبقي حاضرة وجرحنا مازالوا في أسرة المرض و معاقونا مازالوا في كراسيهم المتحركة التي تطيح ببقايا العائلة.
وقال لقد أدرك النظام السابق أننا نخرج من هدف إلى هدف ونحقق هدفاً بعد هدف، فعلموا أننا سندخل في مؤتمر الحوار، فبدأوا في العرقلة بقطع الكهرباء وفتح معركة مفتوحة ضد مصالح الشعب اليمني وتوزيع الأسلحة وإقلاق السكنية وأشار إلى أن بقايا النظام يفعلون ذلك عبر من أسماهم مندوبيهم الذين لا زالوا موجودين في المؤسسات المدنية والعسكرية، فعلى عبدربه منصور هادي أن يسرع في إقالتهم.
وقال خطيب الستين "إلى الذين يرقبون المشهد المصري ويتمنون أن يتحول الربيع إلى شتاءٍ أفيقوا قد أزهرت أشجار الربيع وغداً تأتي ثمارها بإذن ربها، فلن يعود اللبن إلى الضرع أنتم تنتظرون شياطينكم ونحن ننتظر وعد الله.
وأدى ثوار العاصمة صلاة الغائب على شهداء مصر وسوريا وهتف الثوار بسرعة تحقيق أهداف ومحاكمة القتلة.