وصل ليلة أمس أحد شباب الثورة بصعدة إلى غرفة الإنعاش وتحت العناية المركزة بمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة صنعاء .
 ويعاني الشاب/عبدالله عيظة الغمري من أبناء مديرية غمر بمحافظة صعدة من نزيف الدماء في جسمه ورضوض في رأسه و في مناطق مختلفة من جسده جراء ما تعرض له صباح يوم أمس الأول، من ضرب مبرح من قبل عصابات الحوثي المسلحة، ثم محاولة شنقه و رميه في أرض خاليه من السكان وهو مغميا عليه.
وكانت عصابة مسلحة تابعة لقائد جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي قد اعترضت سيارة الأستاذ/عبدالله عيظه الغمري أحد شباب الثورة بالمديرية و أحد مدرسي مدرسة المجد بمنطقة غمر أثناء توجهه إلى مقر عمله بالمدرسة وبعد توقيفه وتهديده بالسلاح قاموا بربط يديه خلفه ورميه داخل السيارة واقتادوه إلى منطقة خالية من السكان قبل أن يقوموا بضربه ثم شنقه لفترة طويلة تسببت في إصابته بالإغماء الذي دفعهم إلى تركه معتقدين بأنه قد فارق الحياة.
وحسب مصادر محلية، فان الغمري بعد ساعات من الاعتداء فاق من الإغماء و عرف المنطقة التي هو فيها و قام بالزحف حتى عاد إلى سيارته و بمساعدة بعض المارة تم إرجاعه إلى منزله.
وأوضحت مصادر لـ"أخبار اليوم" أن ميليشيات الحوثي اعترضوا المعلم الغمري الذي يعمل معلماً في مدرسة المجد بمديرية غمر صباح الأحد أثناء توجهه إلى مقر عمله وأوقفوه تحت تهديد السلاح ثم قاموا بربط يديه للخلف ورميه داخل السيارة واقتياده إلى منطقة خالية من السكان، ثم باشروا بالاعتداء علية ومحاولة قتلة.
ونقل أحد زملاء المعلم الغمري عن شهود عيان مشاهدتهم لثلاثة من ميليشيات الحوثي عند اقتيادهم للمعلم عبدالله عيظه الغمري، وهم حسب المصدر عابد الهياس واحمد الهطفي والشخص الثالث ليس من ميليشيات الحوثي من أبناء المنطقة ولم يتم التعرف عليه إضافة إلى شخص رابع تولى قيادة السيارة.
وأشارت المصادر السابقة إلى أنه تم إسعاف عيظه "إلى مستشفى رازح ثم إلى مديرية حرض بمحافظة حجة، ومنها إلى صنعاء وتم إسعافه مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء.
من جانبها أدانت نقابة المعلمين اليمنيين فرع صعدة حادث الاعتداء على الأستاذ/عبدالله الغمري واصفة اعتداءات الحوثيين بأعمال إجرامية بشعة و أنها أعمال لا تمت إلى الأعمال البشرية بأي صلة.
ودعت الجهات المختصة و المعنية إلى عدم السكوت والتقاعس عن هذه الأعمال الإجرامية و أن يقوموا بدورهم في الحفاظ على المعلم و كرامته كونه محور العملية التعليمية.
من جانبه دان التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة صعدة هذا التصرف  عبر بيان صدر مكتبه التنفيذي واعتبره تصرفاً عدوانياً ممنهجاً وفعلاً يتنافى مع مبادئ الإنسانية، مشيراً إلى أن مجموعة مسلحة من عناصر الحوثي أقدمت صباح الأحد على قطع طريق الأستاذ/عبدالله عيظه محمد الغمري وهو في طريقه إلى مدرسته والاعتداء عليه بالضرب وربط يديه ورميه داخل السيارة واقتياده إلى منطقة خالية قبل أن يقوموا بضربه ثم شنقه لفترة طويلة حتى فقد الوعي والرمي به في حفرة معتقدين بأنه قد فارق الحياة.
