علمت "أخبار اليوم" من مصادر خاصة في محافظة تعز أن وفد اللقاء المشترك الرفيع والذي يضم قيادات من الصف الأول لأحزاب المشترك قد أحرز بعض التقدم المشجع لإنهاء حالة الانقسام والخلاف بين مكونات الثورة ومكتسباتها.
وأكدت المصادر أن الأطراف التي استميلت من قبل جماعة الحوثي قالت لوفد المشترك بأنها اتخذت هكذا موقف كناتج لحالة التباين التي حصلت بين مكونات الثورة من جهة وبين أحزاب المشترك من جهة ثانية بعد تنحي الرئيس السابق وانتخاب الرئيس، هادي، وأنها لا تعكس من خلال مواقفها تلك المناصرة لجماعة الحوثي عن قناعتها الحقيقية وإنما هي مرحلة فرضتها عليهم تلك التباينات وشعورهم بالإقصاء، وكذلك ناتج عن مخاوفهم من عملية إجهاض الثورة قبل تحقيق أهدافها.
ويأتي هذا التحرك لقيادة أحزاب المشترك في المركز صنعاء لاحتواء تداعيات الأزمة التي تعيشها أحزاب المشترك بعد أن تطورت ووصلت إلى مرحلة تدخل فيها بصورة مباشرة قيادات نافذة من بقايا النظام مدنية وعسكرية وبالتحالف مع جماعة الحوثي والتي عملت إلى تحويل ذلك التباين إلى صراع مسلح أدارته بقايا النظام في تعز من قيادات مدنية وعسكرية، مستغلة عدم تحقيق أهداف ثورة الشباب في إقالة وتغيير القيادات العسكرية والأمنية المتورطة في قتل شباب الثورة، وكذلك عدم تغيير القيادات الفاسدة التابعة لبقايا النظام في السلطة المحلية.
وقالت المصادر ذاتها بأن جماعة الحوثي وبقايا العائلة تعمل بوتيرة عالية لإفشال مهمة وفد أحزاب اللقاء المشترك، وتوقعت المصادر أن يقوم الوفد بزيارة ساحة الحرية والالتقاء بمكونات الثورة والمجلس الثوري ومحافظ المحافظة وفقاً لبرنامجه.
من جانب آخر شن رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الثوري بتعز هجوماً على المجلس الأعلى للمشترك ووفد المجلس الزائر لمحافظة تعز لبحث الانقسامات داخل أحزاب مشترك تعز.
وقال الأستاذ/ بليغ التميمي في حديث خاص لـ"أخبار اليوم": نستغرب تواجد وفد المجلس الأعلى للقاء المشترك بمحافظة تعز منذ أيام لبحث مشكلة تعنينا نحن شباب الثورة في ساحة الحرية ولم يتم إبلاغنا أو إشعارنا بذلك ولم نعلم إلا من خلال وسائل الإعلام بوجود هذا الوفد".
وأضاف: "ولم توجه لنا دعوة رسمية في المجلس الثوري رغم أن المشاكل التي حصلت بين الأحزاب في تعز هي مرتبطة بالساحة والمعروف أن المجلس الثوري هو المكون المعني بشؤون الساحة، إلا أنه تم إقصاء وتهميش المجلس الثوري من قبل اللقاء المشترك وبعض الأطراف".
وأكد التميمي أن هذا الإقصاء والتهميش دليل واضح على أن المشترك لا يتفاعل مع المجلس الثوري وهذا يضاف إلى تهميش وإقصاء سابق، حيث يتم التعامل مع لجان صغيرة داخل الساحة وتهميش المجلس الثوري".
وأرجع التميمي هذا التجاهل من قبل قيادة المشترك إلى أن المجلس الثوري قيادة لا تؤمن بالوصاية المجردة ولا تتحرك بالريموت "كنترول" وهذه القيادة تنزعج منها أحزاب المشترك، مؤكداً أن تصرف المشترك الأخير يدل على الاستبداد وهذا يزيدنا إصراراً وثباتاً على نهج الصراحة والشجاعة وقول الحق والنقد البناء".
وأكد رئيس المجلس الثوري بتعز أن أي اتفاق سيتم خارج المكونات الثورية الفاعلة في الساحة ولم تشارك فيه هذه المكونات ـ صاحبة القرارات في الساحات ـ لا نؤمن بها ولن نتعامل معها وليست ملزمة لنا.