وأدان التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة صعدة هذا الأسلوب المخالف للشريعة الإسلامية والممارسات المشينة التي تنتهك الدستور اليمني و القوانين و الأعراف الدولية ويتنافى مع أبسط قيم التعايش السلمي. وأكد أن هذا العمل شروع في القتل مع سبق الإصرار والترصد.
ويشير الإصلاح إلى أن هدف أتباع الحوثي من ممارساتهم اللا إنسانية واعتداءاتهم المتكررة هو جر القوى السياسية التي تشربت النضال السلمي وبنت دعائمها على الحوار إلى مربع العنف وهو الخيار الذي لن يحلموا به مؤكداً أنه سيلجأ إلى حماية أفراده بالطرق السلمية التي كفلها الدستور اليمني والقوانين النافذة.
ودعا رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني والنائب العام ومحافظ محافظة صعدة بتحمل مسؤوليتهم والقيام بدورهم في إيقاف مثل هذه التصرفات، مخاطباً جميع القوى السياسية ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية إلى تفعيل دورها المنوط بها في حماية المدنيين وتجريم منتهكي حقوق الإنسان.
وحمل التجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة قيادة الحوثيين المسؤولية الكاملة لما قد يترتب من تداعيات على هذه التصرفات الهمجية.
ويشير الإصلاح إلى أن هدف أتباع الحوثي من ممارساتهم اللا إنسانية واعتداءاتهم المتكررة هو جر القوى السياسية التي تشربت النضال السلمي وبنت دعائمها على الحوار إلى مربع العنف وهو الخيار الذي لن يحلموا به، مؤكداً أنه سيلجأ إلى حماية أفراده بالطرق السلمية التي كفلها الدستور اليمني والقوانين النافذة.
إلى ذلك أدانت مؤسسة وثاق "هذا العمل الغير إنساني وطالبت النائب العام ووزير العدل تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الحادثة.
كما طالبت وثاق رئيس الجمهورية التحرك السريع للحماية حقوق المواطنين في صعدة وتشكيل لجنة تحقيق محايدة في حوادث انتهاكات حقوق الإنسان في صعدة والتي يتهم المواطنون جماعة الحوثي بارتكابها.
وأكدت مؤسسة وثاق للتوجه المدني في اليمن بيان صحفي: على تلقيها بلاغاً بقيام جماعة الحوثي باعتقال المواطن/عبدالله عيظة الغمري من أبناء مديرية غمر محافظة صعدة وذلك بتاريخ 23ديسمبر 2012م.
كما عبر وجهاء ومشائخ وشخصيات اجتماعية من أبناء صعدة عن إدانتهم واستنكارهم الشديد للحادث..مؤكدين أن حادث الاعتداء ومحاولة القتل العمد ليس إلا قطرة من بحر من الجرائم التي لا تصل إلى الرأي العام وأن ما خفي كان أعظم.
مطالبين كل القوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني إلى رفض الحوار حتى فتح تحقيق عادل وجاد في كل الجرائم التي يرتكبها الحوثي بحق أبناء صعدة وسكانها وبسط نفوذ الدولة على صعدة كشرط لدخوله مؤتمر الحوار.
كما طالبوا القوى السياسية التي يربطها بميليشيات الحوثي علاقة ودّ بزيارة الضحية الأخيرة من جرائم الحوثي ليعرفوا حقيقة من يتغنون بالدولة المدنية،ويصرخون ضد الانتهاكات الأمريكية والإسرائيلية وهم يمارسون بحق أبناء صعدة وسكانها جرائم أكثر مما يمارسه الإسرائيليين بحق الشعب الفلسطيني.
يذكر أن عصابة مسلحة أخرى في منطقة بني سويد بمديرية مجز نهبت في الشهر الماضي تاجراً من منطقة رازح حوالي عشرة ملايين ريال.